– يَدُهُ؟.. وَمَا يَدُهُ؟ سَمَا وَطَنٍ قُلْ: كُلُّ أَنْمُلَةٍ لَدَيْهِ… أَبُ
القصيدة التي ألقاها الشاعر حبيب يونس في قصر بعبدا، خلال تسليم فخامة رئيس الأمة اللبنانية العماد ميشال عون، “الريشة الذهبية – النسخة الماسية” التي تمنحها مطابع الكرَيْم، في حضور مسؤولي الجائزة الأب العام مالك بو طانوس، والأب شربل مهنا والدكتور ناجي قزيلي:
***
مَا الْخَمْرُ خَمْرٌ، لَوْ أَبَى الْعِنَبُ…
***
تَرْنُو إِلَيْهِ الرِّيشَةُ الذَّهَبُ
وَعَلَى أَصَابِعِهِ اعْتَلَى الْأَدَبُ
وَالسَّيْفُ… عَرْشًا مِنْ جَبِينِ إِبًا
وَعَلَى الْجَبِينِ الْحُلْمُ يَنْصَلِبُ.
يَدُهُ؟ وَمَا يَدُهُ؟ سَمَا وَطَنٍ
قُلْ: كُلُّ أَنْمُلَةٍ لَدَيْهِ… أَبُ.
كَمْ مَرَّةٍ، وَالسَّيْفُ فِي قَلَقٍ،
لَجَأَا إِلَيْهِ: اللَّمْعُ وَالْغَضَبُ
فَاخْضَوْضَرَتْ، إِذْ مَرَّ، خُطْوَتُهُ
وَتَمَارَدَ الْيَنْبُوعُ وَالْعُشُبُ…
كَمْ مَرَّةٍ، وَالْحِبْرُ رَاهِبُهُ،
قَرَعَتْ لَهُ وَتَمَايَلَتْ قُبَبُ،
فَبَخُورُ كِلْمَتِهِ مُبَارَكَةٌ
فِي إِثْرِهَا يَشْقَى وَيَنْجَذِبُ
عَبَقُ الْكَمَالِ، الْحَقُّ يُصْعِدُهُ،
مَا الْخَمْرُ خَمْرٌ، لَوْ أَبَى الْعِنَبُ…
كَمْ مَرَّةٍ، وَالْأَرْضُ “مِنْ خَطَرٍ
تَمْضِي إِلَى خَطَرٍ”، وَمَا غُلِبُوا
أَهْلُوهُ… وَهْوَ بِمَوْقِفٍ جَرِئٍ
قَدْ قَالَ… غَابَ الْخَوْفُ وَالتَّعَبُ،
وَبَنَى غَدًا مِنْ فِكْرَةٍ، فَمَشَتْ
فِي رَكْبِهِ الْقَامَاتُ وَالْحِقَبُ،
حَتَّى إِذَا لُبْنَانُ شَاءَ غَدًا،
لِزَمَانِهِ… لُبْنَانُ يَنْتَسِبُ.
أَلْيَوْمَ رِيشَتُهُ الْتِمَاعُ يَدٍ
أَلرِّيشَةُ الْأَلْمَاسُ وَالذَّهَبُ،
وَغَدًا إِذَا كُتِبَتْ حِكَايَتُهُ
شَمَخَتْ بِهَا الْأَجْيَالُ وَالْكُتُبُ…
حبيب يونس
15 – 6 – 2017