* إستقصاء هاتفي عن أداء النواب الحاليين!
بعد يومٍ واحدٍ من إقرار قانون الإنتخاب في المجلس النيابي، وردني إتصال كما الكثير من المواطنين، من شركة إستقصاء إنتخابي، وسألتني آنسة بكل لباقة وتهذيب، إذا كنت أرغب المشاركة عبر أسئلة لن تأخذ من وقتي الكثير، فبادلتها اللباقة والتهذيب بمثلهما وقلت: حاضر.
سألتني عن السنّ والوضع العائلي والوظيفة، وأجبتها، ثم تابعت الأسئلة:
س: المذهب؟
ج: ماروني
س: ما هو أقرب الأحزاب أو التيارات السياسية إليك بصفتك إبن البقاع الغربي؟
ج: أنا “عوني” في الإنتماء السياسي الحزبي، ومع “الجيش والشعب والمقاومة” في الإنتماء الوطني.
س: مَن مِن الأسماء الثلاثة التالية ستختار في الإنتخابات المقبلة للمقعد الماروني، ومن الأسماء الثلاثة التالية لمقعد الروم الأرثوذكس؟
ج: أعطيتها الإسمَين المطلوبَين، واللباقة والتهذيب ينسابان من أسئلتها ومن أجوبتي، ثم جاء السؤال الصاعقة:
س: ما هو تقييمك لأداء النواب الحاليين؟
أجبتها بلهجة بقاعية جردية: أداؤهم “صفر” كما كل النواب “الملقوحين” في ساحة النجمة.
س: هل يُمكن أن تذكر الأسباب لتقييمك هذا؟
ج: أعطيهم علامة “صفر”، لأنهم لا في التشريع نجحوا، ولا في الرقابة على أعمال الحكومة أفلحوا، ولا في المُساءلة كانوا جهابذة، وبما أني أعمل في القطاع الخاص، فإن أي موظف غير مُنتِج يجب أن يذهب إلى بيته، وأي سارق يجب أن يكون في رومية!
السؤال الأخير: ماذا تطلب من النواب الجُدد؟
الجواب: أنا لن أقرع باب أحدٍ منهم لمسألة خاصة، وبما أني إبن البقاع، أريد للبقاعيين أن يبقوا في أرضهم، وكي يبقوا في أرضهم، يجب أن لا تبقى مواسمهم في الأرض، وعرقهم في الأرض وعذابهم في الأرض، الى حدود الكفر بالأرض… وانتهى الإتصال على خير.
أيها النواب الجُدد، أو القُدامى القادمين مجدداً:
عمري تجاوز الستين، ولا أحفظ من وجه النائب سوى وجه الموت، فهو إما أن يأتي بموسم الإنتخابات لزيارة مريض كما الكاهن الذي “يمشح المرضى”، أو في العزاءات على مدى أربع سنوات قابلة للتمديد، وبات هذا “النائب النائبة” كما ورقة النعوة، ثقيلاً على صدري وصدر الوطن، ولا يُذكِّرني سوى بالنعوش والأكاليل وجمرات المباخر في الجنازات …
أيها النواب الجُدد أو القُدامى القادمين مجدداً:
أنتم لن تنفع معكم مطرقة تُعلِن: “فُتحت الجلسة”، أو “رُفعت الجلسة”، بل أنتم يلزمكم شعبٌ يحمل المطارِق، لفتح رأس كل من يُخطىء منكم بحق الناس وبحق الوطن، وأن يُرفع كما النفايات الى المثوى الأخير…