*”على أونا…” مزاد علني على أربعة مقاعد نيابية
– سيصِل قانون الإنتخاب على الأرجح الى نهاية سعيدة، ببركة الشهر الفضيل، وهِمَّة العاملين على استلحاق أنفسهم قبل العشرين من حزيران، موعد انتهاء الولاية المُمَدَّدة للمجلس النيابي، وتبقى العقدة في موضوع نقل أربعة مقاعد نيابية: مقعد كاثوليكي من الزهراني، وإنجيلي من دائرة الى دائرة في بيروت، ومقعدان مارونيان من طرابلس والبقاع الغربي.
وإذا كان المقعد الكاثوليكي من اهتمامات الرئيس بري الرافض نقله الى جزين، والرافض أيضاً فكرة نقل مقاعد مسيحية “حرصاً على النسيج الوطني”، فإن الرئيس ميقاتي يُلاقي الرئيس بري، ويرفض نقل المقعد الماروني من طرابلس حرصاً على “العيش المشترك”، علماً بأن النائب الماروني في “قلعة المسلمين” بات مثل “مطران على مكة”.
وإذا كان المقعد الإنجيلي في بيروت باقٍ في مدينته، ونقله “من حارة الى حارة” مسألة تموضع شكلي لينتخبه مسيحيون، فإن نقل المقعد الماروني في البقاع الغربي هو بيت القصيد.
أولاً، لا النائب الماروني في البقاع الغربي “رافع السما” عن رأس المسيحيين، ولا النائب الأرثوذوكسي يجلب لهم كل يوم “نقلة طحين”، ونواب البقاع الغربي كما سواهم من نواب لبنان، متعهِّدي زفت في المواسم، ومعقِّبي معاملات.
ثانياً، الناخب في البقاع الغربي لا ينتحِب لأن مقعداً نيابياً سوف يُنقل من منطقته الى منطقة أخرى، لكن النحيب هو في المنطقة الأخرى، لا بل في شدّ الحبال وشدّ الشعر وتمزيق الملابس بين زعامات كسروان وجبيل “لتناتش” المقعد، وإذا تمّ في القانون الجديد مشروع “ضمّ وفرز” وجَمع كسروان بجبيل فإن المشكلة قد يكون لها حلّ، وتنحصر المسألة في المحاصصة بين “الأخوة”.
تبقى كلمة لمواطن مسيحي ماروني من البقاع الغربي، الى القيادات والأحزاب المسيحية، التي تعمل على نقل المقعد الماروني من البقاع الغربي الى كسروان أو جبيل، لينتخبه مسيحيون بـ “سمنة”، أننا نتشرَّف بأننا مسيحيون بـ “زيت”، وأننا لا ننتظر منكم ومن نوابكم لا علبة سمنة ولا قنينة زيت، وسواء نُقِل المقعد أم لم يُنقل، فإن نائب “بالناقص” لن يُميتنا جوعاً وبقاء النائب لن يملأ “كواير المونة” لدينا بالخيرات، ولكن بعض من احترام للناس ولقواعدكم الشعبية المترامية في الأطراف، بل بعض من احترام لأنفسكم، وسؤال خاطر ليس أكثر لرئيس بلدية أو مختار أو مجموعة شباب جامعيين على الأقل، واعلموا..
كما زرعتم في البقاع الغربي سوف تحصدون، وأنتم زرعتم الزؤان ولن تجنوا منه قمحاً، ولا نعتقد أن فوقيتكم في التعامل مع أبناء البقاع الغربي ستُبقي لكم فيه بقعة تزرعون فيها كذبكم، لا في شرقه ولا في غربه، واغربوا عن البقاع الغربي، لأنه بدونكم، هو من المناطق النادرة التي عاشت منذ العام 75 الروحية اللبنانبة بلا كذب، وبقي المسيحي عزيزاً في بيته، والشيعي كريماً، والدرزي معززاً، والسنِّي مكرماً، دون الحاجة للنواب وبعيداً عن النوائب…