وهنا يأتيك من يرمي في وجهك تهمة العنصرية والطائفية والتقسيم، لازمة تلاحقك كلّما حاولت ان تحصّل الحقوق لـ”بشر” بلدك،
ويتناسى هذا اننا ابناء مقولةِ “أكبر من ان يُبلَع وأصغر من ان يقسَّم” ،
وإنّ هذه المقولة تنطبق ليس فقط على الوطن بل على الجماعة فيه وعلى صوتهم.
نعم، “صوتنا، ، الذي هو أكبر من ان يُبلَع، وحجمنا الذي هو أصغر من ان يقسَّم”…إنّ هذا ما كان دافع قبولنا بما سُمي القانون الارثوذكسي ومطالبتنا به الى اليوم.
ثمّ إنّ طمعنا بالتوافق، ورغبتنا في الانتقال من السيئ الى الأفضل، هما كانا دافع قبولنا بما سُمي القوانين المختلطة واقتراحنا لعدد منها ضمن شرط وضعها بمعايير موحّدة وعادلة، لتكون تمهيداً للانتقال بلبنان من “دولة الطوائف” الى “دولة المواطنة”، والانتقال بذلك الى “مجلس الشيوخ” الضامن للمصير “ومجلس النواب” الضامن للمواطنة.وهكذا قَبِلنا ان يبلَع لبنان صوتَنا وان تقسَّم دولة المواطنة حجمَنا، الاّ اننا ويا للأسف اكتشفنا ان لا مكان لـ”دولة للمواطنة” في هذا الوطن الاّ للاستيلاء على صوتنا في قانون الانتخاب، وتستمر دولة الطوائف في الاستيلاء على قوانين الأحوال الشخصية والارث والزواج والجنسية…، اي الاستيلاء على أمور الناس باسم الله.أليس هذا الفراغ بعينه ان نبقى من دون مساواة في “دولة المواطنة”؟
ومن دون حريّة في دولة الطوائف؟
وان تغدو فارغاً من مواطنيتك ومن طائفتك بسبب هذا الاستيلاء المزدوج؟الفراغ اضحى مرفوضاً في نفوسنا، وغيرَ مرغوبٍ في نظامنا وكارثياً في زماننا.
اليس هذا التمديد بعينه، ان تبقى مكانك منذ الستين لتقع في قانونه،
وهما معاً، التمديد والستين، مرفوضان لأن في كليهما احتجازاً لحريتنا وتغليباً لفكرة الاستيلاء علينا؟اليس الزمن زمن حريّة وميثاق وعهدٍ عهدنا فيه بأولادنا الى “بيّ الكل”، وتعاهدنا على ان نترك من بعدنا لأولادنا افضل ما تُرِكَ لنا من “ستين وتمديد وفراغ”؟كيف يمكننا، ونحن في طريق العودة، العودة على طريق الانتشار، والعودة الى الميثاقية، ان نخلّ بأمانة المنتشرين الذين خسروا الارض من أجل الحريّة؟ان ساعة قانون الحريّة قد دقّت، وسنكون على موعد قيامته في زمن القيامة،
فالصلب سبيل الزامي اليها، سنحمله ونحمل أوجاعه من أجلها.والصلب فيه شوك التجريح، وخلّ التشويه، ولوحة التقسيم ، ومسمار الاستيلاء، وحربة الشهادة… فليكن!
ليكن الموت، سياسياً كان أم مادياً، من أجل حريّتنا وهي أغلى قيمنا، ومن أجل حريّة اولادنا وهم اغلى ما عندنا،
ليكن الصلب في أسبوع الآلام، آلام المسيح والوطن، ما دامت القيامة آتية… قيامة قانون الحريّة.
لقراءة الخبر من المصدر (إضغط هنا)