عواقب التَّشكيك بوحي كلام الله
1
تشارلز داروين (1809 – 1882) أطلق نظرية التطور قائلا إن أصل الإنسان قرد وقد تطور ليصير إنسانا. فأنكر بذلك أن الله خلق الإنسان والكون.
وتبين مؤخرا، بعد أكثر من 140 سنة من موت داروين، أن الشيطان ابكتر هذه النظرية وعلمها لداروين ووعد “بامتيازات ومكافآت خاصة” لكل من يعلمها وينشرها.
2
أوّل عرافةٍ على الإطلاق قام بها إبليس في الفردوس، إذ أنبأ آدم وحواء بأنهما لن يموتا بل يصيران آلهة وتنفتح أعيُنُهما فيعرفان الخير والشر.
ولا زال إبليس من خلال عملائه من الأبالسة والبشر يُمارس العرافة لهلاك كثيرين.
3
عواقب التَّشكيك بوحي كلام الله
وخيمةٌ عواقب التشكيك بكلام الله، سواء لناحية القول إنّ أجزاء منه تخطّاها الزمن، أو إنّ كتّابها بشر، أو إنّ طابعها أسطوريّ.
القدّيسون عبر الأجيال قاربوا الكتاب المقدّس برهبة وخشوع، واثقين أنّ كلّ كلمة منه هي وحي الله: “وأتنعّم بوصاياك التي أحببت وأرفعُ كفيَّ إلى وصاياك التي أحببتُ وأتأمّلُ في رُسومك” (مزمور 47:118-48). ويَبحثُ روحُ المـُتأمِّل عن المعاني العميقة والأسرار الخفيّة الكامنة في كلام الله: “أتأملُ بقلبي، وروحي يبحثُ”. فأسرار الكتاب ومعانيه الخفيّة هي غذاءُ الأرواح وبحثُ الملائكة ودهشتُهم (1 بطرس 12:1).
وقد تقدّس القدّيسون بالتأمّل بكلام الله: “بَدءُ طريق الحياة تأمُّلُ الذّهن بصورة دائمة في أقوال الله” (القديس إسحق السرياني، نسكيّات، المقالة الأولى). فذلك التأمّل هو جوهر الجهاد الروحيّ وضرورةٌ ملحّة للنموّ والتقدّم في حياة الفضيلة. وجميعُ مُعلّمي الكنيسة أيّدهم الروح القدس في معرفة الكتاب معرفةً روحيّة عميقةً، جعلتهم يُفسّرونه ويعلّقون عليه ويدعمون مواعظهم بآياته ومعانيه.
وهذا يعني أنّ إنكار وَحي الكتاب المقدّس يجعلُه كلامًا عاديًّا، ولا يعود بالنّسبة إلى قارئه كلامَ الله، (أو كلام الله المشكوك ببصحّة وحي بعض أجزائه)، فلا يُقاربه بالرّهبة والخشوع المطلوبَين ليتأمّل فيه ويَغتذي منه روحيًّا. ويَغيب عنه تأييد الروح القُدس الذي يؤازر المؤمنين الأمناء عند تأمُّلهم في الأسفار المقدّسة.
ومن مفاعيل الكلام الإلهيّ أنّه يُؤدِّب (2 طيموتاوس 16:3). لكن إذا تشكّك القارئ، لا يَعود يَتجاوب مع الآيات التي تمسّ ضميره، وبدلًا من أن تحفزه تلك الآيات على تغيير نفسه وعقله وقلبه وحياته، وتوبته وارتداده، بتأييد وفاعليّة الروح القدس، يَعمد الشخص إلى التَّشكيك في تلك الآيات التي تمسّ ضميره، ويزعم أنّ الزمن تخطّاها، وأنها كلام بشر، وأسطورة.
وقد قال الربّ يسوع: “الكلام الذي كلّمتُكم به هو روحٌ وحياة”؛ “السماء والأرض تزولان، وكلامي لا يزول”. وهو لا يزول لأنه كلام إلهيّ، لا كلام بشر. ويقول بولس الرسول: “الكتاب كلّه هو من وحي الله، يُفيد في التّعليم والمـُحاججة والتّقويم والتَّأديب في البِرّ، ليكون رجُل الله كاملًا مُعدًّا لكلّ عمل صالح” (2 طيموتاوس 16:3-17). ويقول سفر العبرانيّين: “كلامُ الله حيٌّ ناجعٌ، أمضى من كلّ سيف ذي حدَّين، يَصِل في نَفاذه إلى ما بين النّفس والرّوح والمـُخاخ والعظام، وبوسعه أن يَحكُم على خواطر القلب وأفكاره” (12:4).
وإذا كان الكتاب كلّه من المسيح، ويشير إليه حصرًا، كما قال وحي الرُّوح القُدس: “إنّ شهادة يسوع هي روح النّبوءة” (رؤيا 10:19)، فالتّشكيك بكلام الكتاب المقدّس هو تشكيكٌ بصدقيّة المسيح نفسه، وصدقيّة الروح القُدس، وإلغاءٌ للفوائد الروحيّة والإنعامات الإلهيّة التي تُجتَنى من التأمّل في الكتب المقدّسة. والمشكِّك لا يعنيه التأمل في الكتُب، ولا يفيده، وهو يحرم نفسه والآخرين من تلك الفوائد الروحيّة؛ وهو لذلك ضَحلٌ روحيّا، ويأبى تأديب الكتب، كما أسلفنا.
ويقول بطرس الرسول: “لقد وُلدتُم ولادةً ثانيةً، لا من زرع بشريّ فاسد، بل من زرع غير فاسد هو كلام الله الحيّ الباقي” (1 بطرس 23:1-25). وأيضًا: “إعلَموا قبل كلّ شيء أنّ ما من نبوءة في الكتاب تَقبل تفسيرًا يأتي به أحد من عنده، إذ لم تأتِ نبوءةٌ قطّ بتفسير بشَر، ولكنّ الروح القُدس حمَلَ بعض النّاس على أن يتكلّموا من قِبَل الله” (2 بطرس 20:1-21). ويحذّر بطرس الرسول من أنّ الذين يحرّفون الكتب المقدّسة، إنما يفعلون ذلك “لهلاكهم”. “أما أنتُم أيها الأحبّاء فقد بُلِّغتُم، فتنبّهوا لئلّا يجتذبكم ضلال الفُجّار، فيهوى عنكم ثباتُكم، وازدادوا نعمةً ومعرفةً لربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح” (2 بطرس 17:3-18).
كلام الربّ هو ربُّ الكلام. ومن يُشكّك بجزء منه يَفتح الباب على التّشكيك بأجزاء أخرى، أو بالكتاب كلّه. أما نحن فلنُعانق كلام الله بالعقل والقلب، لتوبتنا وشفائنا وتقدُّمنا في حياة النِّعمة، ولنتأمّل قولَ النبيّ: “كلماتُك بلغَت إليّ فأكلتُها” (إرميا 16:15)، في إشارة إلى النّهم الشديد الذي يراودُه للتأمل في كلام الله الحيّ والـمُحيي. والمجد لإلهنا إلى الدّهور.
4
الموسيقى الشيطانية
كتب أحد عبدة الشيطان في القرن الماضي: “تحدث نهضة في مملكة الشيطان وموسيقى الروك هي إحدى مظاهرها”.
ويرقى “الروك” إلى أيام Elvis Presley (1977~1935) الذي مات بجرعة مخدرات. وعبارة rock and roll هي وصف لشخصين يتقلبان في سيارة تتراقص بهما بينما يمارسان الخطيئة على مقعدها الخلفي.
يبيع المطرب روحه للشيطان مقابل النجاح، فيعطيه الشيطان كلمات الأغاني وموسيقاها ويشترط عليه أن يعلن للملأ أنه هو إبليس معطيها. وتتضمن الأغاني إهانات وشتائم للعزة الإلهية، وتمجد الشيطان. وترافق الأغاني عروض لمشاهد ورموز شيطانية.
ويطلب إبليس من الذين يبيعون أنفسهم إليه أن يمارسوا أنواع النجاسات والموبقات، كالشذوذ وتعاطي المخدرات واغتصاب الأطفال وقتلهم وأكل لحمهم وشرب دمهم وتقديمهم ذبائح له، عدا نجاسات أخرى مقززة نأنف عن ذكرها.
وما ينشدونه ليس أغاني بل عبادة لإبليس، هي منه وإليه، ومنفذوها هم أدواته، وممارسة سحرية بمتياز تستدعى فيها الشياطين. ويصير الحفل مهرجان إكرام له ومكان الحفل مكان عبادة له. فتتجمهر الأرواح الخبيثة وتنشر شرورها في الحاضرين وتتنجس الأرض والبلدة والمنطقة من جراء ممارسة هذا السحر الحقيقي.
لهذا تنتشر في مكان الحفل، ولأيام كثيرة بعد انتهائه، الأمراض والحوادث والحرائق والكوارث والخلافات والبلايا والشرور على أنواعها. هذه تصيب خصوصا الذين حضروا الحفل وسمعوا الأغاني. فتلك الأغاني لها تأثير شرير جدا عليهم، وتظهر الأذية فورا أو لاحقا.
وقبل الحفل يتعاطى المغنون المخدرات ويمارسون الشذوذ ويقومون بطقوس شيطانية لينالوا قوة من إبليس وإمعانا في الأذية، وما ذلك إلا لدمارهم.
وجميع هذه الأمور معلومة لدى من يستدعي فرقة موسيقى كهذه. والذين يستدعونهم هم على مثالهم، وقيل قيل فيهم “الحكم عليهم منذ القدم لا ببطل، وهلاكهم لا يلحقه فتور” (2 بطرس 3:2).