أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


قرار بكركي للمطارنة والكهنة: المناولة تحت شكلي الخبز والخمر.. إنتهى “الكورونا”..


الجسد يعني الشخص بكامله في بعده الحسّي، والدم يدلّ على الحياة

الى أخوتنا السادة المطارنة الأجلاء، وقدس الرؤساء العامين والرئيسات العامة، وأبنائنا الكهنة والرهبان والراهبات، وسائر المؤمنين والمؤمنات الأحباء.

تحية بالرب يسوع والبركة الرسولية،

أصدر سينودس أساقفة كنيستنا المارونية قرارًا بشأن المناولة تحت الشكلين في دورة 12 17 حزيران 2023. وهو التالي:

  1. يدعو الآباء إلى إحاطة سرّ القربان بالإحترام الواجب، والتقدّم من المناولة المقدسة بالخشوع والتقوى، وحالة النعمة، واللباس اللائق، لئلا يكون أحد مذنبًا الى جسد الرب ودمه.
  2. توصي الكنيسة المارونية بتوزيع المناولة في القداس الإلهي تحت شكلي الخبز والخمر بموجب الشرع الخاص في الكنيسة المارونية (بكركي 2018 المادة 251). ولهذه المناولة أسس كتابية وليتورجية ولاهوتية.

أ- كتابيًا، بالعودة الى العشاء الفصحي الأخير كما ترويه الأناجيل الإزائية (متى 26/26-30؛ مر 14/22-25؛ لو 22/19-20) وبحسب تعليم بولس الرسول (1قور 11/23-25)، يقدّم الرب يسوع جسده ودمه للتلاميذ تحت شكلي الخبز والخمر، ممثلا بهما ذبيحته على الصليب. الجسد يعني الشخص بكامله في بعده الحسّي، والدم يدلّ على الحياة. فباعطائنا جسده ودمه يشركنا السيد المسيح في ذبيحته ويُقدّم لنا ثمار الفداء، ويوحدنا بشخصه، ويُشركنا في حياته المجيدة.

ب- ليتورجيًا، استمرّ التقليد الليتورجي الشرقي، على مثال السيد المسيح، في توزيع المناولة في الإحتفال بالإفخارستيا تحت الشكلين. وتعتمد الليتورجيا المارونية، مع باقي الكنائس الشرقية الكاتوليكية والأرثوذكسية، هذه الطريقة في المناولة. وفي هذا السياق ورد في التعليم المسيحي للكنيسة الكاتوليكية عدد 1390: “المناولة المقدسة، تحقق، بطريقة أكمل، وجهها الرمزي عندما تتمّ الشكلين. فبهذا الوجه يظهر، بطريقة أكمل وجهها الرمزي عندما تتمّ تحت الشكلين. فبهذا الوجه الوجه يظهر، بطريقة أكمل، رمز المائدة الإفخارستية”. وهذه هي الطريقة المتبعة عادة للمناولة في الطقوس الشرقية”. (راجع أيضًا، مجمع الكنائس الشرقية، توجيه، 1996، عدد 59).

ج- لاهوتيًا، يتخّذ توزيع المناولة تحت الشكلين مدلولاً لاهوتيًا مرتبطًا بذبيحة المسيح يسوع. فالإفخارستيا هي ذبيحة غير دموية، اسرارية، تعبّر عنها كلمات التأسيس التي فيها يتكلم يسوع عن جسده المبذول وعن دمه المهراق من أجل مغفرة الخطايا (راجع لو 22/19-20 ومتى 26/26). عبر الحضور الحقيقي ليسوع في الإفخارستيا تصبح حاضرة ذبيحته التي قدّمها على الصليب من أجل فداء العالم. إنّ المناولة تحت الشكلين تدلّ على الذبيحة، أي على الجسد المبذول والدم المهراق، وعلى أننا نشترك في ذبيحته وننال ثمارها الفادية (راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاتوليكية عدد 1365 و1366).

  1. باعتماد كنيستنا المارونية المناولة تحت اشكلين، لا بدّ من الإشارة الى وجود حالات خاصة كمناولة المرضى، أو حالات أخرى يحتكم فيها الأسقف وحده في أبرشيته، يمكن اعطاء المناولة تحت شكل واحد كالجسد (الشرع الخاص). وفي هذا السياق لا بد من إعادة التأكيد أن الكنيسة الكاتوليكية تعلم أن يسوع المسيح الإله والإنسان حاضرًا حضورًا حقيقيًا وجوهريًا في الجسد والدم. فهو حاضر بكل شخصه وبطبيعتيه الإلهية والإنسانية في الجسد وحده، وفي كل أجزائه، وحاضر في الدم وحده وفي كل أجزائه. وحضوره حضور فاعل وخلاصي (راجع الشرع الخاص في الكنيسة المارونية، بكركي 2018 المادة 251؛ التعليم المسيحي للكنيسة الكاتوليكية عدد 1374-1377).
  2. مع تلاشي وباء الكورونا وانحساره، توصي الكنيسة المارونية بالعودة الى الممارسة الليتورجية المألوفة قبل الوباء، وفقًا لما ترسمه الكتب الليتورجية وقوانين الكنيسة. ويُلغى بالتالي القرار الي أصدرناه في 10 أيلول 2021.
  3. يُعنى السادة المطارنة والرؤساء العامون والرئيسات العامّات باعطاء التوجيهات اللازمة لأبنائنا كهنة الرهايا والرهبان والراهبات رؤساء الأديار تأمين الكؤوس اللازمة للمناولة تحت الشكلين. ويُطلب منهم ومن معلمي التعليم المسيحي شرح هذا القرار وتطبيقه في نطاق خدمتهم.
  4. يعمل بهذا القرار الزاميًا ابتداءًا من الأحد الأول من تموز الموافق اليوم الثاني منه.

بكركي في 7 حزيران 2023

الكاردينال بشارة بطرس الراعي
بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق