التلميذ: أين يرد موضوع الختانة في الكتاب المقدّس؟
المرشد: بعد مرور ثمانية أيّام على ولادة الطفل يسوع، ختنه والداه (لوقا ٢: ٢١) على حسب الأمر الإلهيّ إلى إبراهيم لـمّا أقام الله عهدًا أبديًّا معه ومع نسله: «هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك. يُختن منكم كلّ ذكر فتُختنون في غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم. ابن ثمانية أيّام يُختن منكم كلّ ذكر في أجيالكم» (تكوين ١٧: ١٠-١٢).
التلميذ: هل اعتمدت الكنيسة الختان الجسديّ لأبنائها؟
المرشد: كلا لم تعتمد الكنيسة الختان الجسديّ لأبنائها، على جري ما كان معتمدًا بين اليهود وأتمّه أيضًا المخلّص في اليوم الثامن من ولادته. وهذا ثبّته المجمع الرسوليّ المنعقد في أورشليم السنة ٤٩ م. عندما تدارس الرسل في أمر إلزامية ختانة الأمم أم لا. وقد أوضح الرسول بولس في رسائله، وبخاصّة في رسالته إلى أهل رومية (الإصحاحات ٢ -٤)، بطلان هذا الأمر، إذ إنّ ذبيحة المسيح على الصليب كافية لخلاص المؤمنين بيسوع المسيح.
التلميذ: واليوم بأيّة علامة نتميّز كشعب الله؟
المرشد: ما عاد علامةَ شعب الله الجديد الختان الجسديّ بل الصليب الذي يدهنه الكاهن بالميرون المقدّس على جبهة المعتمد وأعضائه، فور خروجه من جرن المعموديّة. ولهذا لا نقع على أيقونة تصوّر ختان السيّد، كما هي الحال في بقيّة الأعياد السيّديّة.
التلميذ: سمعت في إنجيل اليوم أنّ يسوع تمّت تسميته بعد ثمانية أيّام.
المرشد: حسب العُرف، أُعطي ليسوع يوم ختانه اسمَه، كما أشار الملاك إلى يوسف بذلك (متّى ١: ٢١؛ لوقا ١: ٣١) ومعناه المخلّص. بالاسم انكشفت مهمّته على الأرض وغاية تجسّده. فهذا الاسم يلخّص كلّ التدبير الخلاصيّ، وشخص المخلّص نفسه حاضر فيه سرّيًّا، إذ للأسماء مدلول خاصّ بلغة الكتاب المقدّس. عبّر بولس الرسول عن هذه الحقيقة: «لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كلّ اسم، لكي تجثو باسم يسوع كلّ ركبة ممّن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كلّ لسان بأنّ يسوع المسيح هو ربّ لمجد الله الآب» (فيليبّي ٢: ٩-١١).