أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


باييسيوس وسؤال “لا اتوافق مع زوجتي لنا طبائع متضادة”..!!

☦ “داخل الطبائع المختلفة يختفي التناسق الإلهي”

يقول القديس باييسيوس: يسألني بعض الرجال “اني لا اتوافق مع زوجتي فنحن لنا طبائع متضادة هي لها طابع وانا لي طابع اخر !

اتسأل كيف ان الله يعمل مثل هذه الامور الغريبة!؟
الم يستطع ان يدبر مثل هذه الحالات حتى يوافق الازواج كي يستطيعوا ان يعيشوا روحياً؟

اقول لهم: الا تفهمون بان داخل الطبائع المختلفة يختفي التناسق الإلهي. فالطبائع المختلفة تخلق انسجام. الويل لكم ان كانت لكم نفس الطبائع.

فكروا، ماذا كان سيحدث مثلاً ان كنتما كليكما تغضبان بسهولة! لكنتما حطّمتما المنزل ، او ان كنتما ذوي طبائع وديعة فلكنتما تنامان وقوفًا! وان كنتما بخيلين وتوافقتما لذهبتما كليكما الى الجحيم. وان ايضاً كنتما كريمين فهل كنتما ستحتفظان بالمنزل؟ ولكان البيت سينحل ولكانوا اولادكما يدوروا في الشوارع. وان انسان سيء الاخلاق اخذ فتاة سيئة الاخلاق وكانا يتوافقان فيما بينهما -اليس كذلك- لكانا في احد الايام قتلا بعضهما البعض.

لهذا فان الله يدبر بان انسان صالحاً يأخذ فتاة شرسة لكي يساعدها لان من الممكن ان تكون لديها نيّة صالحة لكنها لم يساعدها احد منذ الصغر.

فاختلاف الطبائع الصغيرة بين الازواج تساعد في انشاء عائلة منسجمة، لان الاول يكمّل الاخر. فالبنزين ضروري للسيارة لكي تتحرك، ولكن ايضاً القفل ضروري لكي تقف. فان كانت السيارة فقط مقفلة فانها لن تتحرك ، كما وان كان لديها فقط بنزين فلكانت لا تستطيع ان تتوقف. اتعلمون ماذا قلت لاحد الازواج:

“لانكما تتوافقان فانكما لا تتوافقان”

كانا زوجين حساسين ان حدث شيئاً في البيت كليهما كانا يفقدان عقليهما ويبدأ .. يقول الاول: “اخ ماذا حدث لنا !” وكذلك الثاني:”اخ ماذا حدث لنا” فكليهما يساعد الاخر على اليأس بشكل اكثر. لا يقول احدهما الى الاخر” بان ما حدث ليس بالشيء الخطير” انهما سريعا التأثر ، وقد رايت هذا عند ازواج كثيرين.

وفي تربية الاولاد فان كان الزوجين ذو طبائع مختلفة فانهما سيستطيعان ان يساعدا الاولادهما فاحدهما يضبطهم قليلاً والاخر يقول: اترك الاولاد احراراً قليلاً فان حصرا الاولاد فانهما سيفقدانهم. وان تركا الاولاد احراراً فانهما سيفقدانهم ايضاً بينما هكذا فان اولادهما سيكونون في حالة اتزان.

ما اريد ان اقوله:
بان كل شيء له قيمته ويُحتاج اليه، لكن بالطبع على ان لا يتجاوز الحدود.
لكن ان يساعد كل واحد الاخر بطريقته، دون ان يقول احد ما “لماذا لا يكون الجميع مثل طبعي” وان كان الجميع بنفس الطبع عندها لن يكون هناك مجتمع.

القديس باييسيوس الآثوسي