أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


حرب بغضاء قديمة قد توقفت.. نحن غير المستحقين للأرض نُقلنا اليوم للسماء.. فكيف حصل ذلك؟؟


☦️ كلمة في خميس الصعود المقدس ☦️ دعاء الى الروح القدس..

《 1 》من كتاب موتك حياتي ☦️ للقديس يوحنا الذهبي الفم

العيد الذي نحتفل فيه اليوم عظيم ومهيب يا اخوتي الأعزاء، فهو يفوق كل فكر بشري، وهو ملائم حقًا لسخاء الله مبدعه. فاليوم تصالح الله مع البشر، اليوم بغضاء قديمة وحرب طويلة قد توقفتا، اليوم توطد لأجلنا ذلك السلام العجيب الذي ما كنّا قط لنؤمله. ذلك اننا، نحن غير المستحقين للأرض، نُقلنا اليوم للسماء، نحن الذين لم نكن مستحقين حتى للسيادة الأرضية، قد رُفعنا للملكوت السماوي. واتخذنا لنا موضعًا على عرش الملك الأسمى.

فطبيعتنا التي اغلق الشاروبيم دونها باب الفردوس، قد استوت اليوم فوق الشاروبيم. ولكن، كيف تم هذا العجب العجاب؟

ونحن الذين كانوا قد أهانوا العلي، والذين كانوا غير مستحقين للأرض والذين جردوا من السيادة الأرضية، كيف ارتقينا الى رفعةٍ عظيمةٍ كهذه؟ كيف انتهت الحرب؟ كيف تبدد الغضب، كيف، والعجيب ان السلام حصل، لا عبر توسلات أولئك الذين كانوا قد ثاروا على الرب جوراً، بل عبر تحريضات الرب نفسه، الذي كان قد غضب بعدل. يقول القديس بولس: “نحن سفراء يسوع المسيح، والله هو نفسه الذي يعظ بنا (٢كور٢٠:٥)”. فماذا إذاً؟ هو الذي أهين وهو الذي يعظنا. أجل، بلا ريب، لأنه هو الله، ولذلك يعظنا كأبٍ حنون.

وانظروا ما حصل! فابن ذاك الذي يعظنا هو من صار وسيطنا، لا انسانٌ ولا ملاكٌ ولا رئيس ملائكةٍ ولا أي مخلوق. وما الذي يفعله الوسيط؟ خدمة الوساطة.. وكيف توسّط؟ كابد، من جهة أبيه، العقوبة المستحقة لنا، وتحمل الاهانات من جهة البشر.. “فلقد افتدانا يسوع المسيح من لعنة الناموس -يقول الرسول- صائراً لعنةً لأجلنا (غلا ١٣:٣)”.
أرأيتم كيف كابد العقوبة من جهة أبيه وتحمل الإهانات من جهة البشر؟ فالكتاب يقول: “تعييرات معيريك وقعت عليّ (مز٩:٦٨)”. وهكذا ترون كيف أنه بدد كل بغضاء ، وكيف أنه ما كفّ عن القيام بكل شيء وتحمل كل شيء، الى ان أعاد الله الإنسان الذي كان يعاديه علناً، جاعلاً إياه صديقاً لله.

☦️ من كتاب موتك حياتي للآباء القديسين ☦️

《 2 》كلمة في احد العنصرة

  • اذ وُلد المسيح، كان الروح القدس قد هيأ ميلاده،
    وإذ اعتمد يسوع شهد له الروح القدس،
    واذ جُرب يسوع في البرية كان الروح القدس هو من اقتاده اليها،
    واذ اجترح يسوع المعجزات كان الروح القدس يؤازره،
    واذ صعد يسوع الى السماوات، أتى الروح القدس ليواصل عمله على الارض،
    وكما ان الابن أتى شخصيًا ليعيش معنا، كذلك يودّ الروح القدس ان يسكن فينا (٧٩٢) .
    ☦️ القديس غريغوريوس اللاهوتي

    الروح القدس انما هو الفرح السرمدي الذي للآب والابن، والذي فيه يفرحان معًا، هذا الفرح مُرسَل من الاثنين كليهما الى اللذين هم أهل له، واما وجوده فيتأتى من الآب وحده (٧٩٣)
    ☦️ القديس غريغوريوس بالاماس

《 3 》دعاء الى الروح القدس

  • أيها المعزي الصالح الروح الكلي قدسه، روح الحق، المنبثق من الآب على نحو لا ينطق به ولا يدرك، تمامُ الثالوث القدوس المُبدئ الحياة إلهنا الواحد، والمسجود له والممجد مع الآب والإبن، الاله الحقيقي حقا والمؤلّه، المقدس والمنير والباني المستحقين له برضاه ونعمته، المبدع مع العقل والكلمة الأوليّن كل ذي عقل وكل خليقة محسوسة، المرتضي ان يسكن فينا، الذي منه تجسد الكلمة المساوي له في الأزلية، الذي معه قدس طبيعتنا، والذي بعد صعوده المجيد الى السماوات ارسله جوهريًا الى الارض ،الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، الظاهر بهيئة ألسنة نارية على الرسل القديسين، الذي ملأهم من نعمته غير الموصوفة ومن قوته، والذي بواسطتهم ارشد كل المسكونة الى معرفة الحق .

    انت أيها الملك السماوي، المحب البشر الكريم والسخي، والشفوق والكلي الرحمة، كنز الصالحات ورازق الحياة. تعطف واطّلع من ذروات مجدك المقدس على شقائي وحقارتي في هذا اليوم الحاضر والساعة الحاضرة، وكل وقت ومكان، متى استدعَيتُ ولو بدون استحقاق اسمك الكلي قدسه والمسجود له، ولا تأنف مني أيها المحب الصلاح، منذ طفولتي وحتى مزاولة سخافاتي الحالية ومخالفاتي وخطاياي. بل كما آزرت منسّى وداود قديمًا في سبيل التوبة، وكما رئِفتَ باللص على الصليب، وكما حولت الزانية الى الصلاح، وكما نفخت في الأنبياء والقديسين وفي اللاهوتيين، ناطقًا بهم، هكذا الآن والى منتهى الدهر، آزر كل الراغبين في الفضيلة والمخافة الإلهية، وأعنّي ايضًا انا الخاطئ لكي أُسرع نحو بهائك ونعمتك.
    ☦️ القديس يوحنا إفجانيكوس

من كتاب موتك حياتي ☦️ مجموعة آبائيات ☦️