أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


إعرف عدوك.. الشيطان مثابر ونشيط.. بحروبه ملحّ ولا يملّ.. ومن كثرة الضغط يستسلم الإنسان له..


الشيطان ظل يحارب راهبًا بخطية واحدة مدى 50 عامًا.. الشيطان مثابر، نشيط.. ولا ييأس من الفشل ولا يخجل.. والذي لا يستطيع أن يدنس جسده، فعلى الأقل يدنس فكره..


من صفات الشيطان أيضًا في حروبه أنه كثير الإلحاح ولا يمل. وربما الفكر الواحد يظل يعرضه مرات ومرات. ومهما رفضه الناس، يستمر أيضًا في عرضه.

ربما من كثرة الضغط المستمر والإلحاح، يستسلم الإنسان له ويخضع.

لقد قيل في كتاب “بستان الرهبان”

  • إن الشيطان ظل يحارب راهبًا بخطية واحدة مدى خمسين عامًا، لا يهدأ، ولا ييأس، ولا يمل… وحتى في حربه مع السيد المسيح، لم يهدأ بعد فشله في التجربة الأولى والثانية والثالثة. ولما انتهره الرب ومضى قال القديس لوقا الإنجيلي عن ذلك:
  • “ولما أكمل إبليس كل تجربة، فارقه إلى حين” (لو4: 13). وعبارة “إلى حين “تعنى أنه رجع إلى تجربته مرة أو مرارًا عديدة.*

الشيطان لا ييأس من الفشل أبدًا، ولا يخجل، بل يعود!

لما فشل في التجربة الأولى مع أيوب، رجع مرة أخرى يطلب تجربته بأسلوب أصعب… ولما فشل مع السيد المسيح في كل التجارب، أتاه وهو على الصليب يقول له: “إن كنت ابن الله، انزل من على الصليب” (متى 27: 40).

والشيطان في إلحاحه على إسقاط الناس لا يعترف بعقبات.

لا يهمه أن آدم وحواء خلقا على صورة الله ومثاله (تك 1). ولا يهمه أن داود مسيح الرب، ولا أن سليمان هو أحكم أهل الأرض كلها، ولا أن بطرس رسول متحمس جدًا للمسيح. ولا يهمه أن يهوشع هو الكاهن العظيم (زك 3)، ولا أن هارون هو رئيس الكهنة (خر32). ولا أن شمشون هو نذير الرب “وأن روح الرب يحركه” (قض 13)… لا يهمه مراكز الناس ولا روحياتهم… بل يضرب ضربته، وليحدث بعد ذلك ما يحدث… إن كان قد تجرأ أن يجرب المسيح له المجد، فهل يهتم بالبشرية؟!

إنه يلقى سمومه كل حين على كل أحد. وربما الذي لا يهلك بها اليوم، قد يهلك بها غدًا، أو بعد سنة، أو بعد عشرين..!

إن الشيطان مثابر، نشيط، لحوح، دائب على العمل، لا يثبط الفشل همته، ولا ييأس من علو قدر الناس في الروحيات. وهو ماض في خطته لتحطيم الملكوت، ولكي يضل حتى المختارين أيضًا.. والذي لا يستطيع أن يدنس جسده، فعلى الأقل يدنس فكره. والذي لا يقبل طعنه في روحياته، على الأقل يلطمه بشوكة في الجسد (2 كو 12: 7). وإن لم يستطيع أن يسقط أولاد الله، فعلى الأقل يشتكي عليهم. لذلك قيل إنه: “المُشتكي”.

عن كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث