مقدّمة
نعمةٌ عظيمةٌ تنتظر البشريّة قبل ظهور المسيح الدجّال، أعجوبةٌ مرئيّةٌ لجميع النّاس، والأكثر ذهولًا بعد العنصرة.
وصَفها الرّب يسوع للقدّيسة فوستينا بـ”يوم الرحمة” والعذراء مريم في رسائلها للأب ستيفاني غوبي: “الدّينونة المصغّرة”، والطوباويّة آنا ماريا تادجي Anna Maria Taigi تدعوها: “تنوير الضمير”، والقدّيس إدمون كمبيون Edmund Campion: “يوم التغيير”، أمّا القديسة مادلين بورسات فتصفه: “امتحانًا خاصًّا بين مريم وأبنائها”، والبعض الآخر أشارَ بأنّه سيكون مخيفًا جدًّا للأشرار!
أنبأت القديسة بريجيتا السويديّة عنه: “قبل مجيء المسيح الدجّال، ستُفتَح أبواب الإيمان أمام عددٍ هائلٍ من الوثنيّين.”
يُشبِهُ هذا الحدث ما حصل شخصيًّا مع القديس بولس الرّسول: “ بَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلًا لَهُ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» (أع 9: 3 – 4)
كذلك يُشبه “الصّوت العظيم” الذي جاء من السّماء يوم الشّعانين، عندما أعلن الرّب يسوع عن آلامه، كما يصف لنا إنجيل يوحنا 12: 27 – 31:
“الآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟ وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ، أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا».فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.”
لقد شهِدَ الآب لابنه القدّوس على أنّه هو الإله الحقّ والمسيح المنتظر، بصوتٍ مسموعٍ من الجميع، وعندها، آمن به كثيرون، وحصَلَت ارتدادتٌ عظيمة وكثيرة، (تصِفُها المتصوّفة ماريا فالتورتا في كتاباتها)، كي لا يتزعزع المؤمنون عندما أوشكت ساعة العار والصّلب والموت أن تحلّ.
وهذا ما سيحدثُ أيضًا مع الإنذار الكبير، قبل جُلجلة الكنيسة واضطهاد المسيحيّين من قِبل المسيح الدجّال، فستحصل ارتدادتٌ عظيمةٌ وسيتقوّى الإيمان، ويلبَسُ المؤمنون به قوّةً من السّماء لمواجهة ما سيأتي، كما في العنصرة: “وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. (الروح القدس) فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي». (يو 24: 49)
كما وسوف يتعرّف العالم كلّه إلى حقيقة المسيح وسيطلب الكثير من غير المسيحيّين المعموديّة… وسيرتدّ أشرارٌ وهراطقة وقادة وصانعو شرور كُثر، وإذ ذاك شرورٌ كبيرة ستتوقّف على الأرض، وتتعطّل مخطّطات كبيرة للشيطان والمسيح الدجّال. وسيُسهِمُ هذا الحدث إلى حدٍّ كبير في قلب موازين المعركة بين الخير والشّر وفي انتصار المسيح والكنيسة؛ انتصار قلب مريم الطاهر!
هذا الحدث المُنتظر ليس يوم الدّينونة العامّة الأخيرة للأحياء والأموات وزوال الأرض، لأنّ ذاك اليوم هو يوم العدالة والمصير الأخير لكلّ إنسان: السّماء أو جهنّم، لكنّه يُشبهه إلى حدٍّ كبيرٍ، كما وصفه مار يوحنّا الإنجيلي: “هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وتَنوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ.” (رؤيا 1: 7)
وأنبأ عنه بالتحديد كاتبًا:
“وَنَظَرْتُ لَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ السَّادِسَ، وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ، وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ… وَنُجُومُ السَّمَاءِ سَقَطَتْ إِلَى الأَرْضِ… وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَالْعُظَمَاءُ وَالأَغْنِيَاءُ وَالأُمَرَاءُ وَالأَقْوِيَاءُ وَكُلُّ عَبْدٍ وَكُلُّ حُرّ، أَخْفَوْا أَنْفُسَهُمْ فِي الْمَغَايِرِ وَفِي صُخُورِ الْجِبَالِ، وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ: «اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفِ،لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟». (رؤيا 6: 12- 17)
هناك الكثير من النبوءات، ومنها لم تثبّته الكنيسة رسميًّا، ولكنّنا نكتفي بالمثبّت منها:
1- القديسة فوستينا كوالسكا، رسولة الرحمة الإلهيّة (1905 – 1938)
قال الرّب يسوع للقديسة فوستينا: “قبل أن آتي كقاضٍ عادل، سآتي أوّلًا كملك الرّحمة، وقبل أن يأتي يوم الحُكم سأُعطي علامةً إلى الشّعب من السّماء على النّحو التّالي: ستُطفَأُ كلّ نيّرات الفضاء وتلفّ ظلمةٌ كُبرى كلّ الأرض. ثمّ تظهَرُ علامة الصّليب في السّماء وسيبعثُ من ثقبِ مسامير يدَيْ ورجلَيْ المخلّص أضواءٌ مشعّةٌ تنير الأرض لفترة من الزّمن. هذا ما سيحدثُ قبل اليوم الأخير بقليل.” (يوميّات 83)
“أستَبِقُ يومَ الدينونةِ بيومِ الرحمة !فلتتعرّف البشريَّة كلّها إلى رحمتي التي لا تُسبَر، فهي علامةُ نهايةِ الأزمنة، ثُّم يأتي يومُ العدالة.” ((847 – 848) قبلَ أن أعودَ قاضيًا، أفتَحُ أوَّلاً بابَ رحمتي (1146)
“قبل يوم العدل سأُرسِلُ يومَ الرّحمة”. (1588)
(للمزيد إضغط هنا – موقع قلب مريم المتألم الطاهر)
“وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ.” (متى 24: 29 -30)
2- رسائل العذراء إلى الأب ستيفانو غوبي:
“سيأتي الروح القدس ليفتتح مُلكَ المسيح المجيد، الذي سيكون مُلكًا من النعمة، والقداسة، والمحبّة، والعدالة والسلام. بمحبّته الإلهيّة، سيَفتح أبواب القلوب وينير كلّ الضمائر. سيرى كلّ إنسان نفسه في نار الحقيقة الإلهيّة المحرقة. ستكون مثل دينونة مصغّرة، وبعدئذٍ سينشر يسوع مُلكه المجيد في العالم.” (22 أيار 1988)
“سيكون ذلك مِثل دينونة مُصغّرة، حيث سيرى كلّ واحدٍ نفسه على ضوء حقيقة الله نفسه! وهكذا سيرجع الخطأة الى النّعمة والقداسة؛ والضّائعون الى طريق الحقّ؛ والّذين ابتعدوا الى بيت الآب، والمَرضى الى الشّفاء التّام…” (22 أيار 1992)
(للمزيد إضغط هنا موقع قلب مريم الطاهر)
3- القدّيس اليسوعي إدمون كمبيون : (1540 – 1581)
“إنّه يومٌ عظيمٌ، حيث يكشِفُ القاضي الرَّهيب (الله الدّيّان) ضمير كلّ إنسانٍ (لنفسه)، ويمتَحِنُ كلَّ شخصٍ من أيِّ دينٍ كان. إنّه يوم التّغيير، اليوم العظيم، المُطمئن للإنسان الصّالح، إنّما المُرعِب لجميع الهراطقة.”
4- الطّوباويّة آنّا ماريّا تادجي: (1769-1837) قبل سنةٍ من وفاتها:
رأَتْ نورًا عظيمًا، شاهدت فيها عقابًا رهيبًا سيحلّ على العالم، ولكن في الوقت نفسه بركةً عظيمةً، فأنبأت: “ستحلُّ تنقيةٌ عظيمةٌ على العالم، تسبقها “استنارةُ الضّمير”حيثُ يرى كلّ شخصٍ نفسَه كما يراه الله. هذه الاستنارة سوف تؤدّي إلى خلاص نفوسٍ كثيرةٍ، لأنّ الكثيرين سيتوبون بفضلِها.“
5- أشار إليها رؤيا سرّ فاطيما الثالث إليها (1917)، بنوعٍ غامضٍ، فيروي الأطفال الرّؤاة:
“قال الملاك بصوت قويّ: توبوا! توبوا! توبوا! ورأينا في نور عظيم، من هو الله:
«أشبه بما يرى فيه الأشخاص أنفسهم في مرآة، عندما يمرّون من أمامها»
6- المكرّم برناردو ماريا كلاوزي Bernardo Maria Clausi (1789 – 1849)
“ويلٌ عظيمٌ سيحلّ، سيكون مُريعًا، وموجّهًا فقط ضدّ الأشرار. بلاءٌ جديدٌ لم يشهد له العالم من قَبل. ستتَّحِدُ السّموات والأرض، وسيرتدّ أكبر الخطأة، إذ عندئذٍ سيعرفون الله. سوف يشعرُ العالم كلّه بهذا الويل، وسيكون مريعًا لدرجة أنّ الّذين سيخلصون منه، سيتخيّلون أنّهم الوحيدون النّاجون.
الجميع (تقريبًا) سيكونون صالحون ويتوبون. سيكون فوريًّا ولكن رهيبًا! إحذروا ولا تصدّقوا كلّ الّذين يحدّدون لكم ما هو هذا الويل! لأنّه سيكون شيئًا جديدًا كليًّا. ولم يكن له يكن له مثيل في العالم، ولم يكشِفه الله لأيٍّ كان. لأنّه يحتفظ بسرّه لنفسه.”
7- ظهور الرّب يسوع في هيد- ألمانيا 1945، (مثبّت كنسيًا) على الرّائية Grete Ganseforth حاملة سمات المسيح
“إنّ البشريّة لم تستَمِع إلى أمّي، التي ظَهَرت في فاطيما تحثُّ العالم على التّوبة. لذا، فإنّي سأحذّر العالم بنفسي!
إنّي على كامل استعدادي؛ سوف ترتجف الأرض وتهتزّ. ستكون دينونةٌ صغيرةُ، وسيكون الأمرُ رهيبًا. لكن لا تخافوا، أنا معكم. من ينتظر عوني ونعمتي وحبّي سيبتهج ويشكرني. أمّا الّذين ليسوا في حالة النّعمة، فسيكون الأمر بالنسبة إليهم مُرعبًا. سوف أكشف عن نفسي للبشر. كلُّ نفسٍ ستعرِف أنّني أنا إلَهُها. إنّي آتٍ، ها أنا ذا على الأبواب. سوف تهتزّ الأرض وتنوح.” (رؤيا 1: 7)
8- القدّيسة مادلين بورسات (1843- 1870) Madeleine Porsat عن دور العذراء في التنوير:
“إنّ مريم آتيةٌ، لفتح كتاب ضمير كلّ انسانٍ! لن يُكشف الكتاب أمام العالم بأسره: كما سيحدث في الدّينونة الأخيرة. إنّما سيتركُ الله هذه الاستنارة الأولى خاصّةً (حميميّة) لكلّ نفسٍ، بشفاعة مريم الأمّ الحنونة. سيكون امتحانًا خاصًّا بين الأمّ وأبنائها، ولن يسبّب جُرحًا لكرامة النفس.
ولكن، يا للإذلال! ويا لرُعبِ النّفس من خطاياها الخاصّة! يا للنّدم! يا للأسى، عندما يرى كلّ واحدٍ منّا -بمرآةٍ- حقارته، بحضور نقاوة مريم! يا لدموع التّوبة لغسل وتطهير كلّ شيء!
أمّا ذاك الشّيطان المسكين، فقد يظنُّ أنّه قيّد كلّ شيء ضدّ الله، لكنّه لم يقيّد مريم البتّة. فهي ستنتصر عليه، وتسحق رأسه تحت قدَمِها!
حدثٌ كبيرٌ لا بدّ أن يحدُث ليُرعِب الأشرار، ويجعلهم يرتدّون من أجل خيرهم! بعد ذلك، إنّ مريم الكليّة القدرة ستساعد كلّ النّاس على التحوّل من زؤانٍ إلى قمح. سيصير الجميع صالحين. الفرّيسيّون (المنتقدون والهازئون) سيكونون آخر من يتوب. سيتوب أكبر الخطأة قبلهم. أمّا اليهود الذين رفضوا المسيح يسوع، بعارِه (تجسّده وموته) فسيتعرّفون إليه، عند مجيء السّاعة المجيدة لمريم.”
المصدر: قلب مريم المتألم الطاهر