حينما كنت في العاشرة من العمر كان لدي نزيف في الكبد وتبيّن لهم أنّه كان سبب المشكلة..
- ماذا يُدعى مرضك..؟؟
أنيميا فرانكونيا.. مرض له علاقة في النخاع وهو مرضٌ نادر..
- هل أخبرتك والدتك به..؟؟
نعم فعلت، لأعتاد على مشكلتي. ساعدتني.. أعطتني الثقة عندما كنت مُحبط.. وواصلت المسيرة.
- عندما بدأت تفكّر في أنك ستموت يومًا ما “جارفن” هل كنت خائفًا..؟؟
في البداية كنت خائفًا جدًا، نعم يجب أن أعترف أنه كان شيئًا مخيفًا جدًا.
- كيف تشعر حيال ذلك الآن؟
أفضل بكثير.. أشعر بشكل ما تقريبًا كما لو كنت أريد أن أذهب الى هناك لأنني أؤمن بأن هناك حياةً بعد الموت.
- ما هو شكل تلك الحياة الأخرى في إعتقادك؟
أعتقد أن تلك الحياة ستكون مُبهجة، مُفرحة، بلا ألم. وكل الألم والعناء سينتهي.. فقط سعادة وبهجة كاملة. وأؤمن بالمسيح يسوع المُحب. ويسوع المُحب هذا الذي أحبه. والدي شخصٌ مميز وخاص جدًا بالنسبة لي، وهو صديق خاص لي.. أنا دائمًا أؤمن أن ذراعيه مفتوحتان لي طول الوقت كلما أكون في تعب وضيقٍ ودائمًا يداه ممدودَة لي طول الوقت.
- جارفن: هل التناول مهم بالنسبة لك؟
نعم، وقد كان إختبار مبهج جدًا لي.. أول مرة تناولت فيها، واللقاء مع المسيح في القربان المقدس. لقد وجدت أنّه لفرح كبير وغامض جدًا، ويبعث على السلام. وكان الوقت الوحيد الذي يمكنني أن أتحدث معه عن أعمق مشاكلي.. ولقد تحدثت معه جيدًا حقًا حول هذا الموضوع وحول ما شعرت.. وطلبت منه مساعدته، وقد ردّ عليّ ولكن؛
طريقتي في الصلاة هي الصلاة فقط مع قلب مفتوح له حتى أحصل على الجواب مرة أخرى.. نعم كان وقت مهم للغاية والمرة الأولى كانت اليوم الأكثر سعادة في حياتي، وأعتقد أن أول يوم أخذت القربان المقدس.. قدومه لي كان خاصًا جدًا..
- إذا.. هنالك الكثير لتشكر الله عليه؟
نعم.. أنا أِشكر الله كثيرًا على هديته لي. أعني أنّه شيء مميز جدًا لأنه الله والإنسان يجلسان على مائدة معًا.. يتقاسمان الوليمة.. يشتركان في الهدية. أعظم هديه إبنه.. وفي الجسد المقدس. وهو هدية مميزّة جدًا.. وأنا دائمًأ أنحني لأجل هذه العطية ودائمًا أشكره على هديته..
- ماذا تعتقد سيحدث لجسدك عندما تنتقل..؟؟
سوف أتركه خلفي. هو فقط إنعكاس. مجرد “علامة” لنقول للناس “هذا هو جارفن”. هذا أنا..
- حتى يتمكن الناس من معرفتك؟
نعم. ولكن حين أموت سيكون الـ”أنا الحقيقي” وهذا الإنعكاس سوف يضمحل. أتركه خلفي. والأنا الحقيقي سوف يخرج من هذا الـ”إنعكاس” وسوف يذهب الى الله. إنه مثل مفهوم السماء. الرب يخبرك “أغلق عينيك”.. وكأنك تنام، والدقيقة التي تليها تفتح عينيك لتجد نفسك في مكان رائع جدًا لدرجة ترغب في الإقامة هناك مع يسوع للأبد. وسأكون مع أصدقائي أيضًا. مع معظم أصدقائي الذين عرفتهم هنا أسفل الأرض، والذين أؤمن أنهم ذهبوا الى الله. وآمل حين يحين وقتي أن أراهم هناك. وأذهب وأقول “أهلاً” لكلّ من فقدتهم. أنا مثلاً لم أرى جدتي مطلقًا، أتمنى أن أراها في السماء.. وجدي أيضًا وبعض من أعمامي وعماتي الذين كنت أعرفهم جيدًا هنا بالأسفل. سوف ألتقي بكل هؤلاء هناك فوق.
- وماذا تعتقد سيكون الحال مع من ستتركهم هنا..؟؟ هل ستشعر بأنك بعيد ومنفصل عنهم أم لا..؟؟
نعم وهذا في غاية الصعوبة، ولكني أثق أن المسيح سوف يَرعى عائلتي في أي إحتياج مهما كان هذا الإحتياج. أثق في أنه سوف يلبيه لهم، وأنا سوف أطمئن عليهم من أعلى إذا ذهبت قبلهم، كما قال المسيح “إذا إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي، فهناك أكون في وسطهم” أنا أيضًا سأكون في وسطهم، وسوف أرعاهم وأكون معهم، وسوف أكون دائمًا في وسط عائلتي حتى لو لم يلاحظني أحد.
توفي جافرن في 16 نيسان / أبريل 1985 في مستشفى للأطفال.