عَ مدار الساعة


قصة وعبرة (حقيقية) في مريم العذراء أم الرحمة والرأفة

👈 من كتاب امجاد مريم البتول – للقديس ألفونس-ماري دي ليكوري.

*إنه لمدونٌ في سيرة حياة القديسة كاترينا المختصة بالقديس أوغوسطينوس. أنه في المكان الذي فيه كانت موجودةً خادمة الرب هذه، قد كانت هناك امرأة أسمها مريم، التي اذ أنها منذ حداثتها قد كانت تمرغت في حمأة المآثم، وتأصلت فيها الرذائل الشنيعة. فحينما تقدمت في العمر والسنين لم تكن بعد تركت سيرتها الأولى الرديئة المدنسة بهذا المقدار من الخطايا، حتى أن أهل بلدتها قد طردوها من وطنهم، ونفوها الى مغارةٍ بعيدةٍ عنهم. كي تعيش هناك حيث ماتت فيما بعد مرذولةً منتةً، من دون تناول الأسرار المقدسة ولذلك قد دفنت جثتها في أحد الحقول كجثة وحشٍ مكروهٍ. *

فالبارة كاترينا التي كانت من عادتها أن تقدم تضرعاتٍ حارةً من أجل أولئك الذين كانت تسمع عنهم أنهم فارقوا هذه الحياة بالموت. فقد أهملت الصلاة من أجل نفس هذه الإمرأة التعيسة لظنها فيها نظير ما كان ظن الجميع أنها قد ماتت هالكةً في الجحيم. فبعد أن مضى من الزمن أربع سنوات، واذا يوماً ما بنفسٍ من الأنفس الكائنة في المطهر قد ظهرت للبارة كاترينا قائلةً لها:

*أيتها الأخت كاترينا كم هو تعسٌ حظي، فأنتِ دائماً تتوسلين لله من أجل إسعاف كل الأنفس التي تسمعين خبر انتقالها من هذه الدنيا. فكيف من أجلي أنا فقط لم توجد عندكِ شفقةٌ؟! *

فعبدة الرب كاترينا قد سألتها قائلةً: ومن هي أنتِ ؟

فأجابتها هذه النفس بقولها: إني هي تلك المرأة المسكينة مريم، التي ماتت منفيةً في المغارة.

فأردفت عليها السؤال كاترينا مستفهمةً بقولها لها: كيف جرى الأمر، أهَل أمكنك أن تخلصي من الهلاك؟!

فأجابتها: نعم إنني فزت بالخلاص بواسطة مراحم مريم البتول.

فقالت لها كاترينا: وكيف تم ذلك.

فأخذت تلك تخبرها قائلةً: إنني حينما رأيت ذاتي مدنفةً قريبةً من الموت، فإذا تأملت في شقاوتي. وفي كم أنني مملؤةً من المآثم ومهملةٌ من الجميع، فقد اتجهت نحو والدة الإله قائلةً لها: إنك أيتها السيدة أنت هي ملجأ المتروكين المهملين، فأنت هي رجائي الوحيد وانت وحدكِ تقدرين أن تعينيني، فارحميني وترأفي عليَّ. فالبتول القديسة قد استمدت لي من الله نعمة الندامة الصادقة. وهكذا قد مت ونجوت من الهلاك، ثم أن القديسة ملكتي قد استماحت لي من الرب هذه النعمة أيضاً، وهي أن زمن إقامتي في العذابات المطهرية لا يكون مستطيلاً، بل اختصرته لي بنوع أني أتكبد العذاب مضعفاً، بدلاً مما كان يلزمني أحتمله أزمنةً مستطيلةً من السنين، ولذلك فأنا الآن لست محتاجةً، لأجل خلاصي من المطهر، سوى الى بعض قداديس تتقدم لله من أجلي. فمن ثم أتوسل اليك بأن تهتمي في أن تصيري بعض الكهنة أن يتمم ذلك، وأنا أعدك بأن أتضرع من أجلك دائماً لدى الله ولمريم البتول.

فالبارة كاترينا من دون تأخيرٍ قد اجتهدت في تقدمة تلك القداديس عن نفس مريم المذكورة، التي ظهرت لها مرةً ثانيةً بعد أيام وجيزة ملحفةً بالأنوار الأكثر لميعاً من ضياء الشمس وقالت لها: إنني أشكر فضلكِ أيتها الأخت كاترينا، فهوذا أنا الآن منطلقةٌ الى السماء لكي أسبح رحمة الله إلهي وأتضرع لديه من أجلكِ.

👈 * العبرة *
إن العذراء مريم تلهف نحو الذين يدعونها وفي أي لحظة نطلبها، حتى إن كانت في اللحظة الأخيرة ولكن بصدق.
وهي المندوبة من الله إبنها لتخلص النفوس المقهورة الذين يلتجئون إليها.

والله معكم.