لقد أخَذت العذراء مكانَ الراهبة لحين يسوع أعادها عن محبّة العالم…
في أحد الأديرة، يُحكى أنّ هناك راهبة مسؤولة عن بوّابة الدير الخلفيّة حيث تمرّ من خلالها عربات النقل التي تأتي لتأخذ إنتاج الدير من المحاصيل الزراعيّة وخلافه، وذات يوم ضَعُفَت هذه الراهبة وتعلّقت عاطفيًّا بشابٍ من العمّال الذين يأتون لأعمال الصيانة في الدير.
*وقرّرت أن تهرب معه عند منتصف الليل والراهبات نيام، وقبل أن تخرج من الدير وَضَعَت مفاتيح بوّابة الدير عند أقدام تمثال العذراء بحديقة الدير وقالت لها:
“سامحيني يا أمّي، أنا ضعفت، ولا أقوى أن أقاوم محبّة العالم!! أسألُكِ أن تتصرّفي وتمنعيني، أو أن تطلبي من ابنك يسوع أن يسامحَني ويساعدَني في حياة العالم”.
وبالفعل هربت الراهبة مع ذلك الشاب، ولكنّه لم يكن صادقًا معها، وهربَ ولم يتزوّجها كما وَعَدَها من قبل، وَتَرَكَها في استراحةٍ على إحدى الطرق.
أمّا هي فَرَأت أنّها لن تستطيعَ أن تواجهَ راهبات الدير مرّةً أخرى، وأنّها لن تستطيع أن تذهب إلى منزل أهلها بعد خطيئتها، فقرّرت أن تعملَ في المقهى في تلك الإستراحة.
وذاتَ يوم، رأت أحد سائقي عربات النقل الذين كانوا يأتون إلى الدير بشكلٍ مستمرّ، فذهبت للتحدّث معه، ولكنّه لم يتعرّف عليها ؛ فأرادت أن تعرفَ ما يتداول من حديث عنها بعد رحيلها، فسألته مُتظاهِرَةً: “كيف حال الراهبة المسؤولة عن بوّابة الدير؟ أريد أن أطمئنَّ عليها فهي نسيبتي”. فأخبرها السائق أنّها بخير وأنّه منذهل لدرجة الشبه الكبير بينهما، وكأنّهما توأم…
*فتسمَّرَت الراهبة في مكانها مُتعجِّبَةً ولم تفهم شيئًا من كلامه، ولكنّها قرّرت أن تذهب لمقابلة تلك الراهبة. وبالفعل، عندما وصلت إلى الدير، وَجَدَت أنّ الراهبة التي تعمل مكانها هي صورة منها شخصيًّا وكأنّهما توأم، فقالت لها بانذهال: “مَنْ أنتِ؟” *
فأجابتها الراهبة: “لقد أخَذتُ مكانَكِ إلى أن يَجعلكِ إبني تعودين عن محبّة العالم… والآن خُذي مفاتيح البوابّة التي تركتِها عند قَدَمَيَّ، وارجعي لنذورِكِ وخِدمَتكِ وحياتِكِ الرهبانيّة من جديد”.
- 📣❌⚠️ العبرة *
*العذراء مريم كما الله، يتدخلان في الوقت المناسب ويكون تدخلهما مناسباً وكاملاً تماماً لا خطأ فيه، واستراتيجياً كاملاً الى حد أن ليس فقط طالب النعمة هو المستفيد الوحيد، *
إنما كل المحيط به، بل كل العالم.
👈 سلم مفاتيح حياتك بكل ثقة للعذراء مريم 👑 فلن تخذلك أبداً.
والله معكم.