أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


سرّ عجيب.. صار الله إنسانًا والغني فقيرًا والعالي ذليلاً…

🕯 ♰ ♰ ♰ 🕯

عرفت مريم أن هناك أشياء تفوق ما للإنسان الطبيعي فحفِظت في قلبها كل كلمات ابنها

تفسير مُعمَّق من الآباء والقديسين لتسبحة حنة بنت فنوئيل (لوقا ٢: ٣٦-٤٠)

كان يلزم أن تفرح كل الفئات بالطفل العجيب، فيقدَّم لنا الإنجيلي لوقا حنَّة الأرملة كنبيَّة تسبِّح له، وكأنها تقوم بهذا الدور نيابة عن فئة الأرامل.
إن كان سمعان يحضر إلى الهيكل ككاهنٍ ليخدم في نوبته، فإنَّ هذه الأرملة كانت ملازمة للهيكل لا تفارقه “عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهارًا” [37]، حوالي 84 عامًا. إذ رأت الطفل “وقفت” [38] بالرغم من شيخوختها إذ ناهزت المائة عام، وانطلق لسانها بالتسبيح، وانفتح فمها بروح النبوَّة.
كتب القدِّيس جيروم إلى الأرملة فيوريا Furia ، مقدَّما لها حنَّة مثلاً حيًا، إذ يقول:
[أتريدين أن تعرفي ما يجب أن تكون عليه الأرامل؟ لنقرأ الإنجيل بحسب لوقا، فإنَّه يقول: “وكانت نبيّة حنَّة بنت فنوئيل من سبط أشير”. فإنَّ كلمة “حنَّة” تعني “نعمة (حنان الله)”، وفنوئيل في لساننا يعني “وجه الله“، “وأشير” يمكن ترجمتها “غنى” أو “طوباويّة“، وكانت منذ صباها قد تحمَّلت الترمُّل لمدة 84 عامًا لا تفارق الهيكل، عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهارًا لذلك نالت النعمة روحيًا وتقبَّلت لقب “ابنة وجه الله” وتمتَّعت بنصيب في “الطوباويّة والغنى” إذ تنسب له.]

العودة إلى الناصرة

“ولما أكملوا كل شيء حسب ناموس الرب،
رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة.
وكان الصبي ينمو ويتقوَّى بالروح ممتلئًا حكمة،
وكانت نعمة الله عليه” [39-40].

إن كان الحبل بالسيِّد المسيح وميلاده قد أفرح السماء والأرض؛ ابتهج السمائيُّون وانطلقوا إلى الأرض يطوِّبونها، وفرح البشر من بسطاء كالرعاة وحكماء كالمجوس وكهنة كزكريَّا وسمعان الشيخ، ونساء متزوِّجات كأليصابات وعذارى كمريم وأرامل كحنَّة بنت فنوئيل وأطفال كيوحنا المعمدان الخ. فإنَّه بعد دخوله الهيكل في سن الأربعين يومًا عاد إلى الناصرة في جوّ من الهدوء الشديد ليُمارس الحياة البشريّة كواحدٍ منَّا؛ وكما يقول القدِّيس يوحنا ذهبي الفم لم يردْ أن يُظهر معجزات في طفولته وصبوَّته حتى بدأ الخدمة لكي يمارس حياتنا معلنًا حقيقة إخلائه. يؤكِّد هذا ما قاله الإنجيلي يوحنا في تحويل الماء خمرًا في عرس قانا الجليل، معلنًا أنها أول آية صنعها يسوع (يو 3).
لقد حمل ناسوتنا، فصار مثلنا بالرغم من عدم انفصاله قط عن لاهوته. بسبب هذا الناسوت قيل: “وكان الصبي ينمو ويتقوَّى بالروح ممتلئًا حكمة، وكانت نعمة الله عليه” [40]. وفيما يلي بعض التعليقات للآباء علي هذه العبارة وأيضًا علي قوله: “وأما يسوع فكان يتقدَّم في الحكمة والنعمة عند الله والناس” [52].

يشير القول “يتقدُّم الصبي في الحكمة والقامة والنعمة” إلى طبيعته البشريّة، ولذلك فإنَّي أرجو أن تفكِّروا في عمق نظريّة الفداء، فقد تحمَّل الله الكلمة أن يولد إنسانًا، مع أنه بطبيعته الإلهيّة لا بداية له ولا يحدّه زمان، فهو الإله الكامل الذي قبل أن يخضع لقانون النمو الجسماني، ويتقدَّم في الحكمة وهو إله الحكمة، فانظر إلى المسيح الآن وقد أصبح مثلنا فصار الله إنسانًا والغني فقيرًا والعالي ذليلاً. إن الله الكلمة أخلى ما فيه بقبوله الطبيعة البشريّة. كان لله الكلمة أن يتَّخذ جسدًا من امرأة، فيصبح بمجرد ولادته رجلاً نامي الأعضاء كامل الأنسجة، ولكن لو حدث ذلك لكان من قبيل اللعب التخيُّلي، ولذلك سار الصبي علي قوانين الطبيعة البشريّة فكان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة.
ولكن لا تتألّموا إذ سُئلت: “كيف يتقدَّم الله وينمو؟ وكيف يمكن الله الذي يهب الملائكة والناس نعمة يُمنح حكمة ونعمة؟
أرجو أن تفكِّروا في العبارات التي وردت في الإنجيل توضيحًا لهذا السرّ العجيب، فإنَّ الإنجيلي الحكيم لم يُشر بآيتيه السابقتين إلى الكلمة وهي الطبيعة الإلهيّة، بل أشار في غير لبس أو غموض إلى المسيح، وقد وُلد إنسانًا من امرأة، واتَّخذ صورتنا، وصار صبيًا بشريًا. في هذه الحالة يقول الإنجيلي عنه “إنه كان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة”، فترون أن جسم الصبي نما طبقًا للنواميس الطبيعيّة، وعقله تقدَّم ماشيًا مع النمو الجسماني.
نما الجسم في القامة، وتقدَّمت النفس في الحكمة، أما الله فبطبيعته الإلهيّة كامل لأنه مصدر الحكمة والكمال.] (القدِّيس كيرلس الكبير)

كلمات الإنجيل تصف بوضوح ربَّنا أنه ينمو بخصوص إنسانيَّته. (القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص)

لقد حّل اللاهوت في جسم بشري… بل وفي نفس بشريّة أيضًا… “كان ينمو”… لقد أخلي ذاته وأخذ شكل العبد (في 2: 7) …
وبالقدرة التي بها أخلى ذاته نما أيضًا… فظهر ضعيفًا لأنه استطاع في حبه أن يأخذ جسدًا ضعيفًا واستطاع أيضًا أن ينمو ويتقوّى…
أخلي ابن الله ذاته، وبنفس القُدرة امتلأ حكمة وكانت نعمة الله عليه…
امتلأ نعمة لا في شبابه، إنما كان يُعلِّم الجموع وهو بعد صبي… كان عجيبًا في كل شيء، عجيبًا في صبُوَّته فامتلأ بملء حكمة الله. (من الآباء)

يضيف النص: “وكانت أُمُّه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها” [51]. لقد عرفت مريم أن هناك أشياء تفوق ما للإنسان الطبيعي فحفِظت في قلبها كل كلمات ابنها… كانت تراه ينمو ويتقوَّى في النعمة أمام الله والناس… كان يسوع ينمو في الحكمة، وكان يظهر أكثر حكمة من سنة إلى أخرى… (من الآباء)

التقدَّم هنا خاص بالجسد، إذ هو يتقدَّم، فيه يتقدَّم إعلان اللاهوت للذين يرونه، وإذ كان اللاهوت يُعلن أكثر فأكثر لذلك كانت نعمته تتزايد في أعين كل البشر. كطفلٍ حُمل إلى الهيكل، إذ صار صبيًا بقي هناك يناقش الكهنة في الشريعة، وإذ نما جسده أعلن الكلمة ذاته فيه. لذلك اعترف به بطرس ثم البقيّة: “أنت هو ابن الله” (مت 16: 16؛ 27: 54)… نمو الحكمة هنا لا يعني نمو “الحكمة” ذاته إنما تقدَّم ناسوت في الحكمة (بإعلانها)… لذلك قيل: “الحكمة بََنََت بيتها” (أم 19: 1) وأعطت لذاتها نموًا لبيتها. (القديس أثناسيوس الرسولي)

اسم عبري معناه “حنان”، “حنون”، “نعمة”.
بنت فنوئيل من سبط أشير، نبية، أرملة، دامت حياتها الزوجية 7 سنوات فقط. وفي سن 84 كانت لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلًا ونهارًا، وكانت هناك عندما أُحضر الطفل ليُكرس. وسمعت ما تنبأ به عنه سمعان الشيخ عندما أخذه على ذراعيه وبارك الرب وطلب إليه أن يطلقه بسلام بعد ما رأى المخلّص بعينيه. وهذه النبية عرفت الطفل القدوس وأعلنت أنه هو المسيا (المسيح المنتظر) (لوقا 36: 2ـ 38).

وَالمَجْد لِيَسُوعَ الۤمَسِيح… دَائِماً لِيَسُوعَ المَسِيح

📖 كلمات من نور 🕯 {وجه الله}

“وكانت هناك نبيّة طاعنة جدًّا في أيامها، هي حنّة بنت فنوئيل، من سبط أشير، عاشت مع زوجها سبع سنوات منذ بكارتها”. (لو ٢: ٣٦).

  • ابنة فنوئيل: معناه «وجه الله» تربّت حنّة على يد أب رأت فيه وجه الله الآب☝. تعلّمت منه المحبة، والأمانة، والالتزام، والخدمة، والصبر على امتحانات الحياة…
  • كانت نبيّة، تحب كلمة الله 📖 وتعلنها، وتغتني بكل ما فيها من حكمة، وفطنة، وتقوى، ورزانة، وفهم روحي.
  • عاشت الأمانة الزوجية بكمالها ظلّت مع زوجها سبع سنوات، إشارة إلى عيش الحبّ، والأمانة الزوجية بقداسة.
  • تربية أهلها لها، جعلتها مطبوعة بحب الله، حتى تجلّت محبته لها ومحبتها له في حياتها الزوجية، وفي العمر الطويل الذي أمضته في خدمة الربّ. ☝
    المجد والحمد والتسبيح والشكران، لك أيها الرب يسوع المسيح. يا من بحبّك تروي عطش القلوب، وبكلمتك 📖 تفيض الحكمة على كل من يصغي إليك… المجد لك، لأنك تضع في حياتنا أشخاصًا يكشفون لنا وجهك، ويجعلوننا نتشوّق إلى معرفتك، لننتمي إليك… المجد لك، لأنك حيث تسكب نعمتك، تكون الحياة كاملة وسعيدة… الحمد والمجد والشكر لك…
    💓💒📖💒💓

👈 انطلاقًا من حياة النبيّة حنّة كيف أختبر عمل نعمة الربّ في حياتي اليومية❓❓❓

👈صلاة القلب 💜

يا ربّ يسوع، يا ابن الله، وصورة جوهره، وشعاع مجده، وكاشف وجهه، هب لي أن انعم برؤية وجهك. 🕯

يا ربّ يسوع، املأني من روحك 🔥 لأعيش الأمانة لك في الحالة التي أنا فيها. 🕯

يا ربّ يسوع، انرني بروحك القدوس🔥حتى كل من يراني يراك☝كما كل من يراك يرى الآب.☝

يا ربّ يسوع، ملّي قلبي من محبتك، لأعيش كمال الحبّ، في كل ميادين الحياة.🙏

👈نيّة اليوم: نصلّي، من أجل الأزواج، ليعيشوا الأمانة لبعضهم وكمال الحبّ… ومن أجل الأرامل، ليجدوا في خدمة الربّ، كمال حياتهم، و ملء سعادتهم.

يا ربّ اجعله يوم الأمانة لنعمتك، في قلب التزاماتنا، وتقلبات حياتنا…🙏

المصدر: كلمات من نور

فيلسوف أفلاطوني عن مقدمة “إنجيل يوحنا”: عبارات تستحق أن تُكتب بحروفٍ من ذهبٍ…