أسئلة حول إنحدار خطاب “حزب الله” وسلوكياته السياسية بعد تعطيل عمل مجلس الوزراء والهجوم على القاضي البيطار
وتسأل مصادر سياسية عليمة ومتابعة للتطورات الخارجية: هل أن قيادة حزب الله ينقصها المستشارون الجيدون لينصحوها بتحييد القضاء عن الهجوم، وبالتخفيف من غلواء التصريحات التي تجعل حتى حلفاءها يبتعدون عنها؟
الجواب محيّر. إذ لا ينقص “حزب الله” ذات البعد الإقليمي لا المستشارين ولا مراكز الدراسات والأبحاث الجدّية والرصينة. من هنا يقود النقاش والتساؤل إلى فرضيات أخرى ومختلفة تبدأ من اعتبار أنّ توتر الحزب نابع من مجموعة من المعطيات الإقليمية التي تجعل حركته الداخلية متوترة في شكل كبير، والأهم من دون أفق.
فالحزب الذي كان يتسم بسعة الصدر والتفهّم وبتليين المواقف، صار في مواجهة موقف حليفه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر تحديداً في مقاربة التحقيق وانعقاد مجلس الوزراء. إذ لا يفهم الرئيس عون لماذا تعمد الثنائية الشيعية إلى تعطيل الحلول وأسهلها فصل المسار القضائي عن السياسي، لفتح ثغرات في جدار التعطيل الذي بات يضر أولاً بمصالح الناس المطحونين تحت أعنف أزمة كيانية تضرب لبنان، وثانياً بالرئيس نفسه الذي لم تبقَ أزمة إلاّ وحصلت في خلال ولايته، نتيجة التراكم في الأزمات والمشاكل والأورام السرطانية التي انفجرت دفعة واحدة.
لذلك باتت أخطاء الحزب تتراكم واحداً تلو الآخر، في الوقت الذي تخوض فيه إيران أدق مرحلة في المفاوضات النووية مع أميركا والغرب. وطهران لا ينقصها مشاكل إضافية في هذا التوقيت، وهي التي تمارس سياسة الصبر الإستراتيجي وحياكة المكاسب في شكلٍ بطيء ومتراكم. ومن هنا لا تعود حركة “حزب الله” في الداخل اللبناني مكسباً في سياسة المحور الكبير، بل أخطاء كان يمكن الإستغناء عنها، وهي التي أساساً أضرت كثيراً بصورة “حزب الله” في الداخل اللبناني بفئاته المتعددة.
لذلك، توجه مصادر حليفة لـ”حزب الله” نصائح بمغادرة المربع الذي حشر نفسه فيه، وتدعوه لإعادة مراجعة عميقة وشاملة لمساره السياسي، حماية لمكاسبه التي يظهر أنه بات يبرع في تبديدها على طاولة الصراع السياسي. فالقوة التي جمعها لا يمكن صرفها في النظام اللبناني المعقد، ولا بد من خيارات وسياسات مختلفة تجعله مجدداً ذات قيمة مضافة لحلفائه الداخليين والخارجيين.
ناشط سياسي – ميشال ن. أبو نجم
المصدر: https://akhbarkum-akhbarna.com