أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


السؤال الصعب الذي طرحه “الأب باستيانللي” على القديسة فيرونيكا جولياني.. “الفرق بين النفس والقلب؟”


👈 ((بين القلب والنفس تنافس مقدس)) 👉


فلنسمع كيف ترد القديسة فيرونيكا جولياني بالسؤال الصعب الذي طرحه عليها الأب باستيانللي :

لا يجب أن يفهم القلب هنا بمعناه المحسوس أو المادي، 👈 بل بالمعنى الروحي والرمزي. فالفرق إذاً يكون فكرياً فقط.

كيف عبرت عن ذلك في يومياتها في ٨ كانون الأول سنة ١٦٩٣:

(( وانا في محادثة مع القريب ، أحسست بغتة صوتاً مألوفاً يدعوني إلى الوحدة.
ولا تعني الوحدة هجر الشخص الماثل أمامي، 👈بل الذهاب بروحي إلى الله . هذه الدعوة صادرة عن القلب، الذي عبّر عن إرادته بتخشعٍ فجائي . فيبدو القلب عندها كسفير للنفس ينذرها بلا كلام.

إن كان القلب في اللهيب، فقد سبقته النفس الى النار، وهي من يجعله يقفز فرحاً. إن استهلك القلب في اللهيب، تعطهِ النفس حياة وعزاء. هل يريد ان يرتفع كالنسر نحو الله، فتحرك النفس جناحيها فنراه بلمح البصر بين ذراعي الألوهة.
وما إن يشعر انه مدعو إلى مائدة العذاب، حتى تكون النفس قد تذوقت اصناف المائدة.
هل يرغب ان يستريح في الله الذي هو محبته وكليته، فقد سبقته النفس وطارت باحثة عنه.
وإن صبا القلب إلى الله وحده، فإن النفس تمتلكه في ملء شبعها.

فهنالك بالحقيقة اتحاد كامل بين القلب والنفس، 👈 لكن النفس هي الأكثر شرفاً، إنها المعلمة. وحتى لو كان القلب مغموراً بالنعمة الإلهية 👈فهو ليس سوى قناة تصب المياه السماوية على النفس، فتصبح بحراً من العذوبة واللذة….

بين القلب والنفس تنافس مقدس.
ولكن بينما يلتهب القلب رغبة بالاتحاد بالله، تكون النفس قد قفزت إلى أحضان الله، سكرى من خيراته.
لدى هذا المنظر، وحتى لو ثار والتهب القلب لهذا السبب محاولاً تخطي النفس، فإنها تبقى مسيطرة عليه، إذ يهيمن عليها الله وحده، وبه وفيه تمارس كل أعمالها.

القلب هو الحارس لكن النفس تبقى يقظة. فالقلب كالنافخ في البوق، لكن النفس هي البوق بحد ذاته، فترسل صوتها إلى ملكها وحبها الأوحد.
القلب كله لسان في حين أن النفس خرساء، عمياء، صماء عن كل ما يجري.
وبسبب خرسها وصممها وعماها بالذات ، في تملك كل شيء وتفرح بكل شيء .
وفي هذا (( الكل)) الذي هو الله عينه تضع قدراتها الثلاث في مدرسة الحب.

يريد القلب ان يكون الباب. لكن النفس هي البواب الذي يستقبل جميع الناس.

*القلب هو أمين سر المحبة.
لكن النفس هي أمينة صندوقها.

القلب يريد أن يلهب المحب كل الأشياء حالاً وبسرعة، لكن النفس تلتهب عن طريق الحب والايحاءات والعلم الإلهي التي هي بالنسبة لها لهيب حي….)).

يا لِليُونةِ الفكر والصيغة! لا يجب أن ننسى أبداً أن الريشة قد أسرعت بالكتابة على الورقة دون توقف، فممنوع عليها الاستراحة.