إتصال وردني من البريد السريع، محضر ضبط سرعة…
وأنا لا عمري يسمح بذلك، ولا سيارتي مناسبة للتشفيط…
ربما كنت شارداً في طريقي إلى العمل كي أجتهد لقبض ثمن البنزين الذي أستهلكه للذهاب إلى العمل!
شتمت، ثم هدأت، ثم ضحكت…
إلتقطني رادار الدولة…
بعد عمر ٦٧ سنة إلتقطني رادار دولتي،
ضبطني بالجرم المشهود، سرعة ٩٥…
وشكرت الله أن دولتي لم تضبطني سارقاً أو مجرماً أو عميلاً،
هي أساساً رادارها ليس لضبط اللصوص والمجرمين والخونة،
هي اختصاصها أنا ومن يشبهني…
لم تضبطني دولتي طفلاً يحلم بوطن،
ولا شاباً كان يرغب ببناء عائلة،
ولا رب عائلة أنجب أوادم في بلد شريعة الغاب،
ولا مكافحاً طيلة عمري من أجل اللقمة الحلال النظيفة الطاهرة،
ولا هي ضبطتني ذليلاً في طابور بنزين أو صيدلية أو فرن،
ولا في المطار أودِّع إبني الوحيد إلى حيث بلد يستحقه،
ضبطتني دولتي أخيراً، وفي آخر أيامي، بجرم ارتكاب السرعة!!
وليت دولتي تسرع في كل شيء كما أسرعت خلفي،
عسى أن نراها تُسارع إلى إنقاذ نفسها، مني ومن لعنات الأوادم ومن لعنة التاريخ…