أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


“دوميط منعم” مخلّع البترون أو بطل البترون..


📌 إذا كان الأمل مفتاح الأرض كلّا بيضلّ الرجا مفتاح قلب الله


وًلدتُ عام 1968 في قرية إجدبرا، قضاء البترون، محافظة لبنان الشماليّ، في كنَف عائلة مسيحيّة، بحيث تربّيت مع أخي وشقيقتيّ على محبة بعضنا بعضًا وعلى محبّة القريب.

عُجنتُ بخميرة الإيمان على أيدي والديّ، وخُبزتُ في أفران الحياة على نار التحدّي والطموح.

تلقيتُ دروسي الإبتدائية والمتوسطّة في مدرسة مار الياس لراهبات العائلة المقدسّة المارونيّات في البترون، ثمّ تخرّجتُ مِن ثانويّة البترون الرسميّة فرع الرياضيّات، وتخصّصت بعدها بالعلوم التجارية في معهد الـ”ليسيه أدونيس”.

بعد السنة الدراسيّة الثانية في المعهد، وبينما كنتُ أعمل خلال العطلة الصيفيّة للمساهمة في تكاليف الأقساط، أصبتُ بحادث في المرفأ، الذي أدّى بي إلى شلل رباعيّ بالإضافة الى توقّف جهازي التنفسيّ عن العمل، وأنا أعيش من حينها بين الآلات في مستشفى البترون، خاصّة آلة التنفّس الإصطناعيّ، بحيث أنّ حياتي مرتبطة بها…

شابٌ في مقتبل العمر، كنت قد إختبرتُ طفولة خجولة ليس فيها الكثير سوى المرح مع أخوتي في الطبيعة، “نهوشل” مع الكلاب والعصافير في منزلنا الرابض على تلّة، كان جدّي قد زيّن أرجاءها بالخضار والأشجار المثمرة وطبعًا الزهور التي كنت أهتمّ بها أيضًا، كما أنني كنت أمارس بعض المواهب في الرسم والغناء، متدرجًا في علومي بتفوّق، ثمّ جيّد، ثم مقبول، إلى أن عدتُ متفوقًا من جديد في المعهد والأسباب متعدّدة، أيضًا لم تكن حياتي مثاليّة..

نولدُ في هذه الحياة من دون إرادتنا فتسير بنا إلى حيث تشاء، تحمّلنا أوزارها، تكسر أجنحتنا. مِنّا مَن ينقاد لها فتستعبده ومنّا من لا يرضى سوى الحريّة رفيقة له، فيسير بالحياة الى حيث لا تشاء..

هكذا كانت مسيرتي مع الحياة، طفلٌ أحبّها فعاش بها ولها من دون أن يعرف هواها، ثمّ شابٌ تمرّس على هواها محاولاً مماشاتها على غير هدى، إلى أن غيّرت طريقه عنوةً، فبادرها بتبني آلامها حتى الثمالة وكان التحدّي بعدم الإستسلام للموت، بل بالتسليم للإرادة الإلهية وبالتالي مصارعة الحياة بدقائقها وساعاتها وأيامها، الى أن أصبحت بسنينها الـ49 (سنة 2019 – حالياً 51 سنة 2021) إختبار غنيّ بالمشاعر الإنسانية على تنوّعها..

فقدان الإحساس الخاجي قاد “مُخلّع البترون” الى كنه الإحساس الداخلي الحق.

شلل الأطراف قاده إلى أن يكون سباقًا على دروب الحريّة.
فقدان التنفّس قاده للبحث عن النفس ومدى حاجتها لأمور الحياة، فقال في هذا: “خذ ما شئت من الحياة شرط ألاّ تقع عبدًأ لها”..

إذا كانت طرقات الدنيا كثيرة، فطرق السير فيها تبقى أكثر..
نعم قد تجد نفسك أمام مفارق الحياة وعليك أن تختار.
ولكن، كيف تختار طيرقًا تجهلها؟!..

كان الطريق، طريق الشلل الرباعيّ، وما أدراك ما كان ينتظر المخلّع في هذه المسيرة من وحدة وخوف وإختناق والتهابات وتوقّف للقلب لسبع مرات ونزيف رئوي حتى الموت وكثير من الآلام الجسدية، النفسية والروحيّة..

12 تموز 1989 كان موعدًا مع الألم…

تلقّى الأهل خبر الحادث كلٌّ بطريقة، ولكن وقُع الصدمة كان واحدًا عليهم جميعًا، أولاً، لمْ يصدّقوا الخبر! فقد كنت ذاك الشاب المتيقّظ دائمًا للمخاطر!

واقع الحال لم يسمح للجميع وأنا مِنُ بينهم التفكير بنتائج الحادث، فهُم تلهّوا بمخاطره أما أنا تلهّيت بآلامي، ولكن جمَعَنا بالشفاء وطبعًا الصلاة ولم نزَل.

بعد العملية الجراحية أعطانا الطبيب ثلاثة أشهر، ثمّ ستّة كأملٍ بتحسّن الوضع، أمّا أنا فكان رجائي بالربّ أعظم، وكما كتبتُ مرّة: “إذا كان الأمل مفتاح الأرض كلّا بيضلّ الرجا مفتاح قلب الله“…

كيف نُخبر عن سنين من الألم؟!
كيف نُخبر عن إيمان أصبح ناضجًا بسبب الألم؟!
كيف نُخبر عن صلاة بنكهة الألم؟!…

فمن اللحظة الأولى لإسترجاعي الوعي الكامل بعد الحادث باسبوع تقريبًا، كانت الصلاة زاديَ الوحيد بما أنني كنت لا أستطيع تناول الطعام لفترة 5 أشهر، ثمّ أصبح الكتاب المضادّ للألم وقاتل القت رفيقي ولم يزل حتّى الآن.

لقد كنت أقرأ لساعات طويلة، لا بل كانت الكتب تقرأني.
قرأت الكتاب المقدّس مرات عديدة ولم أزل أتغذّى منه، قرأت كتب روحية وأدبية وسير قدّيسين.

تعلّمت الكثير، فراودني شعور من أراد أن ينقل اختباره إلى كل العالم، وهكذا ابتدأت والدتي وبعض الأصدقاء بتدوين ما كنت أمليه عليهم من أفكار على الأوراق إلى أن أصبحت كتابًا، ثم كتبًا بفضل كاهن صديق وكثير من الأصدقاء، والآن أستعين في كتاباتي بجهاز كومبيوتر خاصّ يعمل بواسطة العينين، فيسهّل بهذا كلّ أموري ويعطيني بعض الإستقلالية، كما أتواصل منْ خلاله مع جميع الأصدقاء عبر أقطار العالم الأربعة..

إن كانت ردّة فعل الأهل تُختصر تحت عنوان الصدمة ثم الإحتواء، فإنّ ردّة فعل المجتمع القريب والبعيد لم تكن مغايرة كثيرًا.

فيوم الحادث اجتمعَ أناسٌ في المستشفى لا أعرفهم حتّى.
صحيح أنني مررت بفترات طويلة من الوحدة، ولكن الله عوّضني بكثير من الأصدقاء، إنما للأسف فالعالم ينسون أو تأخذهم الحياة والظروف فيبتعدون مع الوقت، إلى أن يبقى منهم القليل.

فمِنَ الذين ضحّوا بالكثير الكثير من أجلي، والدتي التي لم تتركني منَ اللحظة الأولى فكانت وما زالت تخدمني حتّى وهي مريضة.

هنا أجد أن أنْ المجال للشكر مفتوح خاصّة لكلّ منْ تعب معي ومنْ أجلي مِنْ جهاز طبيّ وتمريضيّ وكثير منَ الأصدقاء الأحبّاء.

كما أشكر “إذاعة صوت المحبة” التي لعبت منذ عام 1998دورًا هامًا ومفصليًا في مسيرة حياتي الروحيّة. فكانت السبيل لإنفتاحي على العالم ووصول العالم اليّ. فمن خلال دعم الإذاعة لي والأصدقاء الكثر الذين التقيتهم وآمنوا بدوري الفاعل في قلب الكنيسة والمجتمع، أدركت حينها أنّ الحياة لم تنته عند حدود الشلل بل على العكس فقد فتحت لي أبوابها تجلّى فيها كاتبًا ومخاطبًا العالم بأثمن ما لديّ من خبرات روحيّة وإنسانية!…

ولكن منهم أيضًا مَنْ حاربني، فقد كنت أجد نفسي مرارًا كشخص مُهملٍ، منبوذ، مرفوض من الكثيرين، وذنبي الوحيد باعتقادهم أنني لمْ أكن في المكان المناسب. فكان هناك محاولات كثيرة لعدم وضعي على آلة التنفّس الإصطناعيّ، أو لإخراجي من المستشفى بدون تأمين الآلات المناسبة لوضعي، أو كما قيل مرّة لأهلي: “لو مات ابنكم كان أريح لكم وأريح لنا”، أو “أتركوه يذهب، أتركوه يموت”، أو “فُتّم بالحائط” بدون محاولات لإنقاذي، أو أذيتي صحيًا ونفسيًا بانتزاع أنبوب التنفّس عنّي أو التسبّب بجرح في رئتي الذي أوصلني فيما بعد الى النزيف، أو..

فكنتُ أواجه تلك الأمور بالصمت تحت ضغط نفسيّ رهيب، وأيضًا بالبسمة والشكر والتسليم الكليّ لله، وعند الوصول للموت كنت أنا منْ يبادر إلى تعزية الأهل والأصحاب..

ولكن ما آلمني أكثر منْ هذه الحياة، هو ما أصاب أختيَ الصغرى منْ شلل نصفي إثر حادث سير. فرُحتُ أعاتب الحياة التي لا تشبع منْ إيلامنا، ولكن لمْ أنكسر لها. فصرتُ كلما بادرني بصفعة أبادلها ببسمة ولن أنكسر…

من الناس من يحبّ، منهم مَن يتعاطف ومنهم مَن يُشفق، وقد إختبرت منهم الكثير. فكنتُ أبادل الجميع بالمحبّة، حتى مَن أشفق عليّ لعلمي بعدم اختباره المحبّة الحقّة حتّى منَ الملتزمين كنسيًا، فألغيتُ من قاموسي كلمة “حرام”، وعندما تَردُ على مسمعي أعلِّم الآخرين ضرورة عدم قولها.

أمّا من تسبّب لي بالحادث، فقصّتي معه تحمل عنوان “المسامحة” فمن اللحظة الأولى حمّلتُ أبي كلامًا أرجوه من خلاله العودة إلى عمله، لا بل أشكره لأنه وبطريقة غير مباشرة جعلني أخطى خطواتي الأولى من خطوات المسامحة والمحبّة. تجدر الإشارة هنا أنني شابّ إنفعاليّ أغضب أحيانًا لِجَرحي، ولكن سرعان ما أعود إلى سابق عهدي..

إنّ جموديَ الظاهر في جسدي قد حرّر نفسي، هذا أيضًا أحد عناويني في الحياة.

مَن قال إذا تخلّع الجسد فإنّ الإنسان لا يعود إنسانًا؟!

من قال أنّه إذا خسر شيئًا أو كثيرًا من قدراته العقلية، يخسر صفته كإنسان؟!

إنما الإنسان بقلبه وبمدى قدرته على المحبة..

نعم كُلُنا أُناس لا نختلف عن بعضنا سوى بما نقدّمه للشخص الآخر مِن محبّة..

لم أُجرح يومًا من كلام جاهل، إنّ ما يَجرحُني هو من يدَّعي المعرفة في تفاصيل الإحساس، “يدرون ماذا يفعلون ولكنّهم يفعلون..”.

أنا إنسان أحبّ الحياة ولم يزَل، وكان وقتي مليئًا بالنشاط. وجدتُ نفسي يومًا مسمرًا على السرير تحيط الجدران من كلّ ميل.

هل استطاعت تلك الجدران أن تحدّ مِن حركتي وطموحاتي؟!

لا ! طبعًا لا ! وإلاّ لكنتُ الآن أعيش في زمن الرماد.

رُحتُ ابحث عمّا في نفسي من مواهب، فوجدتُ ما يجعلني أُعبّر عن ذاتي وأنقل مِن خلاله اختباري مع الألم، فأصدرتُ من سنة 2000 حتّى الآن أربع كتب في الأمور الروحية، الوجدانية، والإنسانية، و.. فأثبتُّ ذاتي ككاتب، وكشخص عامل ومنتج في مجتمعه.

مخلّع على دروب الحريّة“، كتابي الأوّل الذي ومِن خلاله برهنتُ أنّه “إذا تخلّع الجسد فالروح لا تتخلّع”.

خبزًا للآخرين“، كتابي الثاني الذي ومن خلاله وزَّعتُ كلماتي إلى كلّ جائع إلى كلمة حقّ، إلى كلمة مؤازرة على دروب الحياة الصعبة. أمّا كتابي الثالث “مخاض السواقي“، فقد برهنت من خلاله أنّ النفس التي حبِلت بالمحبة قد ولَدَت وبالألم جداول من كلمات المحبة.

أخيرًا وليس آخرًا، كتابي الرابع “صدى السكوت” الذي ومن خلاله برهنتُ أنَّ للسكوت الذي أعيشه في كل يوم صدىً يتردّد في قلبي وهو طبعًا يصل الى قلوب جميع الأحبّاء، نقيًا لا يشوبه حقد أو حزن أو أيّة سلبيّة.

أربعة كتب كانت ولَن أتوقّف طالما أعطاني الله محبّة معطاءة مُغمّسة بالألم والإيمان والرجاء…

أن تُغيّر ذاتك فأنتَ بحاجة لأكثر من عمركَ، فمسيرة التغيير هي عمل يوميّ.

كيف إذا كنتَ شاهدًا للمسيح أمام أخوتكَ البشر؟!

بالنسبة لي، يكفي أنْ أكون ذاتي، بآلامي وتحدّياتي وهكذا أكبر بما اسميّه النعمة.

وإذا عمل كلّ واحد منّا على ذاته يتغيّر العالم تلقائيًا…

أخيرًا، هاكُمُ وصيتي للمجتمع بكلّ إختلاف أفراده، أنْ احتَرموا إختلافاتكم وتعلّموا أنْ لا فضل لأحدٍ على الآخر سوى بالمحبة.

معجزة حقيقية يعملها الله ليوقظنا نهائيا ولكي نضع كل ثقتنا به!

معجزة عظيمة يعملها الله ليوقظنا نهائياً ولكي نضع كل ثقتنا به!

رفض كاهن في قبرص اللقاح و … كان يعاني من مشاكل صحية …
في المستشفى لم يرغبوا في الاعتناء به لأنه لم يتم تطعيمه … وتركوه يموت.
كان يحتضر والجميع قال إنه مستعد للموت …
ولأنه لم يقبل في التطعيم وكان يحتضر، لم يعطوه فرصة أخرى …

ظهر يسوع المسيح … وشفاه.
قال له يسوع: لقد تخلى العالم عني وابتعدوا عني ويعتقدون أن اللقاحات ستنقذهم ، لكن يمكنهم صنع آلاف اللقاحات ولن يتم علاجهم أبدًا لأن اللقاحات لا تأتي مني … انها غير نقية !!!
وقل لهم على هذا النحو: أنا يسوع المسيح وأنني فقط أنا الشافي والحياة!
ولكل أولئك الذين أنكروني ، سيكون جرحي العظيم على الجميع …
لكن ليس لدي الكثير من الألم للعالم … وانما للأساقفة والكهنة الذين باعوني …
سأحرقهم بغضب شديد .. وسيكون عقابي عظيمًا عليهم!
سيختفون من وجهي!
وسأل الكاهن ما العمل؟ لأن الوضع على هذا النحو والجميع ملزمون بالتطعيم … قال له يسوع المسيح: لا تخف إنني سأجيء قريبًا … وعدلي سيطهر الغير انقياء وأنا سأعتني بأولادي!
عندما يلمسون أطفالي (أي عندما يقومون بتلقيح أطفالهم) سأرسلهم ليحرقوا أحياء، كل أعدائي وكل من لا يزالون يصلبونني، الويل لهم!
جرحي (عقابي) يأتي قريبا.

إعلم هذا ، أخبرهم أن هناك أيقونة خاصة بي في الغرفة ، لينظروا إليها وسوف يفهمون غضبي …
أنا لن أسمح لهم بلمس أطفالي!
وهكذا استيقظ الكاهن من الغيبوبة ، صدّق وقال لهم هكذا: انظروا إلى الأيقونة في الغرفة وعندما نظروا إلى الأيقونة ، رأوا أن يسوع المسيح ينظر إليهم بنظرة غاضبة.
جميع من كانوا في الغرفة ارتعبوا وشعروا بالخوف … صدقوا على الفور.

انتبهوا….
الجميع…
كلا الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون.
قال يسوع المسيح إنه سيطردهم بشكل عاجل، أولئك الذين لا يؤمنون به.
هذه هي “الحقيقة” التي رواها الكاهن وشهادة كل من كان في حجرة المستشفى.