ما هي الدول التي تعطي اللقاح للأطفال؟ وهل حققت نجاحا؟
قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إنه ينبغي على الدول الغنية أن تؤجل تحصين الأطفال باللقاحات المضادة لفيروس كورونا لصالح التبرع بالجرعات التي تخصصها لهذا الغرض للدول الفقيرة.
وحث غيبريسوس الدول الغنية على توفير المزيد من إمدادات اللقاح لصالح برنامج كوفاكس لإتاحة لقاحات كوفيد19 عالميا.
ولا يزال توزيع اللقاحات على دول العالم يظهر تفاوتا كبيرا بين الكميات التي تحصل عليها كل دولة.
فمنذ اعتماد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا للمرة الأولى في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اشترت الدول الأكثر ثراء أغلب ما أنتجته الشركات المطورة لتلك اللقاحات.
الصين
وشهدت الصين زيادة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، مرتبطة بمدرسة ابتدائية في مقاطعة فوجيان.
وتشير التقارير الأولية إلى أن تفشي الفيروس قد يكون بسبب والد أحد التلاميذ، الذي ثبتت إصابته الأسبوع الماضي.
وأمرت السلطات في فوجيان بإجراء اختبار لجميع المعلمين والتلاميذ خلال أسبوع، بعد التبليغ عن أكثر من 100 حالة في غضون أربعة أيام.
وتأتي الموجة الأخيرة بعد شهر من احتواء الصين لتفشي الفيروس الذي حدث في نانجينغ، وهو التفشي الأكبر منذ ووهان.
ويبدو أن مدينة بوتيان في مقاطعة فوجيان، التي يقطنها حوالي ثلاثة ملايين نسمة، من بين أكثر الأماكن تضررًا.
وترتبط حالات الإصابة الأولى هناك بمدرسة ابتدائية.
ويعتقد أن المصدر المشتبه به وراء تفشي المرض هو والد التلميذ الذي ثبتت إصابته بالفيروس في 10 سبتمبر/أيلول، بعد 38 يوما من عودته من سنغافورة في 4 أغسطس/آب.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة غلوبال تايمز الصينية الحكومية إن الأب قضى 21 يوما في الحجر الصحي، خضع خلالها لتسعة اختبارات، وكانت جميعها سلبية.
وليس من الواضح إن كان والد التلميذ قد أصيب بالفعل في الخارج، لأن فترة الحضانة الطويلة هذه أمر غير معتاد أبدا.
واتخذ المسؤولون، خلال تلك الفترة، خطوات لمحاولة احتواء تفشي المرض.
وأغلقت المدارس. ويتحتم على أي شخص يريد مغادرة بوتيان أن يكون لديه ما يثبت سلبية فحص كوفيد، خلال الـ 48 ساعة السابقة على المغادرة.
وطُلب من الأماكن العامة، مثل دور السينما، والمتاحف، والمكتبات تعليق الأنشطة الداخلية، كما طُلب من المطاعم تحديد ساعات عملها.
وتأثرت مدينتا شيامنو وتشوانتشو المجاورتان، إذ أغلقت فيهما بعض الخدمات، مثل صالات الألعاب الرياضية، والحانات في مدينة شيامن.
وحددت حوالي 32 حالة إصابة بالفيروس في شيامن الاثنين، وقيل إن معظمها يعود إلى بوتيان، وفقا لصحيفة غلوبال تايمز.
وتشير الدراسات الأولية إلى أن الحالات ناتجة عن سلالة دلتا.
وتأتي الحالات قبل عطلة العيد الوطني التي تستمر أسبوعا في 1 أكتوبر/تشرين، والمعروفة باسم الأسبوع الذهبي، وتشهد سفر الملايين في جميع أنحاء البلاد.
ومن المقرر أن تبدأ الأحد عطلة عيد منتصف الخريف، التي تستمر ثلاثة أيام.
تلقيح الأطفال
تعتزم بريطانيا تطعيم الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، بجرعة من لقاح كورونا، بناء على نصيحة كبار مسؤولي الصحة في البلاد.
وكان المسؤولون قد أوصوا بضرورة تطعيم صغار السن بجرعة واحدة من لقاح فايزر.
وتقوم بعض الدول الأخرى بتطعيم المراهقين الأصغر سنا لبعض الوقت، بيد أن الأساليب تختلف.
ماذا يحدث في أوروبا؟
وافقت وكالة الأدوية الأوروبية، في مايو/أيار، على تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، بلقاح فايزر، ومنذ ذلك الوقت، تحركت دول مختلفة داخل الاتحاد الأوروبي بخطى متفاوتة.
استطاعت الدنمارك تطعيم الأطفال (من سن 12 إلى 15 عاما)، وكذلك إسبانيا (من سن 12 إلى 19 عاما) بجرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
كما تحركت فرنسا بخطى سريعة، ووفرت لنحو 66 في المئة من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاما جرعة واحدة من اللقاح، وحصل ما نسبته 52 في المئة على تطعيمهم بالكامل، وبحلول أكتوبر/ تشرين الأول، سوف تشمل البطاقة الصحية في البلاد، أو تصريح المرور الصحي، من هم أقل من 18 عاما، مما يعني أن جميع المراهقين سيحتاجون إلى إظهار ما يثبت حصولهم على التطعيم أو نتيجة اختبار كوفيد سلبية الإصابة، كشرط لدخول أماكن مثل دور السينما والمتاحف والمطاعم ومراكز التسوق المغلقة.
وفي ألمانيا أوصى مستشارون علميون في يونيو / حزيران الماضي، بضرورة توفير اللقاح فقط للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، ويعانون من مشاكل صحية. بيد أنه في أغسطس/آب، بعد أن بدأ متحور دلتا في التفشي على نطاق أوسع، أفسحت البلاد المجال ليشمل التطعيم كل من تزيد أعمارهم على 12 عاما.
وفي السويد توفر السلطات الصحية اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما فقط إذا كانوا يعانون من مرض رئوي أو ربو حاد أو حالة طبية أخرى شديدة الخطورة.
أما النرويج، وهي ليست عضوة في الاتحاد الأوروبي، فقد وافقت مؤخرا على تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاما، بجرعة أولى فقط، على أن يكون اتخاذ قرار بشأن جرعة ثانية في وقت لاحق.
الولايات المتحدة – بعض التطعيمات الإلزامية
كانت الجهات التنظيمية الأمريكية والكندية أول من وافق على تطعيم الأطفال من سن 12 عاما فأكثر بلقاح فايزر، وبدأ التنفيذ على الفور في مناطق في شتى أرجاء الولايات المتحدة بجرعتين تفصل بينهما ثلاثة أسابيع.
وبحلول نهاية يوليو/تموز، حصل 42 في المئة من الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاما، على جرعتهم الأولى، و32 في المئة على جرعتهم الثانية من لقاحي فايزر وموديرنا.
جاء الدافع لتطعيم الأطفال في وقت بدأت فيه الولايات المتحدة مكافحة زيادة الإصابات الناجمة عن متحور دلتا.
وأفاد أحدث تقرير صادر من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن عدد الأطفال الذين دخلوا المستشفيات لتلقي العلاج من جراء الإصابة بكوفيد كان بين 3.4 إلى 3.7 مرات أعلى في الولايات الأمريكية ذات التغطية الأقل للتطعيم.
وكان عدد قليل من مجالس إدارة المدارس الأمريكية قد صوّتوا على جعل التطعيم إلزاميا للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما فأكثر كشرط لحضور الفصل الدراسي، على الرغم من اعتراضات بعض أولياء الأمور.
وفي لوس أنجليس يشمل الأمر ما يزيد على 600 ألف تلميذ، بينما في نيويورك سيتعين تطعيم الموظفين وليس الطلاب.
كما بدأت شركة فايزر اختبار لقاح كوفيد على الأطفال الصغار، ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولى، لمن تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما، في سبتمبر / أيلول الجاري، تتبعها على الأرجح نتائج اختبار للقاح بشأن الأطفال الرضّع الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وأربعة أعوام بحلول نهاية العام.
وأشار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالفعل إلى أن توفير اللقاحات لتلك الفئة العمرية الأصغر سنا قد يكون “قريبا” بعد مراجعة الجهات التنظيمية للبيانات السريرية.