فشل بالوقوف في وجه تشكيل الحكومة وحالة يأس واستسلام فكان التنمّر والاستهزاء الوسيلة الوحيدة المتوفّرة
إنّ مقابلة د. Hector Hajjar حول الحفاضات عمرها حوالي السنتين!!
يوم كنّا محجورين بسبب جائحة كورونا، وكانت الأسعار قد بدأت ترتفع بشكلٍ مؤذٍ ولاسيّما أسعار الحفاضات، وبدأنا نرى تقارير متلفزة حول هذا الموضوع. فعمدت بعض الجمعيّات الإجتماعيّة ولاسيّما التي تُعنى بالعائلات الفقيرة إلى إيجاد البديل، وبدأ بعضها بـ”تصنيع” حفاضات قماشيّة وتوزيعها على العائلات المحتاجة.
يعني الموضوع هو إيجاد حلٍّ في زمن العوز والأزمة. قد أتّفق أو لا أتّفق مع الحلّ. هذا موضوع آخر وحقّ طبيعيّ… ويمكنني أن أعتبر هذا الخيار غبيًّا وسخيفًا وما أشاء، ولكن عندما أضع المقابلة في إطارها الزمنيّ، تصبح هذه الحملة عبارة عن:
1- فشل الثورة بالوقوف في وجه تشكيل الحكومة، وحالة اليأس والاستسلام التي أوصلتنا إليها منظومة المافيا ميليشيا، فكان التنمّر والاستهزاء هو الوسيلة الوحيدة المتوفّرة من وراء شاشاتنا الصغيرة!!!
2- الإعلام السيّء الذي ساهم بالتعتيم على أبسط قواعد نقل الخبر والنقد، فزاد الطين بلّةً!!!
د. هيكتور حجّار مؤسّس “رسالة سلام” (Message de Paix) التي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصّة، وتؤمّن لهم العمل والعيش الكريم، وتستقبل الذين فقدوا ذويهم لتؤمّن لهم المأوى. هو مسيحيٌّ ملتزم بالإيمان بالله والإنسان إلى أقصى حدود، هو من مدرسة “المطران الأحمر” غريغوار حدّاد، هو من الذين يعملون على الأرض وبأيديهم، وليس من الذين يجلسون وراء المكاتب.
منذ بداية الأزمة وخصوصاً بعد جريمة مرفأ بيروت كان من أوائل الذين نزلوا إلى الأرض وعمِلوا بأيديهم إلى جانب الناس في رفع الردم وتأمين الأكل والحاجيّات وترميم فرش البيوت، هو صديق أعتزّ بصداقته… وإن اختلفنا بالرؤية السياسيّة!
المشكلة أنّنا أفلسنا لدرجة أنّنا ما عدنا نُتعِبُ أنفسنا بالسؤال والتفكير والتحقّق!
البارحة إغتالونا بالرصاص! اليوم يسعون لاغتيالنا بالفكر!!!
لم ولن نخاف رصاصكم، فدماؤنا، دماء شبابنا وشهدائنا هو بذار لبنان الرسالة، رسالة الحرّيّة والعيش معًا، لذلك لن تستطيعوا اغتيال فكرنا ووعينا!!!
” الأب اغابيوس نعّوس“