أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ناجية إيزيدية حاولت الانتحار 3 مرات للخلاص من همجية الدواعش…

سألته لماذا أتيتم من الجزيرة العربية لتتعدون على الايزيدية فقال قتلكم حلال ومن حقنا ان نأخذ ممتلكاتكم كغنائم (نينوى ـ خدر خلات)

في سبيل التخلص من همجية الدواعش وبعد ان فقدت طفليها وزوجها عند اجتياح داعش لقضاء شنكال، حاولت مواطنة ايزيدية تبلغ 20 عاماً الانتحار 3 مرات لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، قبل ان تنجو من قبضة آخر من اشتراها وتعود لأهلها بقلب محطم للابد.

yazidi (1)

وقال الباحث الايزيدي المختص بتدوين وتوثيق قصص الناجيات الايزيديات، داؤد مراد ختاري الى “الصباح الجديد” ان ناجية ايزيدية تبلغ من العمر 20 عاماً حاولت الانتحار 3 مرات كي تتخلص من واقعها المرير بعد اختطافها من قبل عناصر تنظيم داعش ومقتل طفليها وزوجها عند اجتياح التنظيم لقضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) في الثالث من آب عام 2014، لكن محاولاتها باءت بالفشل”.

yazidi (3)

واضاف ” الناجية الإيزيدية تدعى (ب. ي. ح) تم خطفها في اطراف سنجار في اثناء محاولتها الوصول لجبل سنجار مع عائلتها، وتم نقلها الى تلعفر مع المئات من المختطفين والمختطفات من الايزيديين، ووضعوهم في سجن تحت الارض، وهناك اتى الارهابي المدعو ابو عبد الرحمن الجزراوي، عمره 30 سنة، وأخذ (ب. ي. ح) بالقوة ووضعها في دار مع ثلاث فتيات ايزيديات”.
واشار ختاري الى ان “الارهابي الجزراوي طلب منها ان تستحم، لكنها رفضت بشدة وبدت كالمجنونة، وكانت قذرة لانها لم تستحم منذ شهر، فانهال عليها بالضرب حتى فقدت الوعي وكسر ضلعاً لها، بعدها لم تستطع الحركة لمدة شهر، وقد عاونتها الفتيات الايزيديات من اجل ايصالها الى الحمام لقضاء الحاجة خلال تلك الفترة، وبعدها حاولت الانتحار فقطعت شرايين يديها، فتم نقلها الى المستشفى واجريت لها عمليتان جراحيتان، ولم يستطيعوا وقف النزيف من الشرايين لمدة ثلاثة أيام، حيث عانت (ب. ي. ح) وتعذبت وتألمت كثيراً، ولمدة أكثر من شهر لم تستطع أن تحرك يديها.. وكانت بقية الفتيات تساعدنها وتهتم بها وتحضر الطعام لها”.

وتابع “زادت اوضاعها سوءاً ومن ثم أصيبت بحالة نفسية من جراء التفكير ببقية افراد عائلتها الذين افتقدتهم للابد، حيث تعرضت عائلتها الكبيرة لإبادة جماعية وقتل منها (40) شخصاً ولم تقو على تحمل ما حصل، فاقدمت مرة اخرى على ضرب بطنها بسكين حادة، فتم نقلها مجدداً للمستشفى واجريت لها عملية جراحية أخرى في المستشفى، وبعد ان تماثلت للشفاء و قبل الخروج من المستشفى حاولت الانتحار مرة ثالثة حيث حاولت ان ترمي بنفسها من الطابق الرابع للمستشفى لكن أحد المرافقين للمرضى أنقذها بأعجوبة لان قدميها كانا في الهواء لكنه أمسك بإحدى يديها ولو لم يكن قوياً لسحبته معها ومات هو ايضاً أيضاً”.
وينقل ختاري عن (ب. ي. ح) قولها “عقب ذلك حبسوني في غرفة منفردة لاعتقادهم أني مجنونة لمدة اسبوع… لان ما تعرضنا له لم يمكن سهلاً، وكنت افكر حتى لو عدنا يوماً الى شنكال (سنجار) كيف لنا أن نعيش كبقية الناس لأننا فقدنا كل ما نملك من شرف ورجال ومأوى وآمال، وهل هناك شيء يستحق ان نعيش من أجله؟ لقد كان زوجي عسكرياً في الموصل يحبني ويعشقني لحد الجنون وكذلك أطفاله، في كل يوم كان يتصل بنا ثلاث مرات حينما كان في الواجب ويسألني عن الاطفال دقيقة بدقيقة”.
واضافت ” في سوريا كان الارهابي الذي اشتراني قد اصيب في القتال ذات مرة، و لذلك تلقيت عذاباً شديداً منه، كالضرب والتعذيب الجسدي لمدة ستة أشهر، علماً انه رقد في المستشفى لمدة شهر وبقت رصاصتان في جسمه، كان يداوم في تكريت لمدة 20 يوما ويقضي بقية اجازته 10 أيام معي، ويواصل علاجه مع اثنين من زملائه المصابين أحدهم (ابو سعد الجزراوي (سعودي) والذي كان قد فقد كعب قدمه، والثاني أيضاً جزراوي (سعودي) تشوه نصف وجهه، وعندما ينتهون من المعالجة يطالبوني برفع النفايات من الغرفة، وكان يحمل الحزام الناسف في كل الأوقات وفي جيوبه رمانات يدوية”.
واشارت (ب. ي. ح) الى انه “ذات مرة دار حوار بيني وبين الارهابي الجزراوي (السعودي) وسألته لماذا أتيتم من الجزيرة العربية لتتعدون على الايزيدية والاقليات الدينية المسالمة في العراق؟ فقال انتم مشركون خلقتم طاووس ملك شريك لله، فقلت له نحن نعبد الله ولم نشرك أحداً به، فردّ عليّ قتلكم حلال ومن حقنا ان نسبي نساءكم واطفالكم ونأخذ ممتلكاتكم كغنائم”.

yazidi (2)

وانتهى جزء من عذابات الناجية الإيزيدية (ب. ي. ح) بعدما تمكنت بطريقة لا تريد الافصاح عنها من الوصول الى ما تبقى من عائلتها وذويها في احد المخيمات بمحافظة دهوك.

المصدر: صباح الجديد