هل يريد الحريري أن يشكّل ميقاتي حكومته؟ (رندلى جبور)
حذار ممن يلعب لعبة وضع الرئاسة امام خيارين: اللا تأليف او تأليف حكومة تستكمل حصارها!
قد يقول البعض إن الرئيس سعد الحريري لو لم يكن يريد نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة لما كان سمّاه وأوحى بأنه يسهّل مهمته.
ولكن القراءة الدقيقة في عملية التشكيل تشير الى أن الحريري لا يريد لميقاتي أن يشكّل، ونستذكر هنا كم حرَقَ الاول من الاسماء التي كان يسميها هو، ليس أوّلها سمير الخطيب وليس آخرها مصطفى أديب.
اما لماذا لا يريد الحريري لميقاتي أن يشكل؟ فالاسباب الاساسية وفق ما تلخص المصادر عبر موقع Media factory news هي التالية:
اولا: ان الحريري لا يريد أن ينجح ميقاتي حيث فشل هو. فنجاح ميقاتي يعني مزيداً من الخسارة لدى الحريري ولو كان الاثنان ينتميان الى نادٍ واحد. فالنادي شيء والملعب الانتخابي شيء آخر.
ثانيا: ان الحريري يعرف تماماً ان وصول أي شخص آخر غيره الى رئاسة الحكومة قبل الانتخابات، وبالقليل من تنفيس الازمات، يعني انه لن يكون هو اي الحريري، رئيساً لحكومة ما بعد الانتخابات وبالتالي ضمور حضوره أكثر فأكثر، تزامناً مع بيع كل ما كان يملكه في السعودية بالمزاد العلني. يعني تصفية اقتصادية وسياسية موجعة… هي إذاً أوكازيون الحريرية.
ثالثاً: ان الحريري، المساهم الكبير في عملية حصار عهد الرئيس ميشال عون وخصوصاً منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩، يريد استكمال هذا الحصار حتى نهاية العهد، ويرغب في تضييع كل الوقت المتبقي من الولاية الرئاسية لمنع الرئيس عون من تحقيق الانجازات او الانقاذ او الاصلاح. فما يفعله الرئيس عون يقضي طبيعياً على الحريرية وكل لاعبيها الداخليين والخارجيين لأن نهجه هو نهج بناء الدولة مقابل عملية قضم الدولة ونهشها لمصالح خاصة.
لذلك وأكثر، لا يريد الحريري لميقاتي أن يشكل حكومته. اما أداة التنفيذ، فهي نسف كل اتفاق يتم بين المعنيَين الاساسيَين في التأليف أي رئيس الجمهورية والمكلف.
وهنا تقف المصادر عند مفارقة ان الحريري يعود ويتراجع عن أسماء سمّاها بنفسه للتوزير بعد موافقة الرئيس عون عليها، وهذا الدليل الاسطع على انه يريد فركشة التشكيلة. وما الثلث المعطل إلا حجة تافهة وممجوجة ومن نسج خيال المعطّلين.
ومع ذلك فإن الرئيس عون صاحب مصلحة وطنية بالدرجة الاولى وشخصية بالدرجة الثانية بولادة الحكومة وبأسرع وقت ممكن. فماذا يستفيد هو مثلاً إذا لم تولد الحكومة؟
ولذلك تؤكد المصادر ان مساعي الرئيس عون مستمرة للوصول الى حكومة وبكل انفتاح وجدية، ولكن حذار ممن يلعب لعبة وضع الرئاسة امام خيارين لا ثالث لهما: اللا تأليف او تأليف حكومة تستكمل حصارها!
المصدر: Media factory news