إسوة بالإدارات الذاتية للسنة والشيعة والأكراد.. يحق للمسيحيين (عنكاوا كوم)
قام عدد من الشخصيات الكلدانية الاشورية السريانية والارمنية في مدينة عنكاوا بتأسيس “مجموعة الضغط لسهل نينوى والموصل” والتي طالبت في بيانها التأسيسي بالادارة الذاتية المتطورة او الحكم الذاتي لمكونات سهل نينوى. واليكم النص الكامل للبيان التاسيسي للمجموعة:
بيان مجموعة الضغط لسهل نينوى والموصل
عقد بتاريخ ١٠/ تشرين الثاني ٢٠١٦ في عين كاوا / اربيل لقاءا ضم عدد من الشخصيات العراقية المتنوعة من الكلدان السريان الاشورين والارمن (المسيحيين) للتباحث وتبادل وجهات النظر بخصوص ما آلت اليه اوضاع الموصل واطرافها وخاصة في سهل نينوى. تداول المجتمعون مخاوف المسيحيين وبقية المكونات من ذوي اتباع الديانات غير الاسلامية من سكنة سهل نينوى ومدينة الموصل بسبب ما تعرضوا له على مر السنيين وتهجيرهم من قبل مجاميع متطرفة دينيا، وعبر عن تقديره الكبير للقوات المسلحة العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي والعشائري والفصائل المسلحة المسيحية بانتصاراتهم باسترجاع سهل نينوى واجزاء مهمة من مدينة الموصل. وتم الاتفاق حول ايجاد صيغة عمل ومواقف موحدة للخطوات التي يمكن القيام بها للتعامل مع جميع القوى في المحافظة لعودة السلم الاهلي والتعايش المجتمعي، وسلط الاجتماع الضوء على النقاط التالية:
* اعادة تنظيم ادارة المحافظة على اساس الشراكة الحقيقية بين جميع مكوناتها من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين واليزيديين والشبك والكاكائية وهذا لايمكن ان يتحقق بالعودة الى النظام المركزي كما كان الحال منذ ٢٠٠٣ ولحد الان. بل يجب اعتماد اللامركزية الادارية المتمثلة بالادارة الذاتية المتطورة او الحكم الذاتي للمنطقة وصولا الى الشكل الذي يرتأونه المواطنون لاحقا بتوفير ضمانات لحماية مناطقهم وتحديدها جغرافيا (يمكن اعتماد احصاء عام ١٩٥٧) وتوفير موارد اعادة بنائها وانتخاب ممثليها بوسائل ديمقراطية.
* السياسات الخاطئة التي تبعتها الحكومات المتعاقبة على السلطة منذ ٢٠٠٣ لغاية ٢٠١٤ كانت احدى المسببات لتفاقم الازمات في المناطق العربية السنية وفي شمال العراق العديد من المكونات غير المسلمة اذ كانت نتائجها ضعف الادارات المحلية مما ادى الى فقدان السيطرة الامنية على هذه المناطق ومهد الطريق لعصابات داعش الارهابية للاستلاء على هذه المنطقة برمتها في حزيران ٢٠١٤، ان تعزيز الامن والسلم في هذه المنطقة ذات التنوع الديني والاثني يستلزم التغيير الجذري لهذه السياسات الخاطئة بالاعتماد على الشراكه الحقيقية لجميع هذه المكونات.
* ان استمرار المشاكل والخلافات بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان وعدم حسمها وما رافق ذلك من توترات واحتقانات في اغلب الاحيان ادى الى مشاكل امنية وصعوبات اقتصادية وخلافات سياسية انعكست بشكل او بأخر على المكون المسيحي وخاصة في محاولاته لتكوين ملاذ آمن له بعيدا عن الخصومات بين بغداد واربيل وتجنبا للتجاذبات السياسية والادارية والامنية لمنطقة سهل نينوى.
* ان المكون المسيحي شأنه شأن المكونات الاخرى هو ايضا ضحية الصراع والنفوذ الاقليمي على العراق وخاصة في اطار التناقض والتجاذب بين السياسات التركية الايرانية ازاء بلدنا، الامر الذي ادى الى ان تدفع هذه المكونات ثمن هذه الخصومات والصراعات وما تثيره من مخاوف وقلق كبير من ان تستغل هذه الصراعات الاقليمية في داخل العراق بين مكوناته في ظل وجود التسليح الميليشياوي غير المنضبط، بالاظافة الى تعدد المرجعيات الامنية في هذه المناطق وفرض سياسة الامر الواقع الامني عليها.
* وتاسيساً على ما ورد اعلاه فان المكون المسيحي في العراق يعاني من خطر افراغه بالكامل من العراق، وقد ينطبق الشي ذاته على بقية المكونات الاخرى كالايزيديين والصابئة المندائييون. وعليه فان الاولوية اليوم للمسيحيين هي التمسك بالارض وعدم التفريط بها رغم كل الضغوط والاغراءات حيث ان هذا يعني التمسك بالهوية الوطنية لهذا المكون العريق بوجوده التاريخي في ارضه.
* ان مواجهة التطورات المتسارعة في المنطقة يتطلب من ابناء المكون المسيحي استحقاقات خاصة وكبيرة تبدأ في معالجة الاخطاء والنواقص ومراجعة السياسات الخاطئة وتصحيحها ، ان صياغة مشروع يعالج جميع هذه المشاكل ويرسم خارطة طريق واضحة المعالم لاعادة بناء وتطوير وارساء الامن والسلام يتطلب رص صفوفنا ونبذ الخلافات والانطلاق من الشعور الوطني وبمسؤولية عالية تجاه شعبنا وارضنا بان نتقارب ونتعايش مع جميع المكونات على اساس الاحترام المتبادل والاعتراف المشترك للجميع بحقوقهم ومصالحهم وتطالعاتهم ومن هذه المنطلقات اتفق عدد من الشخصيات والنشطاء من النخب المسيحية من مدينة الموصل وجميع المدن والبلدات والقصبات في سهل نينوى وبجميع طوائفهم على تشكيل مجموعة ضغط للدفاع عن مصالح المكون المسيحي ويؤسس بناء مشروع متكامل لحمايته واعادة اعمار مناطقه وعودة نازحيه بدعم جميع ابناء شعبنا في سهل نينوى والموصل ، والعمل لتصحيح مسار العملية السياسية وضمان جميع حقوق الشعب العراقي وبما يضمن ايضا حقوق واهداف المكون المسيحي. وهو عامل ضغط على القوى الدولية واصدقاء شعبنا في جميع انحاء العالم للتضامن والدعم المستمر للمكون المسيحي والمساهمة في حمايته والدفاع عن وجوده والضغط على الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة اقليم كوردستان والحكومة المحلية في نينوى للتعامل مع المكون المسيحي والمكونات الاخرى على اساس الشراكة الحقيقة والاحترام المتبادل.
* ان تجمعنا هذا هو اطار مستقل منفتح ويتعامل مع جميع القيادات المسيحية السياسية والدينية ومنظمات المجتمع المدني ومع الشخصيات المستقلة والاكاديمية والاجتماعية والثقافية وفق برنامجه المعلن وخطط عمله وان منطلقنا هو وحدة الرأي والموقف المبني على الاهداف والمصالح المشتركة بنبذ الصراعات والخلافات الفئوية والذاتية والانطلاق من مصلحة واهداف وتطلعات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والارمني (المسيحي).
الهيئة التاسيسية
١٠/ تشرين الثاني/٢٠١٦
١٠/ تشرين الثاني/٢٠١٦