أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


معركة ميشال عون مع منظومة الفساد مصيرية وحماية مسيحيي لبنان أساسي لمسيحيي المشرق

*نسيم منير بو سمرا***

  • مخطط استهداف ميشال عون بال 1988 هو نفسه اليوم لوقف مسار بناء الدولة

هي معركة وجود تلك التي يخوضها الرئيس العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، بعدما استشرست منظومة الفساد في محاولة الافلات من عقاب جرائمها بحق اللبنانيين، وبخاصة بمحاولة الحريرية السياسية وازلامها اعادة المسيحيين الى ما قبل ال 2005، الى زمن التهميش والتسلط على حقوقهم واستباحة أمنهم وحياتهم ولقمة عيشهم، وبالتالي إنهاء دورهم تمهيدا لتهجيرهم من وطنهم، في وقت تعتبر معركة حماية مسيحيي لبنان مصيرية وتشكل مدماكا أساسيا لبقاء مسيحيي المشرق في اوطانهم.

المخطط القديم الجديد هو نفسه، أعيد احياؤه اليوم لوقف مسار انطلق ببناء الدولة ما يستوجب القضاء على الفساد، لأن الفساد يضعف منعة لبنان وصمود شعبه، ما يؤدي الى استباحة الوطن أمام الاخطار الخارجية،  ولذلك تتم محاصرة الرئيس العماد ميشال عون، الذي حقق انجازات في عهده، بدءا بتعزيز حضور الدولة في لبنان بأجهزتها الامنية ما انعكس استقرارا امنيا على الساحة المحلية، واجتثاث الجيش والمقاومة للارهاب التكفيري في لبنان وإعادة الرئيس عون موقع لبنان على الساحة الدولية، فضلا عن القرار الاستراتيجي الذي أتخذه الرئيس عون باستكشاف النفط والغاز في بحرنا واطلاق عملية استخراجه، وعناده المحق بعدم التنازل عن حقوق لبنان في الحدود جنوبا مع العدو، فاللاءات الوطنية والتوجه السيادي الذي طبع عهد ميشال عون، وضعه في مرمى الاستهداف الخارجي، فحوصر لبنان كما حوصر في ال 1988 وبتواطؤ داخلي حيث يعمل العملاء انفسهم اليوم، على ضرب صلاحيات الرئيس المتبقية بهدف اضعاف المكون الذي يمثله الرئيس عون.

ولكن ميشال عون ليس أي رئيس، فالذي لم يقدروا على تحصيله منه بقوة المدافع والدبابات والطيران الحربي، لن يقدروا على انتزاعه بالحرب الاقتصادية والتجويع، لان كرامتنا تأتي قبل لقمة عيشنا، فنحن جنود جدعون، لا نلين ولا ننحني، وقد أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في هذا الاطار، أنه على رغم كل ما يجري ” فإنه لم ييأس من وصول المبادرات الى حل مع وجود العقلاء، شرط عدم المساس بالدستور وبالصلاحيات التي ناطها الى السلطات الدستورية وعلى رأسها مقام رئاسة الجمهورية”، ولذلك لن نتساهل في محاولات قضم الحقوق ونزع الصلاحيات.

يمثّل التدقيق الجنائي عند إجرائه، نهاية منظومة الفساد، كما يشكل انطلاق ورشة الاصلاح بداية نهاية كل فاسد يمد يده الى المال العام، فالاصلاح عند تحقيقه، سيوقف مصادر رزق المافيا الحاكمة، والتي امعنت تفريطا منذ بداية التسعينات بثروات لبنان فهدرت ونهبت المال العام وسخرت كل مفاصل الاقتصاد لمصلحتها الشخصية، لتحقيق الاثراء غير المشروع وتبييض الاموال، وأعطت الفتات لأصحاب الحق، وحين جفت مصادر النهب، أكملوا بسرقة جنى عمر المودعين وهربوها الى الخارج، بتواطؤ دولي وتسهيل داخلي من منظومة المصارف التي يديرها حاكم مصرف لبنان؛ وتسألون لماذا يحاربون ميشال عون الصامد كالجبل على جبل بعبدا؟

وقد اعتبر مستشار رئيس الجمهورية، الوزير السابق ​بيار رفول​، في هذا السياق عبر صوت المدى، أن المعركة اليوم هي معركة وجود لأن هناك محاولة لضرب الميثاقية والدستور، من خلال تحويل موقع رئاسة الجمهورية إلى مجرد صورة، لافتاً في حديثٍ لبرنامج “مانشيت” عبر “صوت المدى” إلى أن بدلا من أن يكون هناك رأسا للدولة، ثمة 3 رؤوس، والمعركة اليوم هي معركة وجود للحفاظ على الصلاحيات”.

ورأى أن “كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب ​جبران باسيل​، كانت فاصلة وواضحة وضوح الشمس”، فلبنان “لا يقوم على الكيدية انما بالدستور، الذي يجب ان تتم المحافظة عليه، وإلا لن يكون امامنا سوى الذهاب الى مؤتمر تأسيسي جديد، موضحاً أن “مجلس النواب هو للتشريع، ومجلس الوزراء  للتنفيذ، أما رئاسة الجمهورية فهي لمراقبة الجميع، تصحيح الأخطاء وطرح المواضيع لمصلحة لبنان”.

وفي السياق نفسه، ذكر رفول أن “استعادة عهد الدوليات وتناسي وثيقة الطائف عبر ضرب الدستور والميثاق كلها مواضيع استغلوا فيها سعد الحريري وطلبوا منه ان لا يشكل حكومة”، كاشفاً أن في الاجتماع الأول الذي حضر فيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى بعبدا أبلغ الرئيس عون بأنه لا يريد تدقيقاً جنائياً ولا فتح ملفات الفساد السابقة، ودعاه لاختيار 9 وزراء بينما يختار بدوره 9 آخرين، لكن عندما رفض الرئيس عون طلبات الحريري بدأ بالتعنت، وعرقلة تشكيل الحكومة.

*صحافي وباحث