*نسيم منير بو سمرا***
– نسأل جعجع: أي مسيحي وأي مواطن لبناني، يملك العزة والكرامة والشهامة، يقبل بان يكون الاسرائيلي وبعده السوري واليوم الاميركي والسعودي وغداً الله أعلم من سيكون السيد الخارجي لجعجع، مؤتمنا على حقوق المسيحيين وعلى كل اللبنانيين؟
في رد مطول من القوات على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ركزت فيه على رمي تهمة الاستقواء بالخارج على باسيل وتياره ليطال اتهامها رئيس الجمهورية؛ رد القوات السخيف هذا،(سخيف لان كل اللبنانيين يعرفون موبقات القوات وتعاملها مع شريكها في الوطن في زمن الإجرام المستباح)، يذكرنا بالعاهرة التي نسيت انها عاهرة وبدأت تحاضر بالعفة.
ومما ركزت عليه القوات في ردها، سؤالها: “هل من المسموح لرئيس أكبر كتلة مسيحية ولديه رئاسة الجمهورية يستعين بالسيد نصرالله ويجعله حكما في موضوع الحكومة؟ ما هو المثال الذي يعطيه باسيل؟ هل الحكم هو السلاح أم الدستور؟”، معتبرة أن “لبنان لم يصل إلى ما وصل إليه سوى بسبب الاستقواء إما بالنظام السوري او بسلاح “حزب الله” في الوقت الذي يجب أن يكون رئيس الجمهورية وحزبه السياسي في طليعة الداعين إلى الاستقواء بالدولة ومؤسساتها والدستور وليس بهذا الفريق او ذاك من أجل الاستقواء على الفريق الآخر، والاستقواء يواجه باستقواء، فيما العدالة لا تتأمن سوى عن طريق الدولة”، كما سألت: “أي مسيحي في لبنان يملك العزة والكرامة والشهامة يقبل بان يكون السيد نصرالله او غيره مؤتمنا على حقوق المسيحيين؟”؛ فيما اقتراح باسيل جاء بعكس ما يسوق له المنافقون القوات، إذ ان فكرة باسيل جاءت لتسهيل تشكيل الحكومة بعدما تبين ان الوسيط الذي طلب منه السيد إجراء مسعى لتسريع تشكيل الحكومة وهو رئيس المجلس نيه بري، غير حيادي ومتحيز لرئيس الحكومة المكلف، وقد توجه باسيل الى السيد نصرالله بالقول: يا سيّد حسن أئتمنك على الحقوق و اعرف انّك لا تخذل الحق، انا جبران باسيل من دون تحميلك اي عبء، أقبل بما تقبل به انتَ لنفسك في موضوع الحكومة”.
وبناء على ما جاء على لسان القوات التي تدين نفسها بلسانه، نعرض لمفاصل تاريخية كان للقوات فيها جولات من الاستعانة بالعدو كما الصديق لقهر شريكها في الوطن، حتى وصل بها الامر الى الاستقواء على المسيحيين الذين أوصلهم حظهم السيئ، الى ان يلجأوا الى مناطق نفوذ من هجرهم في الاصل من الجبل والشحار وشرق صيدا وساحل جزين وبيروت والشمال وغيرها، فهل نسي اللبنانيون والمسيحيون كيف استعان سمير بجيش الاحتلال السوري في 13 تشرين 1990، للاطاحة بقائد الجيش ورئيس الحكومة آنذاك العماد ميشال عون، فغطى الطائف الذي ضرب موقع رئاسة الجمهورية؟ وهل نسي اللبنانيون كيف تعامل سمير مع السوري والسلطة العميلة في لبنان برئاسة الياس الهراوي ليحصل على نواب في المجلس ووزراء في الحكومات حتى العام 1994، قبل ان يذهب سمير بنفسه الى القرداحة في سوريا على رأس وفد قواتي ويعزي الرئيس السوري حافظ الاسد بموت نجله باسل الأسد؟، وهل نسي اللبنانيون كيف ضرب سمير قانون اللقاء الارثوذكسي مستندا الى رفض المسلمين لهذا القانون، ما اضاع فرصة جدية لاسترداد المسيحيين حقوقهم المسلوبة؟ وهل يتذكر كل اللبنانيين كيف استعان سمير بالاسرائيلي ليحظى بتغطيته للانقلاب على قائد القوات في العام 1985 الياس حبيقة الذي كان يحظى بدعم سوري بعد توقيعه الاتفاق الثلاثي؟ واليوم يستمد سمير قوته بدعم اميركي ليواجه التيار الوطني الحر ويعرقل مشروعه الاصلاحي كما توجهه السيادي في موضوع النفط والغاز والحدود والنازحين واللاجئين والتطبيع، وكل هذه المواضيع، وقع سمير على التنازل عنها سلفاً، في حال قدر له ان يوصل احدا من زمرته الى السلطة(لا سيمح الله) وها هو سمير يستعين بريالات المملكة ليبقى ضمن المعادلة السياسية في لبنان.
ونسأل نحن ايضا قوات سمير: “أي مسيحي وأي مواطن لبناني، يملك العزة والكرامة والشهامة، يقبل بان يكون الاسرائيلي وبعده السوري واليوم الاميركي والسعودي وغداً الله أعلم من سيكون السيد الخارجي لجعجع، مؤتمنا على حقوق المسيحيين وعلى كل اللبنانيين؟”.
*صحافي وباحث