أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


هل نسي حزب الله قول الامام علي: “المحايد خذل الحق ولم ينصر الباطل”؟

*نسيم منير بو سمرا

وقوف حز ب الل ه على الحياد في مسألة الاصطفافات الداخلية، وتفرجه على حليفه في الثنائي الشيعي، وهو يحمي منظومة الفساد التي يشكل هو جزءا اساسيا فيها، تحكمت برقاب اللبنانيين منذ التسعينيات وليومنا هذا، وبخاصة حمايته لسعد الحريري شريكه بالفساد، ما يؤدي الى إطالة بري للأزمة المستفحلة، عبر تمسكه برئيس حكومة فاشل جربه اللبنانيون مرات عدة، في وقت يسأل الحريري عن الازمة الراهنة بسبب استمراره بسياسات الحريرية السياسية المشؤومة نفسها التي اوصلتنا الى الانهيار، وبخاصة في ظل نخر الفساد لكل مفاصل الدولة وانهيار الوضع المالي والاقتصادي، من دون ان يحرك الحزب ساكناً لدعم الرئيس عون في معركته الشرسة ضد الفساد وبالاخص في مسألة التدقيق الجنائي الذي سيطال رؤوسا كبيرة فور انطلاقه؛

ققد بات معلوما ان الراعي الرسمي للحريرية السياسية وحاضنتها منذ نشأتها في بداية التسعينات، السعودية، غير موافقة على تشكيل الحريري الحكومة العتيدة، ما يعني ان كل من يستمر بدعم الحريري لتشكيل الحكومة، هو شريك في عرقلة التشكيل وبالتالي مسؤول عن إطالة امد الازمة، في وقت لم يعد اللبناني يحتمل مزيدا من إضاعة الوقت، أما اداء الحزب في هذا السياق، فبالتأكيد ليس عشوائيا ومن دون هدف، لأن المقاومة ليست قصيرة النظر وقيادتها باعتراف العدو قبل الصديق، رؤيوية ولا تخطو أي خطوة غير محسوبة، ويشير محللون الى ان موقف الحزب الداعم للحريري هدفه حشر السعودية في الزاوية لان لا بديل جاهز عندها حتى الان غير الحريري حتى لو كانت المملكة تبحث عمن يحل محله في الشارع السني، ولكن الحزب بمطلق الاحوال، اذا صحت هذه النظرية، يكون قد وضع صراعه بالمنطقة قبل مصلحة شعبه، وهذا ما لا نريد تصديقه، نظرا لحرصنا على المقاومة وثقتنا الكبيرة بوطنيتها.

في المحصلة، هكذا مسار يؤشر الى ان الحزب وضع مصلحة البيت الداخلي الشيعي فوق مصلحة اللبنانيين، وهذا ما يذكرني بالامام علي (عليه السلام) حين يقول: “المحايد خذل الحق ولم ينصر الباطل”.

*صحافي وباحث