أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ألكسندر نعمة لرؤساء الكنيسة في الشرق: ستجتمعون قريبًا تذكروا ما أوصاكم به “يسوع المسيح”.. هناك مسعى لأخذ ما عجزت عليه الدولة الإسلامية، لا تسمحوا للتاريخ ان يكتب خذلتم عن قصد ما قاله لكم ربنا يسوع “تعرفون الحق والحق يحرركم” 🙏


كلمات ليست كالكلمات.

وحده رئيس تكتل لبنان القوي قدّم تصور واضح متكامل بهدف الخروج من الازمة..


كتب ألكسندر نعمه – لقد كان متوقع ان يبادر رئيس الجمهورية ويُخاطب مجلس النواب عبر رئيسه بموضوع ملف تشكيل الحكومة. وبخاصةٍ أن كل المحاولات السابقة والتي أتت من عدة محاور محلية واقليمية لم تأت بثمار حول الحكومة المنتظرة. 

أن يبادر رئيس الجمهورية ويخاطب مجلس النواب مفنّدًا كل الوقائع والمحطات التي مرت بعد 7 أشهر على تكليف الحريري من دون نتائج ملموسة، يندرج من حيث الشكل، على نقل النقاش من الغرف المغلقة وتحليلات الصحافيين ووسائل الاعلام الى مجلس النواب السلطة التشريعية والمكان الصحيح لاي نقاش دستوري كياني ووجودي. اما من حيث المضمون، يكون أعاد الكرة الى ملعب الكتل الذين هم بدورهم من سمى الحريري، وهذا حق دستوري. وهنا استشهد بما قاله النائب باسيل في كلمته، السلطة التي تستطيع اسقاط الحكومة دستوريًا تملك الصلاحية على سحب التكليف من المكلف.

ولكن، ما كانت النتيجة؟

كلمات معظم التكتلات لم ترتق الى مستوى الازمة، لا بل أكثر من ذلك، كانوا كبلاطوس الذي غسل يديه من صلب المخلص، وحمّله مسؤولية أنّه ملك الملوك، لأنه وبكل بساطة لا يريد ان يفتح معركة مع كهنة ذمّين. هكذا فعلوا بالأمس التكتلات النيابية، غسلوا أيديهم من انهيار البلد اقتصاديًا وسياسيًا وماليًا، محملين المسؤولية لمن لا ذنب عليه سوى أنه يحاول أن يبني ما هدموه. دخلوا الى الجلسة وخرجوا منها فارغين، ونحن بدورنا أيقّنا أن لبنان لا يمكن ان ينهض مع هكذا نواب مفلسين، وغارقين بالوهم، والاستسلام، والتبعية.

وحده، النائب باسيل باسم تكتل لبنان القوي كما بكل مرة، يقدم تصور واضح متكامل وصادق، بهدف الخروج من الازمة، ويعيد التأكيد على الثوابت والقيم التي تميز مجتمعنا ويشدد على أن لبنان لا يمكن ان ينهض من دون تصور واضح، يحدد المعايير الثابتة لتشكيل الحكومة ويضع الأطر التنظيمية للخروج من الازمة.

وحده الرئيس المكلف، جاءت كلمته من خارج الأعراف والتقاليد، وهنا اسمحوا لي أن أكتب لكم شعوري بعد سماع كلمته، بكل صدق ومحبة.

بدايةً، عندما ظهر التنظيم الإسلامي في العراق وبدأ بقتل المسيحيين وتهجيرهم وأعلنها حرب عليهم، وبعدها دخل الى سوريا، وبدأت عملية التهجير المنظمة للمسيحيين من الشرق، وجميعنا شهدنا أفلام قطع الرؤوس والتنكيل والسبي، مقابل المئات من التصاريح والكلمات والمؤتمرات الصحفية، وبعدها المحاولات المتكررة للدخول الى لبنان من عدّة محاور والتصّدي الكبير الذي قامت به قبيلة من القبائل اللبنانية مقابل تصاريح لقبائل أخرى تقول إنهم حلفاء ولا داعي للهلع. وقتذاك، لم أشعر بالإحباط والانكسار كالذي شعرت به بعد انهاء الحريري كلمته.

من المؤكد ان الحريري نفسه لا يعرف ماذا قرأ، لأنه لو أدرك جيدًا المعاني الحقيقية للذي قرأها لما كان قالها تحت قبة البرلمان وعلى مسمع من نواب الامة ومباشرةً على الهواء امام الملايين من اللبنانيين المقيمين والمغتربين.

بالإضافة الى فائض الكذب وتغيير الوقائع، استعمل كلمات مهينة بحق الرئيس المسيحي الوحيد في جامعة الدول العربية، لم تستعمل في أحلك سنين الحرب اللبنانية وفي خضّم معركة الدولة الإسلامية بحق المسيحيين، فأهان بكلمته جميع المسيحيين في المشرق والخليج العربي. وهذا لا بدّ من وقفة تضامنية بالحدّ الأدنى للكنيسة بكل أطيافها، فلا يجوز أن يُهان رئيس الجمهورية بهذا الشكل وبهذه الطريقة ويمرّ كلامه مرور الكرام وكأن شيئًا لم يكن.

وهنا استشهد بما قاله يومًا فخامة الرئيس: “عار على العالم الحر أن يقوم جنرال بلباس مرقط ويقول لهؤلاء النواب وللعالم أن الوجود خارج إطار الحرية هو شكل من اشكال الموت بينما العالم يخاف من العسكريين.”

غدًا، أنتم رؤساء الكنيسة في الشرق، ستجتمعون في توقيت قريب ومكان بعيد، تذكروا ما أوصاكم به وائتمنكم عليه “يسوع المسيح” تعرفون الحق، تشهدون للحق والحق يحرركم.”

الموضوع اليوم، لم يعد حقوق وواجبات، هناك من يريد عن جهل او معرفة، أن يأخذ ما عجزت عليه الدولة الإسلامية، لا تسمحوا للتاريخ ان يكتب يومًا، خذلتم وتجاهلتم عن قصد ما قاله لكم يسوع،

” نعما أيها العبد الصالح الأمين! كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، أدخل الى فرح سيدك” (مت 23:25).

23 أيار 2021