- – “اللبنانية”جزء محوري في فلسفة باسيل المتكاملة***
جبران باسيل، ومن دون القاب، كاف لبث الرعب بنفوس الفاسدين في منظومة الفساد ورؤساء العصابات مثل مكتف وجورجيو وحاكم المصرف رياض سلامة وحتى البلطجي نبيه بري، فضلا عن تشكيل باسيل قلقآ دائما لأمراء الحرب وزعماء الطوائف، رؤساء الميليشيات السابقين، مثل سمير جعجع وسليمان فرنجية ووليد جنبلاط، اما سعد الحريري، فلا يشكل رقمآ في المعادلة، لنعطيه شرف الذكر.
غير ان اهمية باسيل بالاضافة الى كونه خريج مدرسة ميشال عون، وإلى جانب انه اكبر رئيس تكتل نيابي في لبنان ويترأس اكبر حزب مسيحي في المشرق، هو فكره المشرقي، ومحوره فلسطين، ومن هنا يستمد فكر باسيل قوته، ليشكل توجهه المشرقي بعدا مقاوما الى جانب بعده الوجودي للمسيحيين من جهة، والاقتصادي الذي يعطيه قوة الاستمرارية ويضع له قالبا قابل للتنفيذ، من جهة اخرى، في حين تعتبر “اللبنانية” Libanity جزء محوري في فلسفة باسيل المتكاملة.
فلا يختلف اثنان، خصما او عدوا او صديقا على رؤيوية جبران باسيل وديناميكيته في تطبيق افكاره، وبراغماتيته السياسية.
يستند فكر باسيل السياسي كمشروع لخلاص لبنان ولحماية المسيحيين فيه، على مشرقية لبنان وأهميّة دوره ووجوده في هذا المشرق، وكيف ان لبنان بتنوّعه واستقراره يمكن ان يشكل عاملا ايجابيا لإزدهار المنطقة، كما طرح باسيل حول وجوب انشاء السوق المشرقي الذي يضمّ لبنان وسوريا والعراق والاردن (وفلسطين طبعاً عند انشاء الدولة)، مشيرا الى ان هذا الإطار الاقتصادي سيسهم ايجاباً باستقرار المنطقة ويساعد بإعادة اعمار سوريا والعراق وبإنهاض لبنان من محنته الاقتصادية المالية؛ ويشدد على موضوع الغاز والنفط في البر والبحر، ربطاً بكل مصافي وانابيب النفط والغاز الآتية من الشرق باتجاه الغرب، وكيف من الممكن ان يكون منتدى غاز ونفط الشرق إطاراً جيداً لذلك.
أما دور روسيا فهو اساسي برعاية هذا الحضن المشرقي وحمايته ليلعب دوره الإقتصادي الفاعل، وبخاصة حماية التنوّع والأقليّات بعدم استفرادها وإشعارها انّها معدّة دائماً للترحال.
وبرأي باسيل ان لروسيا دور محوري في عودة النازحين السوريين الى بلدهم، حفاظاً على وحدة سوريا وعلى نسيجها الاجتماعي ونسيج الدول المحيطة فيها وعلى رأسها لبنان. ويعترف باسيل ايضا بدور سوريا المحوري، فيشدد على الانتخابات الرئاسية السورية وتثبيت الرئيس بشار الأسد ستكونان عوامل مسرّعة ومطمئنة ومشجّعة لهذه العودة.
وتلعب روسيا ايضا من وجهة نظر باسيل، دورا محفّزا لحل مشاكل الحدود والخطوط، وتحديداً التشجيع لإطلاق المفاوضات حول الحدود البحرية بين لبنان وسوريا.
بالاضافة الى ضرورة ان تقيم روسيا مشاريع تنمويّة واستثمارية ضخمة في المنطقة، ما يساعد لبنان، على قاعدة BOT، ومن ضمن المشروع الإصلاحي لإنهاض لبنان، وذلك ببناء مصافي النفط في جنوب وشمال لبنان، بالمشاركة بمشاريع إنتاج الغاز في البحر اللبناني (وهو حاصل جزئياً الآن)، وبإمكانية المساهمة بمشاريع الكهرباء والمرفأ وسكك الحديد، وخاصة تلك المرتبطة بسوريا والعراق والأردن مما يعزّز السوق المشرقي.
هذا باختصار فكر جبران باسيل ونظرته المستقبلية للبنان والمنطقة.