من المستحيل لإنسان أن يُحقق خيرًا من خلال وسائط شريرة
(1)
رُوي عن الأنبا أغاثون أن أناسًا أتوه بعد أن بلغهم ما كان عليه من القدرة الفائقة على التمييز. فأرادوا أن يمتحنوه ويروا إن كان يستسلم للغضب،
- فقالوا له: هل أنت أغاثون الذي يُقال عنه إنه زانٍ ومتكبّر؟
- أجاب: أجل، هذا عين الحق.
فأردفوا:
- هل أنت أغاثون الذي لا ينفكّ يتفوّه بالحماقات ويغتاب الآخرين؟
- أجاب: أنا هو.
فقالوا أيضًا:
- هل أنت أغاثون الهرطوقي؟
- أجابهم: لست بهرطوقي.
عنئذٍ سألوه: قل لنا لماذا قبلتَ كلّ ما أنهلنا به عليك ولكنك أبيت النعت الأخير؟
أجاب: الشكاوى الأولى أوجهها الى ذاتي، لأن في ذلك فائدة لنفسي. أمّا الهرطقة فهي الإنفصال عن الله، ولا أريد الإنفصال عن الله…
*♱*
(2)
سأل الأنبا بامبو الأنبا أنطونيوس قال: ماذا ينبغي أن أفعل؟ أجابه أب الرهبان ما أنطونيوس:
- “لا تتكّل على برّك،
- لا تحزن على ما مضى،
- با إجتهد في أن تُصبح سيّد لسانك وبطنك”.
قال القديس أنطونيوس: لم أعد أخاف الله بعد اليوم، بل إني أحبّه، فالحب يطرد الخوف خارجًا..
*♱*
(3)
كُن متنبهًا الى قلبك وراقب أعدائك، لأنهم دهاة في خبثهم. كن مقتنعًا بهذا في قلبك: أنه لمن المستحيل لإنسان أن يُحقق خيرًا من خلال وسائط شريرة. هذا الذي لأجله أخبرنا مخلصنا أن نكون ساهرين، قائلاً: “ما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤذي الى الحياة. وقليلون هم الذي يجيدونه”. (القديس أشعيا المتوحّد – في حراسة الفكر)