عَ مدار الساعة


البابا فرنسيس: لبنان الرسالة يتألم.. طلب الراعي أن أقوم بمحطة لبيروت خلال زيارتي للعراق لكن زيارة لبنان كمحطة أمر قليل أمام معاناته (Video)


وعدت الراعي بزيارة لبنان..


سُئل البابا فرنسيس في طريق عودته من العراق إلى روما، اليوم الاثنين 8 آذار، بعد زيارة كان قد بدأها يوم الجمعة، عمّا إذا كان سيزور لبنان قريبًا. وقد طرح عليه هذا السؤال عماد عبدالكريم أطرش من Sky News Arabia:

السؤال: “كان يقول القديس يوحنا بولس الثاني إنّ لبنان أكثر من بلد، إنه رسالة. واليوم، للأسف، أقول لقداستكم هذا وأنا لبنانيّ، أنّ هذه الرسالة سرعان ما تختفي. هل من المرتقب زيارة لبنان من قِبلكم؟

جواب البابا فرنسيس: “لبنان هو رسالة.. لبنان يتألّم.. لبنان يمثّل أكثر من توازن.. لبنان فيه بعض الضعف الناتج عن التنوّع، بعض هذا التنوّع الذي لم يتصالح، لكن لديه قوة الشعب المتصالِح، كقوة الأرز”.

“طلب منّي البطريرك الراعي في هذه الرحلة أن أتوقّف في بيروت.. الأمر بدا لي صغيراً، هذا قليل أمام ما يعانيه لبنان.. كتبت له رسالة ووعدتُ أن أزور لبنان. لبنان اليوم في أزمة، وهنا لا أقصد الإساءة، هي أزمة حياة. لبنان هو سخيّ جدًا في استقبال اللاجئين”.

في سياق حديثه عن اللقاء الذي جمعه في النجف إلى المرجع الشيعي آية الله السيستاني لفت البابا إلى أن الأخوة الإنسانية تتطلب منا أن نسير برفقة أتباع باقي الديانات، مذكرا بأن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني خطى خطوات كبيرة في هذا المجال، ومن بينها إنشاء المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين والمجلس البابوي للحوار بين الأديان. وأضاف أن كل إنسان هو ابن الله وهو بالتالي أخ لنا. وعن زيارته لمدينة النجف ولقائه مع السيستاني قال البابا إنه شعر بالحاجة لأن يقوم بزيارة حج وتوبة، وبلقاء رجل حكيم، رجل الله. ولفت إلى أن هذا الأخير تصرف باحترام كبير. وشدد البابا بعدها على أهمية أن يعيش الناس حياتهم ويمارسوا الأخوة بشكل ينسجم مع إيمانهم.

وبعد أن قال البابا إنه قد يزور الأرجنتين والأوروغواي والبرازيل عندما ستتاح الفرصة أوضح أنه قبل أن يقرر القيام بزيارة رسولية يفضل الاستماع إلى المستشارين، وهذه النصائح تساعده على اتخاذ القرارات. وأحيانا يفكر ملياً قبل أن يقرر زيارة بلد ما. وأضاف أنه قبل أن يقرر زيارة العراق قرأ كتاباً لناديا مراد، الكاتبة الأيزيدية تناولت فيه قصة الأيزيديين. وكان هذا الكتاب من الدوافع وراء قراره بزيارة العراق. وأشار إلى أنه شعر بالتعب خلال هذه الزيارة أكثر من سابقاتها، مضيفا أنه سيزور المجر للمشاركة في القداس الختامي للمؤتمر القرباني الدولي.

في سياق إجابته على سؤال بشأن إمكانية عقد سينودس خاص بالشرق الأوسط قال البابا إنه لم يفكر بهذا الأمر، وأضاف أن الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط تعاني، وهذا ينطبق أيضا على الأيزيديين. وهناك أيضا مشكلة الهجرات. ولفت إلى أنه شاهد الأعداد الكبيرة من الشبان والشابات اليافعين في العراق الذين ينظرون بأعين الأمل إلى المستقبل، ومعظمهم قد يفكرون بالهجرة. وأشار البابا إلى الحق في الهجرة وعدم الهجرة موضحا أن هؤلاء الأشخاص لا يتمتعون بأي من هذين الحقين.

في رد على سؤال أحد الصحفيين بشأن إمكانية القيام بزيارة رسولية إلى سورية قال البابا إنه في الوقت الراهن يفكر بزيارة لبنان، ولم يفكر بزيارة سورية. لكنه عبر عن قربه من سورية الحبيبة والجريحة التي يحملها في قلبه. بعدها تحدث البابا عن تأثره لدى زيارته الموصل وقره قوش. وقال إنه لم يتوقع رؤية هذا الدمار في الموصل وأضاف أنه شاهد كنائس مدمرة ومسجدا مدمرا، مشيرا إلى أن وحشية الإنسان لا تُصدق. ولفت البابا أيضا إلى تأثره أمام الشهادة التي سمعها من امرأة في قره قوش فقدت ابنها خلال القصف، لكنها قالت كلمة “مغفرة”، مشيرا إلى أن المغفرة للأعداء هي عيش الإنجيل الأصيل.