📖 طوبى لأنقياءِ القلب.. قصّة حقيقية! 📖
عاشتْ امرأةٌ عجوز ٌ، مؤمنةٌ ، في بيرايوس وحدها.
بعد أنْ تركَها ابنُها الوحيد وسلكَ في طريقِ الرَّهبنة ؛ كانتْ حياتُه مكرَّسةً لله!
قبلتِ الامُّ ومدحتْ ابنَها على هذا الشَّرفِ، رغمَ أنّها تُرِكتْ وحيدة. بالإضافة إلى أنّها لم تكنْ بصحّةٍ جيّدة؛ كانتْ مُصابة بالرّبو الّذي عذَّبها كثيراً وغالباً ما كانت تقتربُ منَ الموت.
مرَّتْ عدَّةُ سنواتٍ على هذه المعركة. فكافأها اللهُ على إيمانِها وتَفانيها له، فأعطى أنْ تُفْتَحَ عَيْنَيْ روحِها لترى الملاكَ الحارِس حياتِها!
بعد ذلك، رأتْ بأمِّ عينَيْها أنّها لم تكنْ وحيدةً حقاً. امتلأتْ حياتُها بفرحٍ خارقٍ للطّبيعة، فصلَّتْ بإيمانٍ وحَماسٍ أكبر.
ولكن مع مرورِ الوقت، بدأ المرضُ يُلاشي قوَّتها.
وذات مرّة، كامرأةٍ ضعيفةٍ، إنحنتْ، وذرفتْ الكثيرَ من الدّموعِ في ألمها! ثمَّ، في هذه الّلحظةِ الصّعبةِ، ظهرَ ملاكُها الحارسِ مبتسِماً مرَّةً أخرى، مستعدّاً لتقويَتِها.
لكنَّ المرأةَ العجور قالتْ له بألم:
- يا ملاكي العزيز ، أطلبْ منَ الرّبِّ أنْ يأخذَني! لا استطيعُ أنْ اتحمّلَ أكثر!
فأجابَها بمودَّةٍ ولكنْ بحزم:
- يجبُ أنْ تتحَلَّيْ بالصَّبر أيّتها العجوز.
ولأنّها وجدتْ صعوبةً في قبولِها لكلامِ الملاكِ الحارس، أضافَ الملاك:
- وأنا صبرتُ لسنواتٍ عديدة وأنا بجانبكِ أحرسُكِ، وأنا مَحرومٌ من فرحةِ السّماء! ا!
لما سمعتْ هذا الكلامَ صُدِمَتْ وقالت:
- لتكنْ إرادةٌ الرّبّ!
ثمَّ توقَّفَ الملاكُ القدّيس عن الظُّهور، لكنَّ ظهورَه وكلماتهِ تركَ للمرأةِ العجوزِ سلاماً لا نهايةَ له وعزاءاً إلهياً.
“روتْ العجوزُ هذه القصّةَ الحقيقيّةَ لإبنها الرّاهب، عندما نزلَ ذاتَ مرَّةٍ من جبلِ آثوس لزيارتِها.”
☦️☦️☦️