عَ مدار الساعة


💭 دعونا إذاً لا نحتقر تواضعه 💭 كيف يُصبح الإنسان “حسنًا”..


أنت أيها المتفائل أسند المتشائم وأنت أيها الناجح شجع الفاشل.. وإذا لم يكن لديك ما تعطي، فأعطِ من نشاطك، اعطِ وقتك..


💭 كيف يُصبح الإنسان “حسنًا”💭

لا يمكن للإنسان أن يُصبح حسنًا إلّا بتحويل حبّه للأرضيات إلى حبّه للإلهيّات، حبّه للأشياء الفانية إلى حبّه للأشياء الأبديّة، حبّه للإنغلاق على ذاته إلى حبّه للإنفتاح على الأخرين، حبّه للأنانيّة إلى حبّه للعطاء، حبّه للتملّك إلى حبّه للملكوت، حبّه للكبرياء إلى حبّه للإتّضاع، حبّه للترف إلى حبّه للصلاة، حبّه للخطيئة إلى حبّه للفضيلة.

هذا كلّه يتطلّب استبدال عشق بعشق آخر. حب بحب.

التخلّي عن العشق الفاسد والدخول في عشق الله، جمال الله اللامحدود، عندها تحديدًا نلمس وندرك أن لا جمال ولا محبّة إلا النازلة من فوق، وما نراه هنا ما هو إلا إنعكاس بسيط لما هو فوق.

السعي الدائم والدؤوب إلى الاتّحاد بالله هو التفسير الحقيقي لكلمة نسك άσκηση أي المواظبة. وهذا ليس محصورًا بتاتًا بالرهبان والراهبات بل هي دعوة مفتوحة للجميع.

فنقرأ مثلًا ”وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات“ (أعمال ٤٢:٢).

☦️ عشق الله لا ينتهي ☦️

☦ أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس اللاهوتي (+ 329/390م) – ٢٥ كانون الثاني

“تنازل ليرفعنا… افتقر ليغنينا… مات ليخلصنا… تشبّه بنا لنتشبّه به… صار إنساناً لنصير آلهة … اتضع لأجلنا… دعونا إذاً لا نحتقر تواضعه”..

من أقوال القديس غريغوريوس اللاهوتي الذي يعيّد له في 25 كانون الثاني وهو أحد الأقمار الثلاثة مع القديسين يوحنا الذهبي الفم وباسيليوس الكبير الذين نعيّد لهم في الثلاثين من هذا شهر كانون الثاني… شفاعاتهم معنا جميعاً.

من أقواله:
المؤمن المُحِب للقديس غريغوريوس النيزينزي اللاهوتي

  • مغبوطٌ هو الإنسان الذي يحوي في ذاته المحبة لأنه يحوي الله في ذاته، فإن الله محبة.
  • من يثبت في المحبة يثبت في الله.
  • من حوى المحبة لا يرفض أحداً البتة لا صغيراً ولا كبيراً، لا شريفاً ولا وضيعاً، ولا يتشامخ، ولا يعاتب أحداً.
  • من له المحبة لا يسلك بغش، ولا يعرقل أخاه. لا يغار، ولا يحسد، لا ينافس، ولا يفرح بسقوط الآخرين.
  • من له المحبة لا يحسب أحداً غريباً، بل يعتبر الجميع أهله وأقاربه.
  • لذلك أيها القوي والغني ساعدا المريض والفقير، وأنت أيها الواقف أسعف الواقع والمكسور، وأنت أيها المتفائل أسند المتشائم، وأنت أيها الناجح شجع الفاشل. أظهر لله شكرك على أنك بين القادرين على صنع الخير.
  • كن أخاً للفقير في تشبّهك برحمة الله، فما من شيء يقتبسه الإنسان من الله مثل الرحمة.
  • كل إنسان ذي جسد هو عرضة للأمراض الطبيعية، وخصوصاً إذا سار متطاولاً، لا ينظر إلى المطروحين أمامه على الأرض.
  • فمد يدك إلى من يغرق، مادامت الريح مؤاتية لك، وأحسن إلى البائس ما دمت ميسوراً ناجحاً.
  • تعلّم من شقاء غيرك، تعلم أن تعطي المحتاج قليلاً. فلا قليل عند من لا يملك شيئاً، ولا عند الله، إذا كان العطاء على قدر المستطاع.
  • وإن لم يكن لديك ما تعطي، فأعطِ من نشاطك، اعطِ وقتك، أعطِ وقتك، فذلك أعظم تفريج لغمّ المعذب أن يجد قلباً يعطف عليه، ويخفف شيئاً من شقائه.