اتخذت العبودية عبر التاريخ اشكالا متعددة ..
العبودية او الرق مصطلح يشير الى امتلاك شخص لآخر ، فيُطلق على المالك اسم السيد وعلى المملوك اسم العبد…
يعود تاريخ الاسترقاء في بلاد ما بين النهرين الى عشرة الاف سنة ، حيث كان سعر العبد بستان نخيل …. ويعتبر العبيد احدى نتائج الحروب عندما تسقط بلدة ما بيد جيش معادي، وكان الفقر ايضا والعوز يدفعان بالناس للتخلي عن افراد من اسرهم فيصبحون عبيداً…
نعيش اليوم شكلا آخر من اشكال العبودية ونعيشها بالجملة ، ففكرة ان آلاف البشر يموتون يوميا من الجوع في مناطق غنية بالموارد الطبيعية ، وواقع ان ثروات العالم مكدّسة عند ما يقل عن ١% من عدد البشر ، هذا يعني اننا نعيش عبودية مقنّعة وان غالبية البشر تكدّ وتعمل لحساب قلة قليلة ….
نشهد في عصرنا شعوبا ممنوعة عنها الحرية واخرى ممنوعة من حكم ذاتها ودول يُحذف حقها في الوجود ، دول ممنوع عنها استخراج نفطها ، واستخدام ثرواتها ، كفنزويلا مثلا المنهارة اقتصاديا ، هي تستورد النفط بينما تمتلك ثاني اكبر مخزون نفطي في العالم ، اما لبنان الذي يعوم على مخزون من النفط والغاز ،طردت منه الشركات المنقِّبة وهو اليوم يرزح تحت خط الفقر ، وامثلة كثيرة لا تُعد ولا تُحصى…
الدول التي تخضع انظمتها لصنّاع القرار تُصنف ديمقراطية والتي لا تخضع تُصنف شمولية وارهابية بعد ان كانت تُصنف شيوعية قبل سقوط الشيوعية….
اليست هذه اشكال العبودية الحديثة ….
صحيح ان الزمان تغير والحياة تطورت والعلوم تقدمت لكن العبودية زادت ، واصبحت جماعية… فتطوُّر السلاح يُستخدم لنهب الثروات بدل ان يُستعمل من اجل فرض السلام وحكام العالم لا يسعون للعدالة الاجتماعية وحرية الشعوب والافراد ليست مصانة…..
باختصار وعلى مر العصور عندما يفقد الانسان كرامته او حريته او وطنه وعندما يتخلى عن مبادئه ويصبح في خدمة اسياده الخارجيين يصبح عبدا ….
بعض حكام بلادي ارتضوا العبودية وحاربوا من اجلها وبعضهم يقف في وجه العالم من اجل كرامة شعبه.
ان تكون حرا هو اصعب ما يكون فالحرية لا تعطى على مراحل ولا يمكن تجزئتها فاما ان تكون حرا او لا تكون ….