بات من الشبه المؤكد أن لا حكومة قبل نهاية عام ٢٠٢٠، الرّجل المكلّف “المتمسكن” يحاول إعادة ما خسره من سنة حتّى اليوم، يفرض شروطًا تعجيزيّة، ممّا يساهم في تضليل الرّأي العام وإزالة أصابع الإتهام عن الطرف المعرقل الحقيقي…
بدأ الأمر عند تقديم الحريري مسودة “ولّادية” لرئيس الجمهورية إذا صحّ التعبير!
تابع الحريري مراهقاته برفضه تسمية رئيس الجمهورية الوزراء المسيحيين، وتمسّك بتسمية الوزراء المسلمين…
ويبقى السّؤال، ما مصلحة الحريري بالعرقلة؟
اعتاد الحريري على شراء كلّ شيء، فهو ذاك الشخص المدلل، إبن رئيس حكومة سابق، رئيس الحكومة الذي اهتم بالحجر قبل البشر لأنّ السرقة على صعيد البشر كانت معدومة، ممّا أجبره على الإهتمام بإعمار بيروت، إختار الحجر لا محبّة به، بل محبّة لجيبه…
ومع قدوم النهج الإصلاحي، وسيطرة الفكر التغييري على معظم اللبنانيين، خسر الحريري الكثير، لم يعد قادرًا على شراء القضاة، خسر مناصريه المفكرين، خسر موقعه بالنسبة للمواطنين، والخارج، كما وأنه خسر فرصة سرقة الخزينة مرّة أخرى.
الحريري اليوم بين نارين؛
نار شارعه وطائفته، وأرضيته
ونار نفسه، وتخليصها من العقاب…
إختار العودة إلى رئاسة الحكومة بعد ترشُّحٍ أقلّ ما يقال عنه “مسخرة” وذلك للشّحن الطائفي والحزبي، وتذكير العالم بآل الحريري بعد ملامستها الزوال.
ولكنه لم يعلم أنه في إختياره هذا سوف يقضي على مستقبله السياسي بنفسه، رئيس الجمهوريه لن يقبل إلّا بالإصلاح، وكذلك المجالس والشعب، ممّا يصعّب أكثر فأكثر موقف الحريري!