أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


بين رجل الدولة ورجل الأعمال (بقلم سامر موسي)


الفرق كل الفرق ما بينهما ومن الصعب ان تجتمع تلك الصفتان برجل واحد… ومن الصعب حتى على هذين الرجلين ان يجتمعا ، فالمبادئ والقيم تختلف وكذلك الاهداف….

رجل الدولة مقاوم ومحارب لا يترك حقا ولا يفرط بسيادة ، لا يتعامل مع محتل ولا يتآمر على وطنه ولا يقدم مصلحة الخارج على مصلحة الداخل ، رجل الدولة يعرف معنى النضال والشهادة ، هو ابن الارض ، لا يفرط بشبر منها، يقف بوجه المحتل ولا يخضع للضغوطات ، عندما تحدق الاخطار يقف في الخطوط الامامية للدفاع عن الارض والعرض بعيدا عن حسابات الربح والخسارة ، يسعى دائما للنصر وربّما مصيره الشهادة …

رجل الدولة يحارب لبناء المؤسسات ولاقامة المشاريع العامة مقدما ايّاها على الخدمات الخاصة ، يرفض الفساد بكافة انواعه، يحترم الدستور ويقدس القوانين .

نضال رجل الدولة لا ينتهي فمعركة نضاله ترافقه حتى الموت…

اما رجل الاعمال ، فمصالحه فوق كل اعتبار ، يتعامل مع المحتل وينصاع لاوامره ، يخضع للضغوطات ، يهتم بالخدمات الخاصة ، ويبدّي مصالحه ومصالح عائلته ومحيطه ، رجل الاعمال ينظر للبلد كساحة لاعماله وينظر للناس على انهم سكان وزبائن وادوات ، يتجاهل مؤسسات الدولة وينشئ المؤسسات الرديفة ، لا يعرف للسيادة معنى ولا يعير الاستقلال اهمية ، يتجاهل القانون ويتخطى الاعراف يشتري الذمم ويشوه الحقائق..

اما في حال الخطر فيحزم امتعته ويرحل ، وبعد هدوء العاصفة يعود ليقطف ثمار من جاهد وقاتل وضحّى…

يتناغم رجل الاعمال مع الساسة الفاسدين مع رجال المافيا مع العملاء مع الاقطاعيين ، فكل هؤلاء يجمعهم الجشع ويمكن التفاهم معهم من خلال صفقات ومكاسب وحصّص ….

لا يمكن لرجل الاعمال ان يجتمع ورجل الدولة فبينهما فارق كبير اخلاقي وإيماني ووطني …
لا يمكن لرجل الاعمال ان يصبح رجل دولة او ان يفكر كرجل دولة….

ويبقى الفارق الاهم ان رجل الاعمال يولد ويعيش ويموت اما رجل الدولة فيولد ويعيش لكنه لا يموت فهناك من يكمل طريقه من بعده….