عَ مدار الساعة


عَجَبٌ هيَ أمُّكَ. دَخَلها سيدّاً فصارَ عبداً. دخَلَ ناطقاً فَصَمتَ بِداخلها. دَخلَها رعداً فسكنَ صوتُهُ..

– أناشيد الميلاد: قراءة من مار افرام السرياني (+ 373)

***

* أمُّكَ ربّنا لا يعرِف أحـــدٌ كيف يدعوهــــا.
أيدعُوها بَتولاً؟ ها ابنها حاضِر.
أيدعوها متزوِّجة؟ لم يعرِفْها رجُل.
وإذا كانتْ أمُّك لا تُدرَك، فأنتَ من يُدرِكُك؟

* لك التسبيحُ يا مَن يَسهُلُ لديهِ الكُلّْ، كَرَبِّ الكُلّ.

* إنّها أُمُّكَ هِيَ وَحْدها. وإنَّها أُختُكَ مع الجميع.
صارتْ لكَ أمّاً، صارتْ لكّ أُختاً،
وإنّها خِطِّيبَتُكَ مع العفيفات.
بِكلِّ شيءٍ زيَّنتهــا، يا جمالَ أمِّـــهِ.

* كانتْ مخطوبةً حَسَبَ الطبيعةِ قبلَ مجيئِكَ.
وصارتْ حاملاً بخلافِ الطبيعة،
بعد مَجيئِكَ، أيُّها القُدُّوس.
ومكثَتتْ بَتولاً، إذ ولَدتْكَ بالقداسة.

* عَجَبٌ هيَ أمُّكَ. دَخَلها سيدّاً فصارَ عبداً
دخَلَ ناطقاً فَصَمتَ بِداخلها.
دَخلَها رعداً فسكنَ صوتُهُ.
دخلَ راعي الُكلِّ فَصارَ فيها حَملاً. خرجَ وهًوَ يَثغُو.

* قَلَبَ الأنظمةَ حَشا أُمِّكَ، يا مُنظِّمَ الكُلّ.
دَخلَ غنيّاً، فخرجَ فقيراً.
دَخلَها سامياً، فخرجَ مُتواضِعاً.
دَخَلهَا بَهاءً، فخَرَجَ لابِساً لوناً حَقيراً.

(الشحيمة – زمن الميلاد المجيد – صفحة 570 و 571 – الأم البتول والإبن العجيب، 1-7)