جورج توما –
إحدى الحكم الرومانية تقول: “لا تستطيع الأمم او الشعوب المُستغلّة الانتقام بعامة، إلاّ من قبور الطغاة”. أي أنهم يعيشون طولاً وعرضاً وينفثون سمومهم وظُلمهم على الأبرياء وبعدها يرحلون.
لكن حكمة أخرى تقول: “البعض يجلس باستخفاف بإنتظار الفجر بينما نستطيع تحريك الارض باتجاهه” وسوف نحرّك الأرض بإتجاه هذا الفجر وما هو ببعيد.
كلمات التعزية لا تنفع، مع اهميتها، الصلوات لا تكفي، مع الحاجة اليها، فالبعض جاء عصرنا وكهفه معه، البعض يحارب الارهاب والبعض الآخر يتفرج، البعض يدّعي محاربة الارهاب والبعض الآخر يدّعي محاربة الارهاب لكنه يسانده خفية.
لم يعد مقبولاً الاّ ان تكون محارباً للارهاب حقيقة وإلاّ فأنت معه، لم يعد مقبولاً عدم قبول الآخر او معتقد الآخر او التدخل بشؤون الآخر وطريقة عيشه تحت أي مسمى او عنوان او معتقد.
من نصّبكم مدافعين عن الله؟ وأي إله هذا الذي يطلب منكم القتل أو الذبح بإسمه؟ وهل هو بحاجة الى من يدافع عنه؟ عودوا الى بدائيتكم وجهلكم وجحيمكم الذي اتيتم منه.
نحن – مسيحيون ومسلمون – ابناء النور وأنتم ابناء الظلمة، فأية شركة للنور مع الظلمة؟ حربنا معكم الى ان تستنيروا، وحربنا ايضاً مع اشباه المثقفين أو دعاة الثقافة والمتشدقين بالعلم والفهم وهم ضمنياً يوافقون على أن الضحايا الأبرياء مصيرهم النار لأنهم يشربون او يرقصون.
أعلنوا رفضكم لهمجية أدعياء الدين أو إخرسوا ولا تبررّوا جرائم برابرة التاريخ وجزّاريه.
يحكى ان الرسول العربي عندما مرّت بقربه جنازة يهودي، أجهش بالبكاء ولما سُئل عن السبب قال: “أبكي لأن نفساً افلتت مني الى النار”… إذا كنا في فناء الدواجن لا نستطيع أن نعلم فرخ النسر كيف يطير، فهل نستطيع تلقين الحرية لمن يقبع تحت عباءة جاهل او قاصر فكرياً؟
آن الاوان لمجتمعنا أن يصحو، فبعض الشعوب تشكو الارق بينما تنام شعوب أخرى منذ قرون… إستفيقوا من ظلمكم وجهلكم علّكم تفقهون.
ليس من حقنا إدانة الناس على معتقداتها او فكرها او طريقة عيشها، فالسيد المسيح قد قال: “لا تدينوا لئلا تدانوا” لا بل قال: “احبوا اعداءكم، باركوا لاعنيكم، احسنوا الى الذين يسيئون اليكم” هل يستأهل القتل من يفكر هكذا؟ الى من اساء الذي يسهر او يشرب او يرقص؟ ان كان مسيحياً او مسلماً او يهودياً او بوذياً او علمانياً او ملحداً؟ دعوا الناس لخالقها هو من يحاسبها.
اهتموا بشؤونكم وكيف تتقدمون وتتحضرون وتكونون مفيدين لبيئتكم ومجتمعكم.
آن الاوان لهذا الشرق ان يرتاح ولكن تبعاً للآية الكريمة: “لا يغيّر الله ما في قومٍ حتى يغيّروا ما في انفسهم”. نحن بانتظار هذا التغيير لما فيه خير المؤمنين وغير المؤمنين، بل خير الناس اجمعين.