الكنيسة والمسجد مدعوان للوقوف بوجه التزوير والتخويف ✋
ليفهم المسؤولون: الحجر في البيوت موت.. العلماء أجمعوا بأنّ الطيبعة تمنح المناعة.. قوّة الإنسان تنبع من محبته للحياة فيما الخوف يقتلها ✋
الكمامات بحسب الأطباء تمنع الدماغ من تلقّي الأوكسيجن فيمتصّ فقط ما يسمى بالCO2 🥴
جورج عبيد: من قال لوزيري الصحة والداخلية بأنّ منظمة الصحّة العالميّة مرجع صحيّ نزيه❓
إرفعوا الحجر عن اللبنانيين فقد أتى زمن الميلاد زمن الفرح
المستشفيات ضخّمت أعداد الإصابات بالكورونا، لكون منظمة الصحة العالميّة والبنك الدوليّ كلّما ازدادت أعداد الإصابات كلما تضاعف الكرم منهما.. 😏
آن الوقت ليفهم المسؤولون في لبنان، بأنّ الحجر في البيوت اختناق وموت. قوّة الإنسان تنبع من محبته للحياة واقتباله لكلّ شيء فيها، فيما الخوف يضعفها بل يقتلها.
الإشارة إلى الواقع اللبنانيّ عميمة، فهي تستطيع بدورها أن تضيء على الواقع الكونيّ، وقد بدأ الناس يتحسّسون بالخلل النفسيّ نتيجة التباعد الاجتماعيّ الذي فرضته بالدرجة الأولى منظمة الصحّة العالميّة والتزمته بعض الدول، وهو ساحق لإنسانية الإنسان من ناحية، ومن ناحية إضعاف للمتانة النفسيّة ومناعتها عند الإنسان. ذلك أن عددًا من العلماء أجمعوا بأنّ الطيبعة تمنح المناعة للإنسان مثلما العاطفة توطّدها وتقوّيها.
عدد غير قليل من الأطبّاء اعتبروا بأنّ طبيعة الفيروس وإن بدت سريعة الانتشار ومباغتة أحيانًا، غير أنها لا تستدعي إغلاق البلد بهذه الطريقة أو إغلاق العالم. والمصيبة هنا، أن من أوصى بالاتجاه نحو الإغلاق Lock down أدخل الإنسانية في معطوبيّة خطيرة في بعدها النفسيّ والاجتماعيّ، بمعنى أن تلك التوصية الناجزة، ولو فرضنا أنها قد تقلّل من الإصابات بالكوفيد-19، أو قد تنقذ الإنسان والإنسانيّة منه، إلاّ أنها جعلت البشريّة مشوّهة نفسيًّا ومصابة بمرض الخوف، الخوف من الآخر.
لم يدرك الأطباء والمعالجون المصرّون على الإغلاق بأنّ مرض الخوف Fear disease يتحوّل فيما بعد، وبسبب من تراكمه إلى مجموعة عقد تنسكب وتستقرّ في لاوعي الإنسان، والتعبير لسيغموند فرويد، لتنفجر تباعًا في الإنسان الآخر. لقد أكّد علماء النفس القدماء والحديثون منه، أنّ الحروب بين الدول والشعوب، والقتل الممارَس بين البشر نما فعليًّا من عاملين حبّ السيطرة والخوف. وتظهر الدراسات بأنّ الخوف يبيح السيطرة كما يبيح القتل الذي يعني إلغاء الآخر ودفنه تحت التراب إلى الأبد.
قرار الحجر أدخل الإنسانيّة في متاهات سياسيّة وفكريّة وروحيّة واقتصادية خطيرة للغاية. ليس سهلاً على الإنسان التخلّي عن عاداته واستبدالها بمجهول أو غامض، وكما قال الأخوان عاصي ومنصور رحباني، “فجأة السعادة وقعت بالبير فرقنا الغامض متل العصافير، وأنا كنت مفكّر بعد بكّير تاري للي بيصير عغفلة بيصير”. حميعنا وبسبب وظيفة الكورونا المرسومة والمعلنة، غدونا وبدونا أسرى التمزّق العظيم، التمزّق البنيويّ من جهة، والأسريّ من جهة أخرى والإنسانيّ من جهة ثالثة.
لقد تحوّل شعار “خلّيك بالبيت” إلى كابوس مخيف ومرعب. ليس صحيحًا على الإطلاق بأنّ الحجر في البيت أدّى إلى ترسيخ الروح العائليّة وزاد من وحدتها إلاّ عند قلّة قليلة وعزيزة. معظم الدراسات في لبنان أكّدت بأنّ البقاء في المنزل رفع نسبة الطلاق بين الرجل والمرأة، وبخاصّة، في ظروف اقتصادية صعبة للغاية. تداعيات كورونا في الواقع قد غدت أخطر من كورونا نفسها على الإنسان والأسرة.
أمام هذا المشهد، يسوغ لنا كمتابعين طرح الأسئلة التالية على الحكومة اللبنانيّة، وعلى وزيريّ الصحة والداخلية حمد حسن ومحمد فهمي، من قال لكما بأنّ منظمة الصحّة العالميّة مرجع علميّ وصحيّ نزيه؟ ألم تسألا عن المهيمنين في القرار عليها وهوياتهم السياسيّة وعن جودة رؤاهم؟ ألم يصدمكما نفور رئيس أميركا دونالد ترامب، وإن ظهر إلى حين انطباعيًّا، عليها، فتجريا تقييمًا شاملاً، بحيث تريان الكوب وتفصحان عن محتواه وما إذا كان كلام ترامب ينطبق على النصف المليء أو الفارغ؟ وقد تبيّن في الحقيقة وكما أبدى بعض الخبراء بأنّ منظمة الصحة العالميّة سياسيّة واقتصادية بامتياز ووعاء لفساد الفاسدين والمارقين.
لنتجاوز قليلاً تلك الأسئلة، لنسأل أيضًا الوزيرين المحترمين، ألم تريا أنّ كل يوم إغلاق يكلّفنا بحدود العشرين مليون دولار أميركيّ، ونحن بحاجة لدولار من الغيم. ألم تدركا بأنّ التعبئة العامّة التي تشددتم فيها خلال الأعياد أفقدت الناس إمكانية الفرح، وإن اغتسل بدموعنا على شهداء مرفأ بيروت الئين لا يمكن نسيانهم، وأبصارنا في الوقت عينه مشدودة إلى المنكوبين العائشين في الخيم، قد كانوا كرامًا وملوكًا في منازلهم. هل رأيتم بأنّ التعبئة العامّة خربت بيوت الناس، ولم تطح بالفيروس.
أحد أصدقائي قال لي، ألم تر بأنه قضى على الناس وقتلهم. كان جوابي له ما قاله الشاعر العراقيّ إبن نباتة السعدي (327ه/941م-405ه/1014م):
“من لم يمت بالسيف مات بغيره تعدّدت الأسباب والموت واحد”.
ثمّ أكملت جوابي قائلاً، ثمّة إحصاءات في لبنان كشفت بأن الوفيات الناتجة عن الكورونا دون سواها أقلّ بكثير من الوفيات الناتجة عن سائر الأمراض المعدية والتي بحال ترسّبت وسقطت على القلب أو الكلى تسبّبت بالوفاة، وأردفت سائلاً: لماذا وزارة الصحة لا تكشف للناس الإحصاءات الحقيقية عن الوفيات الناتجة من أمراض معدية منذ سنة 2015 لا سيّما منذ شباط حتى الآن؟ أليس لأننا سنرى بأنّها ضمن السنة الواحدة أكثر بكثير من وفيات الكورونا خلال هذه السنة، لمَ لا تكشف؟
لا بدّ وفي هذا المجال من التكرار بأنّ المستشفيات ضخّمت أعداد الإصابات بالكورونا، لكون منظمة الصحة العالميّة والبنك الدوليّ كلّما ازدادت أعداد الإصابات كلما تضاعف الكرم منهما، وهذا التضخيم بمعظمه كان غشًّا وتزويرًا، لدرجة أن سيدة توفيت في مستشفى عريق ومعروف نتيجة التهابات سجلت وفاتها في خانة الكورونا لينتفض صهرها الاختصاصي في طبّ إدارة الكوارث بوجه هذا المستشفى حتى تغيّر الوضع. هناك مستشفيات تتعمّد التضخيم في الإصابات بالكورونا والوفيات الناتجة عنها، وواحدة منها سجّلت إصابة كورونا لشخص لم يجر الفحص، وحين اتصل المختبر به وأعلمه بالنتيجة المزوّرة حتى انتفض وقال أنا لم أجر الفحص وأي استغلال لاسمي سيكون موضع مساءلة قانونيّة وأقفل الخطّ.
بات لزامًا على اللبنانيين معرفة هذا الأمر وعدم اللجوء للخوف بل الانتفاضة على الخوف. بات لزامًا على وزارة الصحة عدم الانزلاق في هذه اللعبة التي رسمتها لنا منظمة الصحة العالميّة بحجة التمويل. ليس طبيعيًّا إغلاق العالم ولا لبنان بسبب منه، أنتم تنتجون عالمًا خائفًا مرعوبًا.
لقد بتنا على مقربة من ولادة المسيح المخلّص. لقد حرمنا في نيسان الماضي من الاحتفال بآلامه وموته وقيامته، أوقفوا الحجر كما أوقفته سوريا. اتركونا نعيش ونستمد قوتنا من الحياة، أتركوا أولادنا يعودون تدريجيًّا إلى مدارسهم ورياضاتهم وألعابهم، أتركوهم يعيشون فرح الحياة ويتنعّمون بها. أتركوا شبابنا يعودون إلى الجامعة ليتخصّصوا ويجدوا عملاً للابداع والارتزاق. لو كنتم تخشون على اللبنانيين وتحبونهم لما كنتم أوصلتموهم إلى هذا الدرك، وقبلتم بسلب أموالهم وإفقارهم وقتل حقوقهم، لكنتم عمدتم على إقرار ضمان الشيخوخة (هل تسمعني د.عاصم عراجي… أين هو ضمان الشيخوخة؟ لقد هلكتنا بشؤمك حول كورونا… إذهب نحو ضمان الشيخوخة وأقنع كتلتك به فيكون لك أجر عظيم عندنا، وأوقف تجاوزات نقيب الصيادلة ونقيب جمّع موزّعي الأدوية، المستهلكين لعنصر الدواء بتسييس مقيت بوجه العهد وبمساعدة حاكم مصرف لبنان). ألا تخجلون ممّا تفعلون؟
الحجر يجب أن يتوقّف فورًا، والحياة يجب أن تعود مع اقتراب عيد الميلاد. الكنيسة والمسجد مدعوان للوقوف بوجه التزوير والتخويف. صديقة لي توفي والدها، اتصت بها لأعزيها فأعربت لي عن صعوبة فهمها لهذه الوفاة بلحظتها القاسية، وكيف يمكن أن تكون وحيدة في البيت بلا مراسم التعزية. أهكذا تريدون عالمنا خاليًا من التعاطف والتعاضد؟ لقد عاد الإخوة في سوريا إلى تلك المراسم المباركة، وفهموا بأن مسرى الحياة يكسب الإنسان المناعة المطلوبة.
أنتم في لبنان مسؤولون عن ضرب روح الجماعة والاتجاه من جديد إلى الفردانية، أنتم تتشدّدون بوضع الكمامات وكأنكم تكمّون الأفواه، والكمامات وهذا ما أفاد به الأطباء تمنع الدماغ من تلقّي الأوكسيجن فيمتصّ فقط ما يسمى بالCO2، لقد حولتم التباعد الاجتماعي Social distance إلى تباعد جسديّ وإنسانيّ، وجعلتموها تباعدًا إنسانيًّا مقيتًا بين اإنسان وصديقه، بين الإنسان وأبيه وأمه، بين جميع البشر.
فكفى إخافة. نعرف بأنّ هذا الفيروس يقتل أحيانًا، فحوادث السير تقتل أيضًا، وأمراضٌ معدية تقتل.
كفى إخافة وترهيبًا في زمن الميلاد، فسوف نجتمع في الكنائس لنذوق بهاء العيد بتجلياته الروحيّة السامية، وسنلتقي في البيوت لنستقبله مع عائلاتنا وأحبائنا، شاء من شاء وأبى من أبى. فالمسيح بالنسبة لنا حيّ ومحيي، إنّه القيامة والحياة منذ لحظة ميلاده، وعندما نتناوله نمتلئ ونستنير به فنصيره في سرّ الحبّ العظيم، أمام ذلك لن نقبل بإغلاق الكنائس وإخافة العالم، بل نصرّ على فتحها ليكون المسيح المولود في مذود بيت لحم فيما بيننا. من يغلق كنيسة إنه ضد المسيح وسينال دينونة، من يحرم الناس من بهاء العيد فسيدركه الليل الطويل، ليل يهوذا الإسخريوطيّ، وليل قاتلي أطفال بيت لحم.
بربكم اتركونا نعيش. كرهنا حالنا. قرفنا من الوباء ومن التغرغر به صبحًا مساءً. بلدنا لم يعد يحتمل، شعبنا هالك بالتجارب، آن الوقت للانتفاضة على وباءات قتلت الأخلاق وأتاحت لفيروسات عديدة سرقة بلدنا، ألم تنتبهوا بأنّ ظهور اللقاحات من الشركات أتى في لحظة واحدة، ألم يعن لكم شيئًا هذا الأمر، لماذا لا تقوموا بتحليله واستنتاج الخلاصات وإيجاد الأجوبة عن سرّ هذا الفيروس؟ لماذا لا تبصرون بأنّه أداة لضرب إنسانيتنا ومحقها وتحويلنا إلى وحوش في عالم موحش، إلى كائنات مائتة في قبر كونيّ واسع.
آن الوقت لننتفض في لبنان على وباءات أشنع مما نحن فيه. وعلى المستوى الروحيّ لقد استعملونا، واستعملوا كنائسنا لتحطيمنا لإخافتنا، وإلهنا المحيي إذا بات في أمعائنا ، إذا تحرّك فينا خلال المناولة فنحن نتناول القيامة والحياة الأبديّة. فكيف نغلق الكنيسة ولا نصلّي بفرح لربّ المجد الآتي، لإله سيولد ويكون لنا به سلام؟
المسيح سيولد ونحن سنتهلّل ونفرح بميلاده، سنرجو ونصلّي، سنجتمع مع أحبائنا ليكون في وسطنا ويبارك موائدنا ويحفظنا بخيره ويوشحنا إلى أبد الدهور بنوره.
لأجل ذلك أوقفوا الحجر واتركونا نعيش بفرح المسيح الآني.
المصدر: lebanonfiles