حسان الحسن – الثبات – وعن التطورات الميدانية…
بعد الإنجاز الاستراتيجي الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه من خلال استعادة مدينة حلب من المجموعات التكفيرية المسلحة، يكون بذلك قد أنهى “حلم مشروع تقسيم” الجارة الأقرب، هذا الحلم الذي تبدد بعد أن فقد مدينة كبرى تشكّل نسيجاً من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، ومع تبديد هذا “الحلم” فإن سورية تكون قد رسمت – وبدعم واضح من المقاومة – مساراً جديداً للمنطقة، يعزز حضورها في أي تسوية مرتقبة، في مواجهة الإرهاب وعلى طريق إنهاء الصراع الدائر في المنطقة.
راهناً، يركّز الجيش السوري وحلفاؤه عملياتهم القتالية على خمسة محاور أساسية، وهي أرياف حلب الجنوبي – الغربي، الشمالي- الغربي، الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وادي بردى، وريف حمص الشرقي، الذي يشكّل مدخلاً للتقدم نحو منطقة السخنة، ومنها نحو الرقة ودير الزور، وفي حال لم يبادر إلى استعادة المنطقة المذكورة، والتي لا يستغرق الوصول منها إلى تدمر أكثر 20 دقيقة بالسيارة، يترك بذلك المنطقة مفتوحة على الخطر الإرهابي الدائم.
وفي التفاصيل الميدانية، يقوم الجيش السوري بتعزيز طوق مدينة حلب، بعدما تمكّنمن إحكام السيطرة عليها.
وتلفت مصادر ميدانية إلى أن سيطرة القوات السورية على ريف حلب الجنوبي، ستؤدي إلى فصل ريف حلب عن ريف إدلب، تمهيداً لبدء معركة استعادة إدلب في الوقت المناسب الذي تحدده قيادة العمليات السورية – الروسية.
وللغاية عينها، أي استعادة إدلب، يحاول الجيش السوري السيطرة على منطقة كنسبا وجبال كباني ريف اللاذقية الشمالي، ليصبح بذلك على مداخل مدينة جسر الشغور؛ بوابة محافظة إدلب من جهة شمال اللاذقية.
وتشير المصادر إلى أن الطبيعة الجغرافية لريف اللاذقية الشمالي مشابهة كثيراً لمنطقة القلمون في ريف دمشق، حيث تكثر التلال والتضاريس الوعرة، الأمر الذي يعوق تقدم القوات المهاجمة بشكل سريع.
بالانتقال إلى ريف دمشق، تستمر القوات السورية في عملية قضم الكتل الأبينة والأراضي الواقعة تحت سيطرة المسلحين في الغوطة الشرقية، ووادي بردى، متّبعة الأسلوب عينه الذي تعتمده في حلب، أي تطويق معاقل المسلحين، وعزلها عن بعضها.
وتعقيباً على ذلك، يؤكد مرجع عسكري واستراتيجي، ألا أحد يستطيع أن يحدد ساعة بدء معركة إدلب، مستبعداً قرب إعلان ساعة الصفر لاستعادة عاصمة “التكفريين” في المدى المنظور، ويقول: لا يعني بعض التراجع في مستوى الضغط الإقليمي والدولي ضد سورية من خلال الإيحاء بأن هذه الدول الشريكة في العدوان عليها، تنشد تسوية سياسية أو انسحابا من الحرب، بل على العكس؛ فإن هذه الدول ستحاول دائماً تنفيذ أجندتها ومخططاتها لناحية تفتيت وتقسيم الجارة الأقرب، ومن هنا يجب التنبّه دائماً والبقاء بوضع الجهوزية التامة لما تخطط له تلك الدول، والبقاء في الميدان وكأن المعركة ما زالت في بداياتها، ومتابعة وتوسيع التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين كروسيا والصين وإيران، ومع الحلفاء الأكثر التصاقاً والتزاماً وتضحية بالميدان السوري، كحزب الله، الذي تجمعه الكثير من الأهداف الاستراتيجية والحيوية مع دولة قوية صامدة في سورية.