أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الصراع الدولي – بين المطروح والممكن..؟؟ (أنطوني الزغبي)


الحاكم و المسؤول الفعلي هي غرف سوداء مجهولة الجنسية
تنبؤات حول سقوط عالمي للعملة المسيطرة؟


كما يعلم الجميع و ذلك بعد عدم تأثير أي رئيس أو مسؤول في أي دولة على الأوضاع الراهنة، فالحاكم و المسؤول الفعلي هي غرف سوداء مجهولة الجنسية ويشك البعض أنها صهيونية،

إلى ما تسعى هذه الغرف؟

في عام ١٩١٤ وبعد أول سقوط كارثي للنظام الرأسمالي العالمي وقعت الحرب العالمية الثانية وأتت بمثابة إصلاح بسيط للنظام الإقتصادي و أظهر فشله يوم الخميس الأسود (يوم سقط سعر جميع الأسهم الأميريكية بنسبة ٦٠٠%) في ١٩١٩ بعد إنتهاء الحرب الذي اعتبرها البعض حلّاً.

وفي العشرينات حتى أوائل الأربعينات من القرن عينه استمرّ الوضع متوتراً مع نهوض بعض الدول المتحالفة الفائزة بالحرب على حساب الخاسرين وأبرزها المانيا بفعل معاهدة فرساي إلى حين الثورة الصناعية في أوروبا التي كسرت النظام الرأسمالي مرة أخرى وعطّلت المدن الصناعية الكبرى، حاول الراغبين بحل الأزمة ووقعت حرب عالمية ثانية توقع البعض مجدداً حل الأزمة بالطريقة المشابهة التي حاولوا حلّها قبل أقل من ثلاثة عقود.

وبرهنت الأيام مرة أخرى أن آينشتاين على حق بعد مقولة “لا تتوقع نتائج مختلفة اذا كنت تتصرف بالطريقة نفسها”
وهذه المرّة استمر الوضع العالمي على شبه إستقرار و نهوض بإستثناء بعض الدول التي تكبدت خسائر فادحة كاليابان (بعد قنبلة هيروشيما) ونهوض عظيم لم يشهده التاريخ للولايات المتحدة الأميريكية و تنحي المملكة المتحدة عن السيطرة العالمية لعملتها(الغيني سترليني)

هل انتهى شعوب العالم من القهر مع شروق القرن الواحد والعشرين؟

يتحدث التاريخ عن أزمة ويكتب عن أخرى.

في عام 2008 شاهد النظام الاقتصادي القائم على النظام المصرفي الأميريكي المجروح, سقوطاً مدوياً لم يأتي له حل الا بعد خمس سنين أقله.

و في ٢٠٢٠ بعد ظهور وباء كوفيد-١٩ و انتشاره بأكثر من ١٨ مليون إصابة بالفيروس، وإغلاق أكثر من ٨٠% من المدن الصناعية والسياحية لنصف عام يتحضر الدول كافة الجاهزة أو الغير جاهزة لحل للأزمة، هل يكون حل كالحلول السابقة و نعود مرة أخرى إلى السيناريو نفسه؟أم سيسعى المسؤولون إلى حل نهائي قد تكون مدته أكثر من ما سبقه من حلول؟

ما المطروح و ما الممكن؟

ثلاثة حلول و هنا دور التحاليل السياسية:

أولا : قد يزيد الاضطراب على الساحة العسكرية العالمية و خاصة في الدول التي تمتلك موارد غير مستثمرة بعد فيسيطر الطرف الحاكم على أراضيها كي يستفيد أحد من هذه الموارد (مثل الغاز اللبناني).

ثانياً : مطروح أيضاً الاضطراب بشكل مخيف على ساحة السيطرة العالمية بين الولايات المتحدة و الصين كي يصبح العالم على توازن من ناحية التطور و لن تنحصر الرفاهية في الغرب بل تمتد شرقاً نحو آسيا.

ثالثا : لا ربما نشهد أزمة احتياطي عالمية قد تودي بأنفس عديدة جوعاً ووباءً و نشهد بيع و شراء موارد صناعية و دواء و محروقات بالعملة العجوز “الذهب” ويدوم ذلك عدة سنوات.

وتكون الدولة الأكثر تجارةً دولة تمتلك عملة وطنية أضعف من الدولار الأميريكي و تطبع الدولة أرقاماً مخيفة من العملة الورقية التي لن تتأثر بفعل إحتياط ذهبي هائل و تنقلب العملة الإحتياطية من دولار أميريكي إلى عملة أخرى قد يظهرها لنا الوقت.

هنا يأتي دور الدول الكبرى و رؤوسها الكبيرة حيث يجب تخبئة رؤوسنا الصغيرة خلف الملاجئ.

لن يسمح طبعاً الرؤوس الكبرى أن تقع الأزمات على أراضيهم بل العكس تماماُ حيث يحاول بأقصى جهوده أن تضطرب الدول الضعيفة كي تزدهر لاحقاً دولهم(الرؤوس الكبيرة).

هل سنشهد مشاهد أكثر قسوةً قد تودي بنا إلى الجنة الإقتصادية؟

أم قد تودي بنا الى ما هو أسوأ من ما نحن فيه؟