“يمكن للكذبة ان تسافر نصف العالم، بينما الحقيقة ما زالت تلبس حذائها”
من أجلكم، من أجل لبنان ها هم في التحقيق بعد مداهمة بيوتهم. لا ليسوا مجرمين ولا لصوص، لا ليسوا زعماء فاسدين ولا مسببي انفجار المرفأ.. اِنهم شباب التيار الوطني الحُر التي اِنزرع في نفوسهم نهج ميشال عون ليس فخامة الرئيس فحسب بالعماد أيضًا وصوته الذي يدور في وجدانهم “أيها اللبنانيون، وحدها الحقيقة تُحرر”.
فنزل اؤلئك الشبان من أجل الحقيقة، من أجل بيروت ودموعها على شهدائها. الحقيقة من حقنا ومن حقهم. من هو ذلك الذي ضميره انحجب وتكسر على شاطئ بيروت ومبانيها. كيف يكون المذنب والمحاسب واحد؟ كيف تكون العدالة هي لا العدالة في نظر الرأي العام. نزلوا في ايديهم مناشير وفي ضميرهم وطن.
شكرًا لكم! بغض النظر عن أسمائكم، اعماركم وطوائفكم. شكرًا لكم لأنكم تثبتون لنا أنهُ ما زال هناك أمل، أن لبنان ما زال داخله كرامة وسنين النضال السابقة لم تصبح من الماضي بل تتجدد في داخلكم. شكرًا لكم لأنكم لستم حاملين مناشير فقط بل حاملين قضية. فَلم تعُد القضية قصة قائد أبعد لسنوات طويلة ولا وصاية تكتم على الأنفاس، بل فساد دخل الى العظم وعشش في روائح الشوارع والادارات.
وطأة القمع والترهيب والتخويف الذي ميز الكثير من سنوات الفساد لا تمنع من لديه شغف بالتغيير. فالنضال حركة دائمة مستمرة تزيد ولا تنقص .تتخذ أشكالا متعددة بحسب الظروف والأسباب بل لا تغيب ولا تتوقف لأي من الأسباب. لذلك مستمر التيار في مسيرته ليكون الضغط، صوت الشعب وصوت الشهداء، فحتى لو اِستمرت الحياة وعادت الأيام لِطبيعتها فما زال التيار يسمع صوت الشهداء من تحت التراب، من تحت الرماد والدمار وهم ينادون للتعبير عن رغبتهم بالعدالة. فلنضع اليد باليد ونتلاقى في بيروت “كرمال ما تضيع الحقيقة”. وإذا كان انفجار المرفأ فعلًا قضية الرأي، على الجميع المشاركة حتى لو خطهم السياسي لا يمكن أن يلتقي مع التيار. فمن اجل لبنان لا يجب أن يكون السؤال من الداعي للتحرك.. إن كان برأيكم لا يجمعنا العلم اللبناني على الأقل لِندع دماء شهدائنا تجمعنا. والحقيقة ليست متخفية ولا مستحيلة، ستأتي عاجلًا أم آجلًا فكما قال مارك توين “يمكن للكذبة ان تسافر نصف العالم، بينما الحقيقة ما زالت تلبس حذائها”