عَ مدار الساعة


العَم سجعان والحرامي في مدينة جبيل.. (بقلم سامر موسي)


ميشال عون والسارقون الحقيقيون


العم سجعان رجل متواضع آدمي ، امضى حياته في الكفاح من اجل لقمة العيش ولم يرضَ يوما مالاً حراما او صدقة، عمل بشرف فتربى اولاده على عزّة النفس وحب الوطن….

ذات يوم وعند الظهيرة كان يأخذ قيلولته على مصطبة منزله الكائن في مدينة جبيل ، فدخل عليه رجل سرق ثيابه وثياب اولاده وهرب سيرا على الاقدام ، فلحق به العم سجعان وهو في خريف العمر واستطاع إيقافه في سوق جبيل امام السرايا ، فتعاركا امام اعين الناس والدرك الذين تجمعوا لفضّ الخلاف ، وكان العم سجعان المنهك من الركض يصرخ ويقول “حرامي حرامي ساعدوني ” لكن الغير متوقع والمفاجئ ان الحرامي ايضا راح يصرخ “حرامي حرامي ساعدوني ” فوقف الجميع في حيرة من امرهم وانقسمت آراؤهم ، فبعضهم يعرف سجعان الآدمي والبعض الآخر لا يعرفه ، فراح المتجمهرون يطلقون التهم ويحلّلون الوقائع ، مع ان الحقيقة جليّة وبامكان القوى الامنية الموجودة حسم الامر من خلال تحقيق بسيط يُظهر الحقيقة ، لكن ذلك لم يحصل ، وفي النهاية هرب الحرامي الحقيقي وتفلّت من العقاب وعاد سجعان الى بيته خائبا ، دون الحصول على حقه ، حتى دون استرجاع كرامته من خلال تبيان الحقيقة ، فبات بنظر البعض مجرما ، لكنه ظلّ بنظرنا ونظر الكثيرين سجعان الادمي الذي لم يرضى يوما مالا حرام …..

اخبرني ابن سجعان وهو صديقي هذه الرواية في ظلّ الاشتباك القائم اليوم بين اطراف الطبقة السياسية ، فميشال عون هو سجعان اما السارقون الحقيقيون وقد شوّهوا صورته فتساوى بهم ، في ظل غياب مساءلة ومحاسبة حقيقية تُظهر الحقيقة وتُنصف البشر….

رحل سجعان ولكنه ما زال في الذاكرة ، وسيبقى ميشال عون على رأس الاوادم ، وستتناقل الاجيال حكاية رجل امضى عمره في السعي لبناء وطن…