كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في 16 آب 2020***
أهلنا اللبنانيين والبيروتيين،
– الإنفجار والمآساةI
– نحنا أمام كارثة ومأساة وطنية ضربت عاصمتنا وبلدنا وشكّلت صدمة كبيرة لأهلنا ولنا كلّنا. الكلمات والمشاعر الطيبة ما بتعوّض فقدان الضحايا وما بتخفّف أوجاع الجرحى ولا بتردّ المفقودين ولا بتعمّر أحياء مدمّرة بكاملها.
ما رح ننسى صورة كل شخص فقدناه،/ نظرته وابتسامته حاضرين بكل مشهد عم نشوفو ورح يضلّوا حاضرين بضميرنا وبقلوبنا للحظة كشف الحقيقة.
اذا بمرّات سابقة ما انكشفت الحقيقة بلبنان، هالمرّة ممنوع ما نلاحق ونحاسب ونحاكم كل حدا تسبّب بدمعة أب او حرقة قلب أمّ.
هيدي المرّة ما بتشبه ولا مرّة لأن ندوب هالجرح اذا راحت عن وجه العاصمة ما بتروح من ذاكرة ناسها.
– نحنا بعدنا بمرحلة دفن الضحايا وتضميد الجرحى والبحث عن مفقودين ورفع الركام وتنظيف المنازل والشوارع ويلّي هيّ عملية وطنيّة عم بشارك فيها كل الشعب اللبناني، صغار وكبار، احزاب وتيّارات، بلديّات وجمعيّات، نوادي ومؤسسات، شركات ودول/ وهيدي مرّة جديدة بيظهر فيها شعبنا تضامنه وحبه للحياة وبيقوم من تحت الدمار ليرجع يعمّر. وبصراحة الشعب هوّي يلّي عم يعمل عملية انقاذ نفسه ومدينته، (بتقصير واضح للأجهزة والادارات).
ما في بيت بلبنان ما عنده حدا بيعرفه تأذّى بانفجار العاصمة، كلّنا بعيالنا وأهلنا وأصحابنا وانتماءاتنا تأذيّنا وانصبنا وفقدنا.
مشهد التضامن العفوي هو أكبر إثبات على وحدة وطننا ومناعته.
وهون بدّي حيّي كل الناس، بما فيهم التيار، يلّي خفّفوا شوي من هالمأساة عبر إعطاء الدم والتطبيب وعملوا أكل وأمّنوا ايواء للناس وحراسة للبيوت، ونضفّوها وعم يغلفّوها بنيلون وخشب لحين تأمين القزاز والأبواب،/ وبعدنا بالبداية/ ومطلوب منّا كتير، وما في شك انّو بيروت رح ترجع تقوم بفضل همّة وإرادة أهلها ومساعدة الأصدقاء.
أمّا الدولة فمطلوب منها:
* تأمين الأمن والطمأنينة بشكل جدّي لكل بيت ومواطن.
* حماية الأبنية من الإنهيار وإعادة طابعها التراثي ومنع عمليات المتاجرة والبيع الإستغلالي.
* تأمين مواد البناء وآلية شراءها بأسعار مدعومة بالدولار للقزاز والخشب والالمينيوم والحديد والترابةوغيره…
* تأمين مبلغ حدّ ادنى للتصليحات لكلّ منزل متضرّر من قبل المصارف واعتبارها سلفة على الدولة لحين سدادها وهيدا موضوع اقترحه التكتل ورح يتابعه ليوصل لنتيجة.
* إلزام شركات التأمين بتسديد متوجّباتها للمتضررين.
* إقرار قوانين لكل أشكال الإعفاءات من الرسوم والضرائب على إعادة الاعمار وعلى الاملاك، ولكل حاجة انسانية ملحّة.
* وضع مخطّط توجيهي للمناطق المتضرّرة من قبل المحافظ والبلدية وتقسيمها الى مناطق جغرافية (أحياء وشوارع) ووضع خرائط معمارية متجانسة، (ترميميّة وتجميليّة، مع خرائط تنفيذ وجدول كميّات وأكلاف) لوضعها بتصرّف الجهات المانحة، الراغبة بالمساهمة بإعادة إعمارها (هيك الدول ما بتعطي مصاري ولكن تعمّر مباشرةً).
– هيدا بالشق المادّي، أمّا بالشق المعنوي فالعزاء الوحيد هو الحقيقة والمحاسبة.
نحنا قدام فاجعة حصلت على مرحلتين وبسببين: واحدة على سبع سنين بسبب الإهمال والثانية بلحظة بسبب حادث إمّا غير متعمّد أو تخريبي او اعتدائي.
بكلّ الحالات، الحقيقة مطلوبة والمحاسبة واجبة. الفرق أنو الاهمال معروف وموّثق ويتطلّب تحقيقات سهلة وسريعة ، امّا حادث التفجير فهو غامض ويتطلّب تعمّق بالتحقيق.
نحنا مع كلّ إجراء بيوصّل للحقيقة والمحاسبة. / الإعتماد اولاً على أجهزتنا ومؤسساتنا الأمنية والقضائية لتقوم بعملها بسرعة وشفافية وفعالية بمساعدة كل الخبراء الراغبين والقادرين من الخارج – وبحال أجهزتنا قصّرت أو تقاعست أو تواطأت فالباب بيصير مشرّع لكل الاحتمالات والمطالبة بتصير مشروعة.
الكل لازم يكونوا تحت سقف التحقيق والقانون، من وزراء معنيين ومدراء وموظفين مسؤولين، وقادة أجهزة مختصّين وقضاة صدّروا قرارات؛ الكل تحت التحقيق والقانون. بس في فرق بين يلّي اكتشف ونبّه وراسل، وبين يلّي عارف وسكت وأهمل؛ متل ما المسؤولية بتكون على مستويات، الإهمال والتقصير بيكونواعلى درجات. (ويبقى اللغز الأكبر حول طبيعة الحادث).
II- استهداف التيّار
للأسف بلحظة وقوع هالفاجعة الكبيرة، هجم على رئيس الجمهورية وعلينا سماسرة الإستغلال السياسي وأبواق الحقد الإعلامي ليصوّرونا أنّنا مش بس مسؤولين أو مقصرين لا بل مجرمين مباشرين ومن بين مئة شخص بالسلسلة الادارية والأمنية والقضائية صوّبوا بالإعلام بس على واحد.
ونحنا بالمقابل لا تدخّلنا ولا حكينا ولا اتّهمنا. لا بل سكتنا احتراماً للدماء وللدمار؛ وهيدي اوّل مرّة منحكي لأن السكوت المتمادي بيصير اعتراف بالذنب.
بالرغم من عدم وجودنا من 2013 بسلّم المسؤوليّات المباشرة المرتبطة بالحادثة، الاتهام والتحريض توجّه بسّ علينا. هيدا ما بذكّركم بشي؟ ما بذكّركم بال، 2005 بالتحريض والحقد واتّهام أبرياء أثبتوا برائتهم لاحقاً، وبالدعوات لإسقاط الرئيس وبالمحكمة الدولية وبالمطالبة بالانتخابات الفورية؟ يعني فراغ بالرئاسة وبالحكومة وبالمجلس النيابي! يعني فرط الدولة؟ (فراغ وفوضى)! في مؤامرة اكبر من هيك؟
ما بتذكّركم باغتيال الشهيد بيار الجميل بالـ 2007؟ لما اتهمونا بالجريمة، ورفضوا قيامنا بواجب التعزية، وحدنا من دون غيرنا!
عرفتوا ليش النا حق نشك بسبب النتائج السياسية يلّي ترتّبت، انّو يلّي صار بحجم مؤامرة ومش بس إهمال؟
خاصةً انّو هيدا الإستهداف الظالم الكاذب هو واحد من سلسلة استهدافات عم نتعرّض لها.
II- الاستهداف:
نحنا مستهدفين بكل شي، بالشخصي وبالسياسي والأهم بالاعلام عبر تحميلنا مسؤولية كل شي عم يحصل من مصائب وعبر الحرب النفسية يلّي هي حرب الجيل الرابع يللّي بتهدف لتشويه السمعة وللشيطنة ولغسل الأدمغة وهيدا هوي الاغنيال السياسي. هيدا علم قائم وتمارسه دول كبيرة من ضمن مخطّطات كبيرة، ويتمّ تدريسه بالعالم. صحيح اننا منشكي من ضعف اعلامنا ولازم نقدر نحسّنه، ولكن نحنا ما عنّا الوسائل ولا المال لمواجهة الحرب الكونية الاعلاميّة اللّي عم تُشَن علينا. فما نحمّل نفسنا مسؤولية اكبر من قدرتنا.
مطلوب اننا ننهزم نفسياً ونسكت لأن اذا حكيت، شو ما حكيت، الله يسترك من الردود!
واذا سكتت، بيختفي رأيك وبتصحّ الكذبة وبتصدّقها كلّ الناس حتّى الأقرب إليك! ايه ما رح نسكت!
( ما رح نسمح يخنقوا لنا صوتنا بفجورهم بالاعلام!)
انا كنت محضّر ملف كامل عن استهدافنا لأعرضه بكلمتي للتيار بذكرى 7 آب، ولكن طبعاً ألغيتها احتراماً لضحايا 4 آب، ويأتي الوقت لعرضها بالتفصيل ولكنّي سأستعرض بسرعة، من دون شرح، الاطار الاجمالي للموضوع:
نحنا مستهدفين 1) بملفّاتنا، 2) بأشخاصنا و3) كجماعة.
1) بالملفّات: بكل ملف لنا علاقة فيه يُستهدف؛ امّا اذا ما لنا علاقة، ما بيحكوا فيه. خذوا مثلاً ملف الكهرباء كيف اختلقوا الأكاذيب وحوّلوها لحقائق بذهن الناس:
البواخر وكذبة الصفقة باستئجارها وكلفتها العالية بالوقت الحقيقة هي انو منشتري منها كهرباء ارخص من سوريا ومن معاملنا.
معمل دير عمار وكذبة الـ TVA (وهي اختراع والحقيقة بيّنت انها غير موجودة).
كذبة سرقة الـ 50 مليار دولار كهرباء بآخر عشر سنين والحقيقة ان المبلغ هو 20 مليار دعم من الدولة توزّعوا عَ كل مواطن عنده فاتورة كهرباء.
كذبة معمل سلعاتا وصفقة العقار المختلقة ليمنعوا الكهرباء 24/24.
من 2010 بيعملوا كذبة حول كل مشروع ليوقّفوه: من قانون الكهرباء والهيئة الناظمة، لخط الغاز الساحلي، لمحطة التغويز FSRU، لتركيب عدّدات الكهرباء الذكيّة لوقف السرقة، لسيارات الغاز (والكهرباء للتوفير)، لمناقصات الفيول الجديدة بدل Sonatrack، لكلّ سدّ ولكلّ مشروع منيح للبلد. بدّهم كهرباء بس ممنوع نعمل معامل انتاج، بدّهم مياه بس ممنوع نعمل سدود، يدّهم غاز بس ممنوع نعمل محطّة تغويز، بدّهم فيول بس ممنوع نعمل مناقصة، بدّهم نشيل النفايات بس ممنوع نعمل معمل تفكيك ولا معمل تدوير ولا مطمر، بدّهم نحارب الفساد بس ممنوع اقرار القوانين والشكوى للقضاء…
2) الأشخاص: الملف بينحكى عنه بس اذا الشخص المعني هو من التيّار الوطني الحر. (يعني اذا واحد ما عنده لا طيّارة ولا يخت ولا املاك او حسابات خارج لبنان، منركب له انو عندو ياهن ، امّا يلّي عندهم ياهن بالفعل ما منجيب سيرتهم).
خذوا البيئة مثلاً مع فادي جريصاتي، عمل بكم شهر كل الخطط والقوانين اللازمة للنفايات والكسارات والمحميّات والترابة وما توقفوا يسبّوه كل النهار. امّا وزير البيئة الحالي، ما عمل شي، لا قرار ولا اجتماع حتّى والنفايات رجعت على الطرقات وسعر طن الترابة يوصل للمليون ليرة! سمعتوا شي كلمة عنه؟
اذاً الموضوع مش بيئة او نفايات او ترابة، الموضوع هو اذا الوزير تيار لنهاجمه واذا لا ما في لزوم!
3) الجماعة: نحنا كمجموعة ناس مستهدفين من صغيرنا لرئيس جمهوريّتنا على اساس انو نحنا مسؤولين عن الانهيار بالبلد! (وكمّلت معهم انو نحنا مسؤولين عن انفجار المرفأ)!
بتقعد مع يلّي عم يتهموك بتسألهم كيف؟
مالياً: كيف؟ هل نحنا وضعنا سياسة افلاس لبنان بالديون والفوائد العالية سنة 93؟ هل حاكم المصرف المركزي تيّار؟ أو نحنا موافقين على ادارته؟ هل استلمنا شي مرّة وزارة المالية؟ هل ما واجهنا ورفضنا الهندسات الماليّة؟ هل حوّلنا اموال للخارج، هل تركنا شي ما عملناه لكشف واستعادة الأموال المحوّلة للخارج؟ من شكوى للقضاء لقانون بمجلس النواب؟ نحنا منقدّم ومنقاتل، وهم بيرفضوا وبيهجموا علينا،ومنطلع نحنا مسؤولين؟! (بيجاوبوك: ما منعرف، انتوا مسؤولين!)
بالفساد والهدر، كيف؟ طلعنا من وزارة الاتّصالات، هل اخذنا معنا رقم مميّز؟ لا، حطّيناهم بالمزاد العلني! هل اخذنا رخصة توزيع كارت تشريج او اخذنا حصّة بشركة مقاولات او تقديم خدمات VAS مع شركات الخليوي او اشترينا ابنية صفقات؟ هل ما قدّمنا للقضاء ملف باسترجاع ال 985 مليون دولار المهدورين؟ هل ما نزّلنا كلفة التخابر للنصف على المواطن ودوبلنا واردات الخزينة؟
* طلعنا من الطاقة هل اخذنا محطّة بنزين؟ هل اخذنا حصّة بالبواخر او بمعمل دير عمار او بمشاريع الهواء بعكار؟ او حصة بالنفط مع تجّار النفط متل غيرنا؟
* طلعنا من الخارجية، هل عطينا باسبور دبلوماسي واحد لحدا مش مستحق بالقانون؟ عيّنا عشرات القناصل الفخريين، هل دفّعنا متل غيرنا ليرة واحدة لحدا منهم؟
بكلّ وزارات التيّار قولوا لنا عملية فساد واحدة مسجلة علينا. بيجاوبوك: ما منعرف انتو مسؤولين عن الفساد.
* دخلنا الحكومة، هل لنا شي صندوق من صناديق المحسوبيّات متل صندوق الجنوب او صندوق المهجرين او مجلس الانماء والاعمار؟ او اوّل ما استلمنا وزارة المهجرين قدّمنا خطة للحكومة لإقفال الوزارة والصندوق والحكومة ورفضت!
* دخلنا مجلس النواب، هل تركنا قانون عن الفساد وما قدّمناه؟ من المحكمة الخاصة بالجرائم المالية، لرفع الحصانة، لرفع السريّة المصرفية، لاستعادة الأموال المنهوبة، لاستعادة الأموال المحوّلة للخارج، لقانون كشف الحسابات والأملاك!
أنا الوحيد بالجمهورية بتاريخ لبنان يلّي كشف حساباته واملاكه للرأي العام، هل طالبتم حدا يعمل نفس الشي؟ لا انتو طالبتم ولا حدا عملها.
* دخل الرئيس عهده، هل بقي ملف تكوّنت حوله معطيات وما قدّمنا شكاوى عليه بالقضاء، من الكازينو، للمرفأ، للمطار والسوق الحرّة، للنافعة، والفيول، وصندوق المهجرين والخليوي، والضمان، (وبنك التمويل) وغيره وغيره…
وين كنتوا لما ناديناكم على 15 سنة بكل هالملفات وما ردّيتوا؟ وينكم اليوم ما بتردّوا؟ وين انتو من الفساد ما بتتحرّكوا؟ او انتو صرتوا جزء منه وبتغطّوه بشعار “كلّكن يعني كلّكن”.
لا نحنا مش منهم!
لسيئي النية بقول: ما بقا لازم تسألونا! نحنا عملنا!! انتو شوفوا كيف بدكن تساعدونا وتعملوا معنا.
* ما بقا لازم تسألونا ليش ما في حدا بالحبس! نحنا تيّار سياسي ومش قضاة! اسألوا القضاة!
* ما بقا لازم تسألونا ليش ما منسمّي حدا؛ لأن ما تركنا حدا وما تقاتلنا معه لأنو سمّيناه!
* ما بقا لازم تسألونا ليش بتقولوا عم يعرقلونا! لأن هيدي هي الحقيقة وبدّنا نضلّ نقولها!
التيّار بيسألونا ليش ما منستقيل! منقلّهم لأن ما منهرب من مسؤولية، ما منهرب لما البلد بيكون عم يوقع. أسهل علينا سياسياً وأربح لنا شعبياً انو نستقيل ونهرب من المسؤولية!
منستقيل لمّا استقالتنا بتساهم بتغيير الوضع للأفضل، مش تخريبه للأسوأ! ولمّا منشوف هيدا الشي صار جاهز وممكن، نحنا يلّلي منعرف كيف منستقيل!
التيّار بيسألونا ليش ما منبقى وحدنا؟ نحنا وحدنا كنّا ويمكن نرجع نصير وحدنا! ونحنا وحدنا بين الناس عم نصارع للإصلاح وضد الفساد! بس داخل المؤسسات، وحدنا ما منقدر نعمل شي، بدّنا اكثرية بمجلس الوزراء ومجلس النواب لنمرّر القرارات/ ما حدا يقلّكم عندنا اكبر كتلة ليحمّلنا المسؤولية، المهم يكون عنا الأكثرية وحدنا، وهيدي ما عندنا ياها؟!
* التيّار بيسألونا ليش باقيين على التفاهم مع الحزب وعم ندفع ثمن غالي من دون جهد من قبلهم ضد الفساد؟ منقلّهم لأن واقفين معهم ضد اسرائيل والارهاب، والثمن لو دفعناه، هو للدفاع عن لبنان. نحنا مندافع عنهم بوجه الخارج ولكن مش مجبورين ندافع عن اخطائهم بالداخل، بل من واجبنا مواجهة هالأخطاء (متل ما عم نعمل).
* بعدين منسأل حالنا شو غلّطنا؟! في حدا بيشتغل وما بيغلّط؟
بدّنا نوقّف جلد الذات ومساءلة أنفسنا بدل ما نسأل غيرنا! بعد شوي منصدّق انّو الحق علينا!
– لا ما غلطنا، اننا مش ذميين ولا دونيين وهيدي مش عنصريّة ولا طائفيّة، هيدي شراكة بكرامة؛
– لا ما غلطنا، انّو حاربنا الفساد والإقطاع والميليشيا، ولو كلّفتنا، وإلاّ ما منكون نحنا!
– لا ما غلطنا، انّو وقفنا مع حزب الله بحربهم على اسرائيل والإرهاب، وإلاّ كنا عشنا عبيد الأحادية الدينية بالمنطقة.
– لا ما غلطنا، انّو وقفنا جنب الحريري بالـ 2005 وبالـ 2017، وأقل شي نوقف مع رئيس حكومتنا بوجه الأجنبي.
– لا ما غلطنا، انّو عملنا تفاهم معراب ولو عارفين كلفته كبيرة علينا لأن لازم عطول نسعى لوحدة مجتمعنا.
– لا ما غلطنا، انّو العماد عون عمل رئيس جمهورية وسعينا نتفق مع الكل سياسياً ومش على الفساد لنحاول نخلّص البلد من الانهيارالحتمي يلّي كنا واصلين عليه.
– لا ما غلطنا، ولا، ما منتحمّل مسؤولية الإنهيار بالبلد ولو معنا رئاسة الجمهورية وأكبر كتلة! بيتحمّلها يلّي أسر البلد بمنظومة مافيوية ونحنا عم نحاول نفك اسره!
غلطنا بالإعلام يمكن، بس كنا صادقين!
غلطنا بطيبة قلبنا يمكن، بس كنا وطنيين!
غلطنا بأسلوبنا يمكن، بس كنّا واقعيين ومش شعبويين!
الأهم اننا كل يوم عم نسأل حالنا ونصحّح!
منسأل حالنا ليش نحنا لهدرجة مستهدفين؟
مستهدفين بسبب مواقفنا ومبادئنا وقناعاتنا ووطنيّتنا وصدقنا ونضالنا، وهول ما منقدر نغيّرهم وعم ندفع حقّن.
مستهدفين لنضف وهلّق بقول ليش.
نحناعلى تقاطع استهداف داخلي وخارجي:
داخلياً، بدّن يخلصوا منا لأننا نقيضهم! منغيّر حالنا ليبطّل بدهم يخلصوا منا؟ أو منحافظ على حالنا وطبيعتنا ولو شو ما كلّفتنا؟ ما بدّهم يانا:
1 – لأننا مش تقليديين ولا نمطيين (نحترم التقاليد ولكن ننتفض على التقليد).
2 – لأننا ضد الاقطاع الطائفي والمالي والسياسي
3 – لأننا تغييريين يعني نريد تغيير المنظومة القائمة.
4 – لأننا عم نستعيد الحقوق فيعتبروا أنّا عم نشلّحهم شيء كانوا مهيمنين عليه.
5 – لأننا نحارب الفساد وبالتالي نقطع برزق المنظومة الفاسدة.
خارجيا، نفس الشي، نحنا زاعجين الدول يلّي عندها مشاريعها للبنان والمنطقة!
نحنا منعرف نسايرهم، ولكن اذا مشاريعهم تلغي وجودنا، شو منعمل؟
منلغي وجودنا فقط لمسايرتهم؟
ما يريدونا:
1 – لأننا مش تابعين لدولة خارجية وهيدا خيار؛ خيارنا ما نرهن جزء من قرارنا لغيرنا. هيدا بيبعد عنك الحماية التلقائيّة من الخارج وتدفع ثمنه بالسياسة وبالمال ولكن تربح نفسك.
2 – لأننا أصحاب قضيّة وجود/ نكون او لا نكون. وهون ما عندنا خيار. لذلك معاركنا وجودية ومنّا مسألة خيارات او محاور لأننا منّا مع محور بل بصراع وجود.
مع اسرائيل، هي مسألة وجود (وجودنا)، ومش بس خلاف حول مفهوم السلام.
مع الارهاب، هي مسألة وجود؛ لذلك موقفنا مع سوريا نابع من انّو ما يكون في على حدودنا دولة داعشية وبؤرة ارهاب، بدل دولة سوريا العلمانية.
مع قضية النزوح واللجوء هي مسألة وجود لأن فيها تهديم للكيان اللبناني.
مع الصراع الشيعي – السني هي مسألة وجود. وسعينا لإخراج هذا الصراع من بلدنا، واصرارنا ان نكون اداة وصل وليس اداة بيد أي من المتصارعين.
وهنا تأتي قضية الحكم الدولي باغتيال الرئيس الشهيد الحريري – نحنا بدّنا العدالة ولكن بدّنا ياها شاملة. لا نقبل ظلم أحد من اللبنانيين بعدم إحقاق العدالة له ولكن أيضاً لا نقبل التشفي من أحد. وعنا دور كبير نلعبه بمنع اي اقتتال داخلي او فتنة.
مع قضية الشرق والغرب، هي مسألة وجود.
مشكلتنا انّو جزء من الغرب ينظر لنا على اننا جالية غربية بسبب ثقافتنا وقربنا الحضاري وبالتالي لازم نتبع سياستهم وننفّذ أجندتهم.
بالوقت نحنا متجذرين بهيدا الشرق.
مشكلتنا كمان انّو جزء من الشرق، ينظر لنا كمان أننا جزء من الغرب.
(وهون لازم ننتبه ان الشرق لا يعني فقط ايران والصين وروسيا. الشرق فيه السعودية والخليج وماليزيا والباكستان والهند، والشرق فيه العراق والكاظمي…).
نحنا بدنا نتعاطى مع الشرق والغرب، ولكن نحنا وعم نتعاطى مع الغرب ما في شيء بيمنع انو يكون عندنا مصفاة للنفط مع روسيا او معمل كهرباء مع كوريا او اليابان، او سكّة حديد للشام وبغداد مع الصين. كلّ هيدي الحريّة (والمرونة) ما بيحبّوها بالخارج، بدّهم زلم ونحنا مش زلم لحدا.
III- اميركا والعقوبات
مصالح الخارج الكبيرة ما بتكفيها الصداقات، هي بحاجة لشي مطواع اكثر يغلّب هالمصالح الخارجية على مصلحة الوطن. ساعتها بتصير الصداقة شي بيشبه العمالة!
بصراحة، نحنا مطلوب منا نشارك بالحصار الخارجي والداخلي يلّي عم ينعمل مش على مجموعة حزبية اسمها حزب الله بل على مكوّن لبناني بكامله. مشهد الـ 05 و 06 عم يتكرّر، وعزل مكوّن لبناني نحنا ما بيسوى نمشي فيه، ولو كلّفنا غالي.
بيلوّحوا لنا بفرض عقوبات، ولو جائرة وما الها أساس قانوني او اثباتي؛ ولكن انا شخصياً من دون تردّد مستعدّ اتحمّل الثمن كرمال ما ينمسّ بوحدة لبنان وسلمه الأهلي ويتمّ اغراقه بالفوضى والفتنة.
نحنا ما منطعن لبناني ولا منغدره، ولا منمشي مع الخارج ضدّ مصلحة الداخل. ما عملناها مع الشيعي او السني او المسيحي او الدرزي قبل، ولا منعملها اليوم. شو ما كانت الكلفة عليّي بتبقى قليلة مقابل شو ممكن تكون على الوطن.
نحنا عطول منمشي بالخطر لنحط لبنان بالأمان؛ ولا مرّة مشينا بين الخطوط الآمنة لألنا على حساب تعريض لبنان للخطر. مندفع منّا ومنحمي لبنان.
وقت القصة بتكون داخلية، منخانق حزب الله لحدّ الفراق على مسألة بناء الدولة، ونحنا رايحين على هيدا المطرح اذا المرحلة المقبلة ما تحمّلوا المسؤولية معنا وتمّت فيها كل الإصلاحات اللازمة عبر الحكومة والمجلس النيابي، وهيدي مسؤولية الحكومة والمجلس، وهيدي أقلّه مسؤولية الأكثرية النيابية اذا ما قبل كل المجلس يتحمّل مسؤوليته.
فإذاً بالخارج ما منطعن لبناني، وما حدا يراهن على انّو نكون عملاء لأحد. / بالخارج نحنا مع اللبنانيين ضد اسرائيل وضد الارهاب، ونحن مع تأمين المدى الحيوي الأمني للبنان (اذا مش التصوينة، التلّة، بس مش المحيط) ونحنا مع استراتيجية دفاعيّة للبنان متفّق عليها وطنياً بتضمن عملية تحييده او حياده وحمايته من ضمن قوّته.
امّا بالداخل، بقاء الدولة أهم منّا كلّنا، بدّنا دولة ولو طلّع احد حالو منها، أفضل من لا دولة بوجود كلّ مكوّناتها فيها، ساعتها بتكون مزرعة. ونحنا منختار الدولة على المزرعة وعلى كل شيء.
IV- الحكومة:
اليوم الدولة مفكّكة وبدّها إعادة بناء؛ والأولويّة لمنع المزيد من التهديم والفوضى عبر تأمين استقرار أمني ومعيشي للناس، وهيدا مش ممكن من دون وقف انهيار العملة والتضخّم المعيشي؛ يعني مش ممكن من دون خطّة إصلاحات متكاملة.
هالخطة صارت معروفة بكل أقسامها المالية والنقدية والإقتصادية والاجتماعية، وموقفنا وموقف كل القوى الأخرى صار معروف بالرفض أو بالقبول. الأولوية المطلقة هي للإصلاحات، وأي أولويّات ثانية أو أجندات سياسية هي تمادي إضافي بالإنهيار. ممكن ينعمل إصلاح سياسي لاحق او متزامن ولكن مش قبل. والإصلاحات بتطلّب حكومة شغّالة ومجلس نيابي شغّال.
المجلس النيابي تم انقاذه من المؤامرة، امّا الحكومة فاستقالت (مع شكرها على أي عمل منيح قامت فيه)، والأولوية للإسراع بتأليف حكومة جديدة على قاعدة واحدة هي الإصلاحات. نحن ما عنّا همّ الاّ بتأليف حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحيّة وكلّ باقي التسميات تصبح ثانوية لأن كلّها تجرّبت.
بدنا حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحيّة برئيسها وأعضاءها وبرنامجها، وكمان هيدا كلّه تجرّب وصار معروف المنتج من غير المنتج، من المعطّل.
ما حدا يتحجّج فينا ليأخّر التشكيل والاتفاق على الاصلاحات، موقفنا واضح من الأوّل: أنا شخصياً من زمان بطلّت معني بالوزارة وما عرفت كيف تحرّرت من عبئها الشخصي عليي؟ ونحنا بالتيّار مش راغبين ابداً، لا مباشرةً ولا غير مباشرةً، بالمشاركة بحكومة ما فيها شروط الانتاجية والفعالية والإصلاح برئيسها وأعضائها وبرنامجها.
أمّا اهم الإصلاحات، من دون تعدادها كلّها، وفي ورقة مكتوبة عنها فهي:
1 – خطة الإنقاذ المالي التي تتوافق مع شروط صندوق النقد الدولي المعروفة، وخطّة بديلة (كمان جاهزة) في حال رفض الصندوق او زاد شروطه لأسباب سياسية.
2 – القوانين الإصلاحية المالية المعروفة وعلى رأسها ضبط الحوالات الخارجية واعادة هيكلة النظام المصرفي.
3 – التدقيق التشريحي لمصرف لبنان ومن بعده لكلّ مؤسسات وصناديق الدولة.
4 – كهرباء 24/24 وقانون الكهرباء وتعيين الهيئات الناظمة للكهرباء والاتصالات والطيران المدني (والحشيشة لأغراض طبيّة-علاجيّة).
5 – موازنة اصلاحيّة للـ 2021 بتعالج كل ابواب الهدر وضبط الانفاق والمداخيل ونظام ضرائبي تصاعدي موحّد وعادل، وتترافق الموازنة مع خطة اقتصادية منتجة ومع اقرار وتطبيق قوانين مكافحة الفساد وعلى رأسها قانون كشف الحسابات والأملاك لكل قائم بخدمة عامة.
V- الانتحابات والنظام الجديد:
اقرار هالإصلاحات يضعنا على طريق النهوض الاقتصادي ويسمح لنا بالحوار الجدي لتطوير النظام، علّة العلل وسبب كلّ فشل وصلنا له بسبب منظومة طائفية سياسية تتبادل الخدمات، (حماية وتمويل)، مع منظومة مالية.
تطوير النظام هو من خلال الدستور وليس بالقفز فوقه، ونحنا قلنا سابقاً ان الطائف فُرض علينا بالقوّة ولكن نحنا ما منقبل تطويره الاّ بالتفاهم. ببساطة نحنا مش قادرين نكمّل مع بعضنا هيك الاّ من خلال عقد وطني جديد بيقوم على فكرة جمع كل شي مشترك بيننا عبر دولة مدنيّة مركزيّة ووضع ما نختلف عليه ونتمايز به مناطقياً من خلال لا مركزية ادارية ومالية موسّعة. هيدا من ضمن الطائف!
حتى ما حدا يحكي فيديراليّة وهو براسه تقسيم، وما حدا بالمقابل يحكي علمنة وهو براسو الغاء الطائفيّة السياسيّة بس وهيمنة عدد؛ منطرح دولة مدنية قائمة على اللامركزية.
امّا الحياد بغاياته النبيلة، ففكرة تستوجب الحوار والتوافق بالتزامن مع الاستراتيجية الدفاعيّة التي تحفظ قوّة لبنان.
نحنا مشروعنا حاضر على 7 محاور ونحنا جاهزين، وصرنا مأجلين ثلاث مرات بسبب الظروف، اطلاق تجمّع لبنان المدني لإعلان وثيقة لبنان المدني مع مجموعة كبيرة من الشخصيّات من كافة المناطق والطوائف، وانشا الله تسمح لنا الظروف بإعلانها بذكرى مئويّة لبنان الكبير بأوّل أيلول (او بشهر ايلول).
بهيدا السياق، الانتخابات بتصير لازمة لتكريس التغيير وتتويجه، عبر مجلس نواب بقانون جديد نسبي قائم على دوائر اكبر بيحمي تعدّدنا وتشاركنا، ومجلس شيوخ بيحمي خصوصيّاتنا وكيانيّتنا. الانتخابات ساعتها بتكون تغيير حقيقي وانتقال فعلي من نظام طائفي بالكامل الى نظام قائم على احوال شخصية مدنية موحدة وإصلاحات دستورية تمنع تعطيله وانماء متوازن وخدمات متساوية من خلال صندوق ائتماني لأصول الدولة وشركة لادارتها بانتاجية وعدالة، كلّه من ضمن دولة قانون محمية بقضاء مستقل. هيدي هيّ انتخابات التغيير يلّي ممكن تحصل بعد سنة اذا كنا جديّين وصادقين؛ اما انتخابات لتضيع الوقت بالاختلاف على قانون جديد الها، ونحنا مش موافقين على تغيير القانون الحالي من دون تطوير كامل للنظام، فهيدي بتكون عملية تكاذب وتضييع للوقت وللفرص.
VI – الحل الكبير
نحنا قدّام سنة صعبة ومفصليّة، يا منعبّيها بشغل جدّي لتطوير النظام وتغيير النموذج المالي والاقتصادي لحياة كريمة للبنانيين ولقرارهم المالي الحرّ غير المرهون، يا منعبيّها مؤامرات مع الخارج وتآمر على بعضنا بالداخل، على أمل قلب المعادلات والانقلاب على بعضنا لتحسين شروط او فرض شروط على طاولة الحوار الوطني.
بهيدي السنة الحل الجزئي بالمنطقة بين اميركا وايران آتٍ، الضغط يلّي عم نعاني منه مؤخراً على اقتصادنا واستقرارنا هو نتيجة هيدا الصراع، لحتّى كل طرف يحسّن شروطه قبل الجلوس على طاولة المفاوضات والاتفاق على حلّ، صار جزء كبير منه واضح ومرسوم. المرشّح الديمقراطي الأميركي بايدن ونائبته هاريس واضحين بمواقفهم وبالمانيفست السياسي لترشيحهم بأنهم راجعين للاتفاق النووي السابق مع ايران. المرشّح الجمهوري الرئيس ترامب، يتأمّل قبل انتخاباته ان يحسّن شروط هذا الاتفاق لصالحه والايراني رافض وناطر على أمل تغيير الرئيس الاميركي، ولكن ترامب بالحالتين، بتغيير الاتفاق او عدمه، تعهّد من يومين بالوصول لإتفاق مع ايران خلال اوّل ثلاثين يوم من ولايته. النتيجة ان الاثنين، ديمقراطيين وجمهوريين، تعهدّوا التوصّل لإتفاق مع ايران، المتحالفة مع جارتنا سوريا والمدعومين الاثنين من روسيا والصين. وهالاتفاق مع اتفاقات السلام الفرديّة الآتية سيؤدّوا لرسم معالم شرق اوسطيّة جديدة، اعلن فيها الاميركيون انّه لا حاجة لوجودهم بعد الآن في المنطقة لحماية أمن اسرائيل كون الحماية اصبحت مؤمّنة (من غيرهم)، ولا حاجة لوجودهم بسبب النفط بعد ان أمّنت اميركا استقلالها النفطي. الحلّ الخارجي آتٍ فهل نلاقيه بحلّ داخلي؟
VII – الأمل بالغد
لبنان اليوم بأزمة كبيرة بيقدر يطلع منها اذا اكّدنا على ارادة العيش معاً وعلى لبنان الكبير، وطلع البعض من احلام عم تراوده للبنان الصغير بظلّ يلّي ارتسم بالمنطقة من كيانات مذهبية متصارعة. سوريا عم تصرّ على الدولة الواحدة وغير مكتفي الرئيس الأسد “بسوريا المفيدة” وهيدا الشي اذا نجح بيساعدنا لنحافظ على لبنان الكبير بمئويّته الأولى ليجدّدها لمئويّة ثانية. لبنان الكبير رسمه البطريرك الماروني ولكن لكلّ ابنائه، ولبنان لازم يتجدّد بكل ابنائه. المهمّ نحنا نكون حاضرين وباقيين، بوجودنا وبدورنا، وعملية الاستهداف يلّي حكيت عنها وعم تطالنا هيّ لإضعافنا وايصالنا منهكين او مغيّبين عن الحل. الحلّ الكبير آتٍ وحتّى نكون موجودين مش مطلوب منا الاّ الصمود. (“انما النصر صبر ساعة”).
نحنا يلّي تحمّلنا 13 تشرين و 7 آب و15 سنة نضال من خارج الحكم و15 سنة عذاب من داخل الحكم، مش اليوم منضعف ومنخاف.
ما رح نجوع وما رح نسمح لأحد ان يجوّعنا، وبيروت رح ترجع تقوم بناسها وما حدا بيقدر يشحط أهلها او يشتريهم! وما حدا بيقدر يبعدنا ثقافيا عن Sorbonne أو John Hopkins لأننا متوغلين بالمجتمع الغربي وما حدا بيقدر يفصلنا عنه، ولا حدا بيقدر يسكّر الـ AUB او USJ بلبنان او يشيل التنوّع الثقافي والحضاري من مجتمعنا. كما انّو ما حدا بيقدر ياخدنا بالقوّة على غير ثقافتنا، ولكن بنفس الوقت ما حدا بيقدر يمنعنا نروح محل ما بدّنا لنؤمّن حاجتنا ومصلحتنا ونمنع الجوع عنا.
للبنانيين بقول لازم نغيّر نمط حياتنا باتجاه الانماء والانتاج. الفرص بتكون كتيرة بالأزمات “والحاجة أم الاختراع”.
وللتيّار بقول الأولويّة مش للانتخابات، ما تخافوا على الأصوات! الأولوية أولاً للصمود، صمود التيار وصمود الناس بأرضهم، بمدارسهم، بمصانعهم، ببلدهم والأولوية ثانياً لمتابعة كلّ من عم يسافر طلباً للعمل او للعلم لعدم فك ارتباطه بلبنان.
التيّار تيّار ما بيخاف، وبالرغم من الصعوبات بيعطي القدوة للناس بالصمود والتأقّلم وتدبير الذات وبيوقّف لجانب كلّ محتاج وما بيترك حدا.
لفتتني صبية ناشطة بالتيّار من بيروت اسمها راشيل عبدو وعمرها 19 سنة قالت: “انا لبنانية متلي متلك، انا انسانة متلي متلك، انا عشت نفس الخوف متلي متلك… ليش التعنيف اللفظي؟ ليش القمع لرأيي السياسي؟ لأنّو رأيي بيختلف عن رأيك؟ الوطن – انا- و – انت، مش يا انا يا انت!
انا بدّ ي قلّها لراشيل ما تخافي، انتِ بتجسّدي التيّار بآدميّته واخلاقه وانسانيته، انتِ صورة لبنان الحلوة! وبكرا يللي عم يهاجموكِ رح يرجعوا يقولوا لك: كان معك حق!شو سمعناها هالكلمة من قبل!
اليوم منّن شايفين لقدّام، عايشين بس تحت الوجع والضغط النفسي وغسل الدماغ الإعلامي. التيّار وانا مسؤوليّتنا نحميكِ ونحمي رفاقك، وكرمالِكم بقول للتيّار:
تحمّلتوا اللي ما حدا بيحملوا… سكتوا بكتير أوقات عالاهانات والمسبّات وكل انواع التنمير المعنوي… الحقيقة جايي وهي بتنتصر بالآخر. حقكن ما بقا تتحمّلوا وتلجؤوا لردات الفعل… بس الحقيقة جايي، وما تسمحوا لكل يلّي عم بيصير من تنمّر ممنهج انّو يوصلكن لأخر نفس… ممنوع حدا يمدّ ايدو عليكن، وما تخلّوا حدا يتنمّرعليكن… مش بس لأنكن تيّار بس لأنكن خيرة الأوادم وخيرة هالشعب يللي الحقد اخذ بعض الناس منه لمحلات كتير بعيدة… رح تنتصروا ورح تذكّروا كلّ حدا تنمّر وكلّ كلمة انقالت… اصبروا الحقيقة جايي.
ما بقا بدنا نسكت على أي متطاول علينا. غلطتنا انو سكتنا، ساعة باسم الحرص على الوحدة الوطنية والاستقرار وساعة باسم الحرص على الناس ومشاعرهم وشعورنا بالعيب تجاه وجعهم.
خلّوا راسكم مرفوع انّكم تيّار وما حدا بياكل راسكم.
نحنا الثورة الحقيقية، نحنا بي الاصلاح وامّو، نحنا ضميرنا مرتاح وما عنا شي منخجل فيه ولكن عنا قلق على الناس.
نحنا التيّار من شقعة سنين النضال منقول للناس لاقونا على التحدّي بانقاذ لبنان.
للكلّ، حطّوا ايدكن بايدنا لنخلّص البلد. يلّي ما بيريد حرّ، ونحنا ما منعتدي على حدا ولكن ما رح نسمح لحدا يعتدي علينا…
اسمعوني منيح: ما تجروّنا لمحلّ ما منريده.
نحنا اوادم بس مش ضعاف – نحنا مش ميليشيا بس نحنا ولاد الأرض ومنعرف منيح الأرض.