عَ مدار الساعة


قضاء أو قدر (بِقلم بيا ماريا عيد)


من يخاف ويقلق بِجبن يمكنه ان ييأس وينسحب.. هناك من سيكمل الدرب لأخر نفس من أجل كل شيء آمن به بِشدة، أولهم خلاص لبنان


بيروت… اي غضب انفجر داخلها؟ وكم من وجع تحملت؟ من أجل ماضيها، من أجلنا، من أجل لبنان الراحل والآتي. وفي النهاية، هل ستكشف الحقيقة، كل الحقيقة، ويصبح تاريخ ٤ آب يوم احتفال لنا بعد ان يكون تحاسب الجزارين في لبنان، أمراء الحرب وزعماء السلم من قتلوا نصف شعبنا ودمروا بيروت الحبيبة فاِنغمس صوت الانفجار بِصوت نزار قباني وهو يقول كلماته “ست الدنيا يا بيروت، من باع أسوارك المشغولة بالياقوت؟ من صاد خاتمك السحري وقصّ ضفائرك الذهبية؟”

أصبحنا نفكر بعمق هل أيام تتنافس ايام شهر آب  بتقديم خيبات الأمل لتكون مركز للفقد وسيطرة الظلم والباطل. من أعماق ضمائرنا اِليكَ يا آب، لو سمحت وصل لِبيروت صوتنا وقُل لها عن لساننا، اننا آسفين، آسفين يا بيروت لا نتذكرُك الا بالمصائب ولا نصلي لكِ الا  بالكوارث. ها هم أهلُك منتشرين في المستشفيات، مبعثرين في الشوارع يسقون أرضك بدمائهم أيتها المحبوبة الجبارة. نرجوكِ لا تنسي المفقودين غطيهم بسمائك فالليل بارد ! واِن لم تسعهم سمائك، فشهداء الحرب سيسهرون على شهدائك، فهم اليوم زملائهم، احبوا لبنان مثلهم تمامًا. ناضلوا من أجل العيش لكنهم عرفوا ان الفساد في بلادهم أقوى من اي شيء.

وبعد أكثر من أسبوع لم نسمع اي توضيح للذي حدث امام عيوننا. ولا حتى بأسم سياسي واحد تمّ توقيفه او التحقيق معه. ما الذي ينتظره القضاء بعد؟

انفجار آخر؟ وجع أكبر؟ شهداء أكثر؟ أم انه ينتظرنا ان نتألم اكثر ثم نيأس ثم نخضع، ولا يبقى من الجرح الذي فينا إِلا ندبة. والشعب اللبناني تمركز تركيزه على رؤوساء الدول الخارجية وكأنهم يعتقدون انهم سيفضلون مصلحة لبنان على مصلحة دولهم. يا لِغباء شعب تهافت للترحيب بالرئيس الفرنسي واخذه بين الأحضان كأنه بطل من أبطال الكون، غاضون النظر انه جاء ليطرح صفقات تخدم الدول الكبرى، التي هي اساسًا اصل كل بلاء في لبنان.

لم تحدث بعد في أي دولة في العالم أن يأتي رئيس دولة أخرى يجتمع بكل سياسيها وزعمائها. اساسًا كيف قبل الشعب اللبناني وهو يعيش في بلد حُر مستقل أن يجمع رئيس فرنسا زعماء بلاده وكأنه يتلو عليهم كيف ستكون قيادة الوطن! فاِن لم يكونوا واعيين مسبقًا لكل ما يحدث، فعليهم ان يتنحوا جانبًا.

نحن شعب لبنان، مهما طال الزمن، المبادئ لن تتغيّر… سنمارسها لأننا كنّا وما زلنا وسنبقى أصحاب القرار. من يخاف ويقلق بِجبن يمكنه ان ييأس وينسحب، باحثًا عن شخص ليضع كل اللوم عليه لعله يخفف من جروحه. فيخضع للفساد والفاسدين ويسلمهم رقبته بكل بساطة. وهناك من سيكمل الدرب لأخر نفس من أجل كل شيء آمن به بِشدة، أولهم خلاص لبنان. يواجه الفساد وجهًا لِوجه لأنه عارف جيدًا أن لا شيء يبقى للأبد، حتى الشمس ستكسر القانون يومًا وتشرق غربًا لِتُعلِن النهاية.