عَ مدار الساعة


شهادة اسقف في مديوغوريه.. عفوك ربي..🌸♰🌸


💜♰💜
“قسط كبير مما سيحلّ في الأرض رهنٌ صلاتكم”
العذراء مرأة قويّة مفعمة بالأمومة. لا تدلّل بنيها، وإنما تربيهم، وترشدهم..
قصدت خفية الينبوع متخفيًّا في عزّ الشتاء عفوك ربي


حكاية مديوغورية! لقد بدأت منذ ما يزيد 15 عاماً (39 سنة اليوم عام 2020)، ولم تنتهي فصولاً بعد. و”الشهود” مستمرون في الرؤية وفي تلقّي الرسائل؛ والأحداث على تواصل..؛

وإن كان الشيطان مصدر كلّ ما يجري هناك؟ قد يبدو شيطاناً مسكيناً، قليل الذكاء، وسيقع في الفخّ الذي نصب لسواه، لأنه سيهدم بنفسه ما بناه وسيتجرّع مرّ ظلمه. فمديوغورية ترسم، فعلاً، مخطّط ارتداد إلى الله، لعالمِ سيجد سلامه في السلام الذي يهبه الله.

أثرثارةٌ هي “عذراء البلقان” هذه؟ سؤالٌ يطرحه بوقاحة بعض الساخرين. أليس في وجوه هؤلاء عيونٌ لترى وآذان لتسمع؟ من البداهة التي لا تحتاج الى برهان، إن هذه العذراء التي تتحدّث في الرسائل، هي إمرأة قويّة مفعمة بالأمومة. وهي لا تدلّل بنيها، وإنما تربيهم، وترشدهم الى المسؤولية تجاه صيرورة كوكبنا، وتحضهّم على التزامها، بقولها: “إن قسطاً كبيراً مما سيحلّ في هذا الكوكب رهنٌ بصلاتكم”.

واي صلاة؟ ليست صلاةً بدافع التعصّب وإنما هي حياة من أجل الفرح! وهي قرارٌ قاطعٌ يؤخذ بالإعراض. والإعراض يعني تخلّي المرء عن أمورٍ تخصّه، بملء إرادته وبمجاهدة النفس، وهذه تعني التصرفات التي تفترضها حياةُ الزهد والتقشّف من أجل ديناميّة قيامة تلي قيامة ابنها! وهي خيارٌ جذري بالإستسلام الى “هبوب الروح القدس”. وهذا يعني، قبل كل شيء، عيش الإيمانليس بالقول وليس بالفكر، وإنما بالمثل“. ولا جديد في هذه الصلاة، اللهمّ سوى السرعة القصوى للتمرّس بالوصيّة الجديدة ولتطبيقها، وصيّة محبة الله والقريب، بدون تفريق، وإنما بتحوّل، وتبدّل، وتوبة، في كافة الميادين.

هذا ما جنيته من كتاب “إنتصار القلب“. فالأخت إيمانويل تقدّم لنا كتاباً كثيفاً يعيد الى المجاهرة بايمان ليلة الفصح: الكفر بالشيطان وباغراءاته، والأخذ بجديّة كلمة الله، وقانون الإيمان، والأسرار المقدسة، والحياة وكلّها مُرفقة بالصوم وبتلاوة المسبحة.

على المرء أن يعرف كيف يخصّص وقتاً لله، لكي يتغيَّر وجه كامل الزمان وكامل المكان أمام “الوجه المقدس”، وهو “الذي” هو الآن، و”الذي” كان، و”الذي” سوف يأتي. فالله هو مستقبل البشر. و”هو” عينه، يثبِّت بالعلامات عمل الروح القدس في استمرارية العلاقة الحميمة بين قلبي يسوع ومريم. وبعض الشهادات أسأل تأثيرها الدموع من عينيّ. وهذه الشهادات ستدرُّ النعم لك أنتَ أيضاً. فصلِّ واستسلم للمصالحة! وأحبّ! وتصرّف!

قد لاحظت، في أبرشيتي، تغيرات شخصية صالحة، عقب التماس شفاعة العذراء! فاستجابة لنداءٍ داخليّ شئت أن أقصد “الينبوع” فذهبت خلسة، في “عزّ” الشتاء الى مديوغوريه، حاملاً على منكبيّ أثقال عشرين عاماً من حياتي الأسقفية – عفوك ربّي، وشكراً – وأثناء تسلقّي جبل “كريزيفاك” وجدتني، أحياناً، جاثياً على ركبتيّ، والدموع تسيل من وجنتيّ، وبين ضلوعي ينبض قلبٌ وديعٌ متواضع كأنه لم يكن قلبي، وصُحت: رباه! ماذا يحلّ بي؟ لم أعد أنا الذي يحيا ففي عامي الثالث والخمسين، عدت من مديوغوريه بعزمِ قلبٍ جديد، وروح جديدة، زاداً للمهمّة التي تُلهبني وتحلّق بي في آن. فيا للفرح وللرجاء! ويا للعدالة والسلام! إنني مع مريم! أنا اليوم أشهد!

هذا الكتاب! إنه جزءٌ من “ملف مديوغوريه” إنه نداءٌ! إنه طريقُ ارتداد وتوبة. إنه “نشيد الشكر!” إنه نشيد التعظيم!”

الأسقف جيلبير أوبري
أسقف لا ريينيون
15 آب 1996 – مناسبة عيد صعود العذراء الى السماء

الأخت إيمانويل مايار
كتاب مديوغورية 1990-1999 سنوات العقد التاسع
إنتصار القلب
منشورات التطويبات


السيرة

الأخت إيمانويل مايار باسم سير إيمانويل من مديوغوريه هي راهبة في أخوية التطويبات وصلت الى مديوغوريه في عام 1989. تعيش في بيت الجماعة في مديوغوريه من قبل اندلاع حرب البلقان. ذاعت شهرتها أبان الحرب بسبب رسائلها حول أوضاع القرية الصغيرة وأخبار الشهود الصغار والظهورات اليومية. ورسائل الأخت إيمانويل مرتبطة برباط وثيق مع مهمّة السيدة العذراء. كان لسير إيمانويل تأثيراً هائلاً على وطنها فرنسا، مما حفّز الكثيرين من الفرنسيين على الإستجابة والحضور بأعداد ضخمة الى مديوغوريه. لكن رسالتها توسّعت وتجاوزت فرنسا الى سائر أنحاء العالم بواسطة كتبها التي تُرجمت الى الكثير من اللغات.

سير إيمانويل وضعت ذاتها بحماس لا رجعة فيه الى جانب الشهود الستّة تتقاسم معهم المصير نفسه، كما قال عنها الأب يوزو كاهن رعيّة مديوغوريه في بداية الظهورات. اضطُهدت ودارت حولها الشكوك ورُذلت وكانت ضحيّة أكاذيب عديدة، لكنها قبلت صليبها ولم تتوقّف أبداً عن الشهادة. تنتقل بين القارّات الخمسة وتعرض عرضاً شيّقاً جذّاباً عن رسائل العذراء . حاول العديد من أصحاب النفوذ إبعادها من مديوغوريه، وربما كانوا سينجحون. إلّا ان سؤالاً وجّهته فيتسكا الى السيدة العذراء حسم الموقف. سألتها ماذا يجب على سير إيمانويل أن تفعل، هل تبقى أم تعود الى فرنسا؟ أجابتها العذراء “يجب على الأخت إيمانويل أن تبقى في مديوغوريه”..

كتب الأخت إيمانويل مايار

–  مديوغوريه سنوات العقد التاسع
– أجمل قداس في حياتي
– لا، يهوذا، الرحمة لامتناهية
– أيتها العائلة تماسكي
– مديوغوريه، ماذا تقول الكنيسة؟
– سرّ الأنفس المطهرية – مقابلة مع ماريا سيما
– الصوم يحرّر ويشفي
– مريم من بيت لحم – العربية الصغيرة
– قصة مديوغوريه الجميلة
– أولادي، ساعدوا قلبي على الانتصار
– الطفل المحتجب في مديوغوريه
– السلام صاحب الكلمة الأخيرة