أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


اعداء لبنان اثنان (بقلم سامر موسى)

اعداء لبنان اثنان:

الاول خارجي يُمعن في الضغط على اقتصادنا بعد ان فشل باخضاعنا بقوة السلاح والعسكر ، والثاني داخلي وهو مرتبط بالاول ، سرق و افسد و خرّب وهرّب الاموال خارج البلد . وبين هذين الوحشين شعب يتخبط ويتقاتل، شعب لا يقرأ ولا يتابع مع ان الحقيقة جليّة وواضحة و كل التقارير الدولية تشير اليها . يكفينا ان نقرأ كتاب ” اعترافات قاتل اقتصادي ” لجون بركينز ، او حتى كتاب هنري كيسنجر ” النظام العالمي الجديد ” حتى نعرف من هم صُنّاع القرار وكيف يعملون وكيف يُديرون العالم ، واين نحن من كل هذا ….

بالخلاصة ، اسرائيل تريد اخضاعنا وبعد ان عجزت بقوة السلاح ، الولايات المتحدة تستعمل نفوذها لافقار الشعب اللبناني ، فهي تمنع عنّا الدولار بحجّة خروجه الى سوريا وتلاقيها مجموعات الداخل فتؤيد الفكرة وتسوّق لها. تماما كما كان يحصل بالامس ابّان الوصاية السورية حيث كانوا هم انفسهم ” عملاء الداخل ” يتفوّقون على السوريين بالاساءة الى لبنان.

لا يُحسد ميشال عون على هذه الوضعية، فهو يريد الحفاظ على ال م ق ا و م ة ولا يريد الصدام مع المجتمع الدولي ، اما داخليا فيواجه منظومة تجمع بين العمالة والفساد والاقطاع والمافيا ، منظومة مدعومة برلمانيا وشعبيا خرّبت لبنان في الحرب الاهلية ، ثم حكمته ثلاثين عاما ولا تزال ازلامها تنفذ اوامرها في كل القطاعات حتى اصبح من المستحيل التغلب عليها في ظل نظام طائفي وزبائني مهترئ .

صحيح انه علينا الحفاظ على سيادة الارض ولكن علينا ايضا الحفاظ على سيادة الاقتصاد واستقلاليته .

صحيح ان قلبنا مع الغرب ، لكن في الامور المصيرية علينا الاحتكام للعقل ، فعلى مدى اكثر من سبعين عاما واميركا تعاقبنا، منذ اللجوء الفلسطيني عام ٤٨ وصولا الى الحرب الاهلية مرورا باتفاقية القاهرة ودخول قوات الردع العربية وصولا الى الاجتياح الاسرائيلي ثم اتفاق الطائف والوصاية السورية حيث شبعنا قتلا و سجنا ونفيا .

آن الاوان لنلتفت الى مصالحنا الحقيقية ، الى محيطنا ، فلا نخطئ في الحسابات او نعتقد للحظة ان اميركا تريد مصلحتنا ، او ان لديها اصلا مصالح في لبنان… في لبنان وحدها اسرائيل لها اجندتها فهي تريد اخضاعنا والعائق الوحيد هو سلاح ا ل م ق ا و م ة ، فهل نتخلى عنه من اجل حفنة من الدولارات وبعدها يضيع الوطن وتضيع الارض والهوية .

آن اللآوان لاتخاذ القرار الشجاع وفتح كل الابواب شرقا وغربا امام مصالحنا الوطنية فننقذ ما تبقى من اقتصادنا ونحافظ على نقاط قوتنا .

المسار شاق ومليء بالعوائق ، فالعدوّان الاول والثاني متربصان ومتكاملان ويخوضان معركة مصيرية ، وفي وسط كل هذه الظلمة يبقى بصيص امل , فلا ننسى ان ميشال عون لا يزال على رأس السفينة وبحكمته سننتصر مهما اشتدت الصعاب وسيدفع العملاء ثمن عمالتهم .

وهذا الوطن سيبقى للذين يستحقونه.