عَ مدار الساعة


بين التيئيسيين والواقعيين… من يغلب من؟ -مقدمة اخبار OTV/الاحد 14 حزيران 2020

  • يتنازع البلاد اليوم توجهان: الاول تيئيسي، والثاني واقعي.

***

التوجه التيئيسي يُركز فقط على السلبيات، وهي كثيرة ومعروفة. عنوانها ازمة اقتصادية ومالية ونقدية، ومندرجاتُها سياسية ومعيشية واجتماعية وتربوية، الى جانب المسألة الصحية التي سُجل في اطارها اليوم الغاء وزارة الداخلية تدبير “المفرد مجوز”.

اصحاب هذا التوجه، الذين يتوزعون بين قوى سياسية من جهة، ومواطنين غاضبين من الوضع الذي وصلنا اليه من جهة اخرى، يعتبرون ان الحكومة تعد ولا وفي، وتتكلم اكثر مما تفعل، مستندين في ذلك الى التمهل الذي يطبع مقاربتَها لملفات معينة، بفعل اصطدامها الدائم بحائط المصالح السياسية، الذي تحدث عنه رئيسَها امس.

اما التوجه الواقعي، فينطلق من ان كل ازمة هي في المبدأ مشروع فرصة، اذا توفرت الارادة المناسبة لذلك. فرصة لفرض التغيير الذي كان مستحيلا في الظروف العادية، بفعل تضافر المتضررين على منعه، وهم في لبنان محدَدون بالاسم، ومعروفون بالدور.

اصحاب هذا التوجه، الذين يتوزعون ايضا بين قوى سياسية ومواطنين غاضبين، ينطلقون من الدستور والصلاحيات في تحديد المسؤوليات، ويراجعون تاريخ الاشخاص والقوى والممارسات، رافضين بناءً عليها، الدمج بين المرتكب والبريء، او المزج بين الناهب والمنهوب، او الخلط بين من صمت واستفاد، ومن حياتُه السياسية سلسلة مستمرة من صرخات الرفض، بالتفاهمات السياسية حينا، وفي الشارع احيانا… ومن خلال نشاط تشريعي واضح، تَشهد له عشرات القوانين المقدمة بين اقتراح او مشروع، فضلا عن الاخبارات الموضوعة امام القضاء.

هذه الفئة من اللبنانيين لا تطمر رأسها في الرمل، كما قد يتهمها البعض. فهي ترى الواقع كما هو، وتَعتبر ان الخطوة الاولى على درب الخروج من الازمة، هي الاعتراف بها، ثم تحديدُ عناصرِها، فمواجهتُها بناء على خارطة طريق واضحة، لا التسبب بالخراب ثم التنكر للمسؤولية قبل صياح الديك…

بين التيئيسيين والواقعيين، لمن ستكون الغلبة؟ وحدها الايام والممارسات والنتائج هي من تُحدِد. وفي النهاية، نحن قوم نرقد تحت التراب على رجاء القيامة، فكيف نيأس او نُحبَط ونحن احياء؟ سؤال طرحه رئيس الجمهورية ذات يوم، وهو برسم جميع اللبنانيين، في كل يوم.