– مش بس الشارع الشيعي غاضب على الحريرية السياسية بل كل الشوارع تتشارك الفقر والحرمان
***
يريدون إيهام الرأي العام أن شبانا من أحياء ذات اغلبية شيعية هي المسؤولة عن تكسير وحرق الاملاك العامة والخاصة في وسط بيروت أمس، انتقاما من المرحوم رفيق الحريري، لأنه عمّر بيروت، وهذا أسخف ما سمعناه على لسان الحريرية السياسية منذ تأسيسها ربما؛ وترافق هذا الايحاء، بجولة قام بها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وصقر المستقبل نهاد المشنوق، تفقدوا فيها الاضرار، وفق وسائل إعلامهم، ليعود الشنوق ويستحضر التاريخ معلنا ان التكسير حصل على خلفية عداء الشيعة لعائشة؛
فأولا حجة ان الحريري هو من أعاد إعمار بيروت، سقطت منذ زمن، اذ انه لم يعمرها للبنانيين، لا بل على حسابهم وبمصادرة أملاكهم، وثانيا لانه بناها من المال العام أي من أموال اللبنانيين، وراكم بسببها دينا عاما، بات يتخطى اليوم المئة مليار دولار.
صحيح أننا ضد الشغب والتدمير، ولكن اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي غير مقبول، كما تم في السابق اللعب على الوتر السني أيضا، حين أفيد بأن مجموعات من شباب طرابلس، هم الذين مارسوا اعمال الشغب في وسط بيروت؛ فالازعر أزعر، أجاء من الضاحية او من طرابلس او من جونية، مع التذكير ان الفقر والعوز والغضب على السياسات الحريرية وحاكم مصرف لبنان، ليست حكرا على شارع دون آخر، بل كل الشوارع وعلى رأسهم السنّي، يرزح تحت الضغوط المعيشية، ويمكنه ان يفش خلقه بأعمال الشغب، وإن ليست مبررة بأي حال من الأحوال، لأن الشغب والاعتداء على القوى الامنية، لا يسقط حاكم مصرف لبنان ولا يعيد الدولار لل١٥٠٠، ولا يسترجع الأموال المنهوبة.