رندلى جبور- خاص المدى ***
6-6… تاريخ يذكّر اللبنانيين بالاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، وقد أعيد إحياؤه في تحرّك أمس بنفس الشعارات المتعلقة بضرب المقاومة، وبنفس الادوات: خلق الفتنة المذهبية والطائفية. ولكن تحرّك 6-6-2020 فشل فشلاً ذريعاً بتأمين الحشد، يقول العميد المتقاعد أمين حطيط لصوت المدى، شارحاً المشهد كالتالي:
“الحشد الذي كان من المفترض أن يصل إلى عشرات الآلاف كما كانوا يروّجون لم يتجاوز بضعة مئات، فتلقّى منظمو هذه التظاهرة صفعة أذهلتهم وجعلتهم صغاراً في أعين مشغّليهم، لذلك أرادوا أن يغطّوا على الفشل بأن يشعلوا الميدان. فاتجهوا أولأً إلى الكسر والخلع وإحراق الممتلكات العامة والخاصة وسط بيروت لكن الجيش والقوى الأمنية لم يقعا في الفخ. فلجأوا ثانياً إلى إشاعة خطف مواطن من أجل التجييش ففشلوا. ثم لجأوا ثالثاً إلى إشاعة مقتل مواطن من أجل التجييش ففشلوا. بعد ذلك انطلقوا إلى محاولة إشعال فتنة طائفية فأرسلوا مواطنين من خارج عين الرمانة ولا علاقة لهم بالشياح على سبع دراجات نارية لإطلاق الأبواق الفتنوية فأحدثوا اشتباكاً داخلياً لكن الجيش أطفأ المحاولة. ثم كان سلاحهم الأخير إيقاظ فتنة بين السنّة والشيعة من خلال بث شريط فيديو ينال من إحدى الرموز الدينية ما أثار الجماهية وأنزلها إلى الشارع حتى تبيّنت بوضوح أن المطلوب إحداث فتنة وأن ما يحصل هو نصب فخ للبنانيينن”.
وصحيح أن محاولة إيقاظ الفتنة حصلت وستتكرر، ولكن حطيط مطمئن ويطمئن: “إن الفتنة لن تقع للأسباب التالية: أولاً لأن الجيش حاضر وبقوة في الميدان، ثانياً لأن القوى المستهدَفة بالفتنة عندما تريد أن تحسم، تستطيع أن تحسم الامور بسرعة، ثالثاً لأن القيادات الوطنية المسيحية والإسلامية أغلبها لا تريد الفتنة وقواعدها الشعبية الرافضة لهذا الامر كبيرة، وأخيراً لأن دعاة الفتنة مكشوفون”.
ويبقى التعويل على الوعي الذي وحده ينقذ وطننا من المخططات المشبوهة، والأجدى أن يذهب اللبنانيون معاً لمكافحة الفساد والإنقاذ الاقتصادي، بدلاً من جرّه إلى أفخاخ، إذا سقطنا فيها، لن نتمكّن من الوقوف مجدداً!